بسم الله الرحمن الرحيم
لمَّا نسيم الثلج يلفح وجنتـي *** وتغوص لسعته إلى أعمـاقي
و تئزٌّ كلٌّ خلية في أضلعـي *** أزَّ السبائك لحظة الإحـراق
وتجنٌّ من فرط الصقيع أناملي *** وأعيشُ لحظةَ عاشقٍ, مشتاقِ
تـسـري بـأحـشائي نسائمُ رعشةٍ, *** تـغـلـي بـأحـشاها لظىً أشواقي
فـأغـيـب عن كدر الوجود هنيهةً *** و أطـيـر مـشـدوداً إلـى الآفاق
وأطـوف فـي دنـيا المشاعر هائماً *** قـلـقـاً وتـلـك طـبيعة العشّاق
فـأذوب شـوقـاً لـلـثلوج و أهلها *** فـتـذوبُ مـن وجـدٍ, دمـاً أحداقي
ويـهـيـمُ قـلبي كالصريع صبابةً *** لـم يـبـقَ لـي جَلَدٌ على الإطلاقِ
فـأصـيـحُ يـا ربَّاهُ خَفِّف لوعتي*** وامـنـن عـلـيَّ بـأوبـةٍ, و تلاقِ
أمَّـاهُ يـا رمـزَ الـمـحبةِ و الوفا *** رفـقـاً بـدمـعٍ, أحـمـرٍ, مـهراقِ
لـم يـبـقَ لـي إلآَّك يـا كلَّ الدٌّنا *** بـعـد الـحـبيب الراحل العملاقِ
مـن كـان يـحـلم أن نكون منارةً *** فـمـضـى يـجـرٌّ مرارة الإخفاق
مـرِّي بـقـبـرٍ, لا يـغادرُ مهجتي *** واقـري السلام على الحبيب الباقي
بـاقٍ, بـأحـلامي وصدق مشاعري *** ومـواقـفـي وعـواطـفي وعناقي
بـاقٍ, بـكـلِّ دقـيـقـةٍ, أحـيا بها *** بـاقٍ, بـقـلـبِ الـعـاشق التَّّواقِ
لـي فـيـك يـا أرض الثلوج أحبِّةٌ *** هـم إخـوتـي وعـمومتي ورفاقي
جـدِّي وأخـوالـي الـكرام وجدَّتي *** تـلـك الأنـيـسـةُ والمثال الراقي
هـل لـي بـقـلـبـهمُ مكانٌ حالمٌ *** آوي إلـيـه فـأنسى الراحَ والساقي
يـا ثـلـج قـارة إنَّ الثلجَ يغمرني *** رغـم الشموس التي تكوي بأوراقي