أشواق حلبية


بسم الله الرحمن الرحيم

إلى وجـه الحبيبـة هل تتـوقُ *** وقد رحل الشـبابُ؟ أما تُفيقُ!؟

 

لقد فارقتَهـا عشـرينَ عـامـاً *** وأنـت لوجههـا أبداً مَشُـوقُ!؟

 

ألم تنسَ الهوى يومـاً؟ أتبقـى *** يُـذكِّرُك الهـوى قلبٌ خَفُـوقُ؟

 

أتأسـى حينَ تذكـرُها وحيـداً *** ووجهُـكَ باسـمٌ فينـا طليـقُ؟

 

وتبقى واثقـاً بالعَـودِ يـومـاً *** وهل أجداك في يـومٍ, وُثـوقُ؟

 

ألم يمُـتِ الحنيـنُ مع الليالـي *** وطبعُ الموتِ بالدنيـا لصـيقُ؟

 

رُويدكَ، قد هرِمتَ، وأنت ترجو *** لـقـاءً، ما لموعـدِه طريـقُ

 

أتبقى في هوى حـلبٍ, شـغوفاً *** ولو صَدَّت، ويُرضيكَ العُقوقُ!؟

 

كـذا قال العَذولُ، ورُبَّ قـولٍ, *** يُسيءُ، وربَّ قـولٍ, لا يـروقُ

 

نـعـم، إني أحِـنٌّ إلى رباهـا *** وبي من بُعدِها كـربٌ وضيـقُ

 

أأنـساها!؟ محالٌ، كيف أنسـى *** صبـايَ هـناك، إني لا أُطيـقُ

 

رضـعتُ حلاوةَ الإيمانَ فيهـا *** وغذَّى مُهجتي المجـدُ العريـقُ

 

ربـيـعٌ مـرَّ بي فيهـا أنيـقٌ ***تعقَّبَ حُسـنَهُ الزَّاهـي حـريقُ

 

وجـاس خـلالَها، من غيرِ ذنبٍ, ***جنتهُ، الموتُ والرعبُ الصَّفيـقُ

 

وشـرَّدنـا الرفاقُ، بكل أرضٍ,*** ولم يرفُـق بنـا يومـاً رفيـقُ

 

دعُـونـا مـن زمانٍ, ليـس فيهِ *** من الذِّكـرى جَمالٌ أو رحيـقُ

فـإن اللهَ بـالمـاضـي عليـم *** وعـنـدَ اللهِ ميـزانٌ صـدوقُ

 

نـحـبٌّ بـلادَنا، ولنا عليهـا *** حقـوقٌ، والبلادُ لهـا حقـوقُ

فـيا حلبُ اعتُبي أو فاعذرينـا *** إذا غِبـنا، ولومي من يـعوقُ

 

وإن قُـلـنـا نحبٌّـكِ صدِّقينـا *** فنحـنُ الأهلُ، أهلُكِ، والصديقُ

 

لـيـالي الغربةِ الظلماءِ طالـت ***أعيبٌ أن نقولَ: متى الشٌّروقُ!؟

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply