العلم والشـرف


بسم الله الرحمن الرحيم 

تفقهت على أبيها الفقيه الحنفي مفتي حلب صاحب كتاب (التحفة)

في الفقه وكانت تحفظه وتنقل المسائل الفقهية نقلا جيدا وتفتي..

وكان والدها مرجع الفتيا في حلب إذا أخرج فتوى تخرج الفتوى بخطه وخطها وكانت من حسان النساء وقد كاتبه الملوك يخطبونها فامتنع إلى أن جاء علاء الدين الكاساني ولزم والدها وتفقه عليه واشتغل بفنون العلم حتى برع فيها وشرح كتاب شيخه (التحفة) وقدمه له ففرح به وزوجه ابنته، وجعل مهرها شرح كتاب (التحفة) حتى قال الناس فيه: شرح تحفته فزوجه ابنته.

 

ولما تولى زوجها الكاساني الإفتاء كانت ترده إذا أخطأ وتعرفه وجه الخطأ فيرجع إلى قولها وكانت الفتاوى تخرج بخط والدها وزوجها وخطها.

 

إن هذا النموذج الفذ يرينا أثر البيت الصالح في نشأت أبنائه وكيف أثر ذلك فيهم حتى خرجت هذه المرأة الصالحة الفقيهة التي تدرجت في العلم حتى وصلت درجة الإفتاء وليس ذلك فقط بل وترد زوجها الفقيه المفتي إذا أخطأ فأين أكثر أجيال هذا الزمن من أبنائنا الذين توفرت لهم الامكانيات التي لم تتوفر لمن قبلهم وبذلت الأموال الطائلة من أجل تعليمهم ومع ذلك نرى في أكثرهم عدم اهتمام بالعلم والتحصيل.

 

ولا شك أن البيت وهو المحضن الأول والمؤثر الأكبر لما أهمل القائمون عليه دورهم وفرطوا في حقوق أبنائهم بل وشغلوهم وحرضوهم ودفعوهم إلى سفاسف الأمور وحشوا عقولهم بما لا فائدة فيه أعيانا أن نرى أمثال فاطمة السمرقندية - رحمها الله - وغيرها من نساء الأمة الفاضلات اللاتي لم يعجزهن أن يطلبن العلم ويترقين فيه إلى أعلى مراتبه وهن مخدرات في بيوتهن بل ذلك زادهن شرفا ومجدا وعزا وتفرغا للعلم.

 

فالحمد لله الذي جعل العلم سببا للمحافظة على الشرف والاستزادة من الخير.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply