بَكَيتُ وهل يَشفي البكاءُ رفيقهُ؟ *** زَمَانَ العُلا والعِزِّ والوَثباتِ
أقَلِّبُ طَرفي لا أرى غير أمَّةٍ, *** تَئِنٌّ، وأخرَى في هوىً وسُبَاتِ
أنَاجِي بِلَيلي إذ عَدِمتُ مُنَاجِياَ *** من القومِ أطلالاً وبَعضَ رُفَاتِ
أُسَائِلُ أطلالَ المعالي عن العُلا *** فَتَبكِي وتُبكِيني مِنَ الحَسَرَاتِ
تُخَبِّرُنِي عما مَضى بتَلَهٌّف *** وتُنبئُنِي عما جَرَى بشَكَاةِ
تقولُ: هِيَ العَليَاءُ أمسَت طُلُولُها *** تَئِنٌّ، وأمسَى أهلُهَا بشَتَاتِ
أحِنٌّ إلى أيَامِ عَمرٍ,و وخالدٍ, *** رعى اللهُ ما ولَّى من السَّنَواتِ
تقول: وقد ضَاقَت من العَيشِ في الدٌّنَى *** أسَائِلُ ربي أن تَحِينَ وَفَاتِي
رُوَيدَكِ يا أطلالُ كَدَّرتِ خاطري *** وأجريتِ دَمعِي فارتوت وجناتِي
وأطرَقتِ الأطلالُ بَعدَ سَمَاعِهَا *** حَدِيثِي، وَهَزَّت قَلبَهَا كَلِمَاتِي
وَقَالَت: لَعَلَّ الله يَكشِفُ كَربَنَا *** وَيَجلُو ظلامَ الغَيِّ والشَّهَوَاتِ
لَعَلَّ شُمُوسَ النَّصرِ تُشرِقُ في غَد *** فَتَطمِسُ لَيلَ الذٌّلِ والنَّكَبَاتِ
وَبَينَا نُنَاجي بَعضَنَا إذ بدا لَنَا *** سَنَا الفَجرِ أجلَى وَحشَةَ الظٌّلُمَاتِ
فَقُلتُ لها قَبلَ الوَدَاعِ تفاؤلاً: *** سَتُصبحُ حَقاً في غَدٍ, رغباتي