كيف يبني طالب العلم مكتبته ( 3 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السائل: أرجو أن تحدثونا عن الاستفادة لطلبة العلم عن طريق الإنترنت.

الشيخ يوسف الخلاوي: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أولا : أقدم شكري الجزيل على هذا البرنامج ثم على مثل هذه الموضوعات المهمة والقيمة .

الحقيقة الاستفادة من التقنية الحديثة لبناء طالب العلم لابد أن ننتبه أنها تختلف كثيرا عن الاستفادة من هذه التقنية لمجرد الثقافة أو مطالعة الأخبار أو غير ذلك من مجالات الفوائد العلمية الأخرى.طالب العلم عنده معايير تختلف في معرفة هذه الكتب مثلا الجودة ونحو ذلك ولذلك للأسف الشديد مع ما يمكن أن يجنيه من فوائد عن طريق التقنية إلا أنها أضافت إلى هذه الفوائد جملة من المظاهر السيئة التي ينبغي أن ننتبه لها. لكنني الآن سأركز على شتى من الفوائد.

من هذه الفوائد معرفة الكتب الجديدة واقتنائها إذا كانت نسخا مصححة وهذا موجود الآن بفضل الله فيزداد يوماً بعد يوم بكثرة خاصة إذا كان طالب العلم فقيرا لا يستطيع أن يقتني كثيرا من الكتب الكبار فيمكن أن يجدها متاحة بشرط أن تكون هذه الإتاحة في مكان معروف في موقع معروف، يشترط الشروط العلمية المعتبرة للتوثيق. هذه من أهم الفوائد. من الفوائد الأخرى المشاركة والتنادي للعمل الجماعي في كثير من الأعمال العلمية مثل البحث عن النسخ الخطية أو اقتناء النسخ الصحيحة القديمة.

 

السائل: هذه تقومون بها يا شيخ في موقعكم تهتمون بهذا الجانب؟

الشيخ يوسف: الموقع حتى الآن مختص بالإعلان عن الكتب الجديدة وتقديم قراءات علمية فيها. لكن هناك حاجة ماسة للتخصص في مجال الأشياء القديمة مثل الكتب القديمة ونحو ذلك.

 

السائل: هل نستطيع أن نقول أنه من خلال موقعكم مثلا أننا نرصد مستوى الدخول على الكتب الشرعية أنه مستوى عال أم لا نستطيع. هل عندكم مؤشرأيهما أكثر كتب الحديث أم كتب الفقه؟

الشيخ يوسف: نعم هناك مؤشرات وفي الغالب الكتب الشرعية لها حضور قوي جدا بالإضافة إلى الكتب التي تهتم بالوقائع المعاصرة لو أردنا نقارن نجد تساوي المجالين من حيث العناية من قبل الناس وهذا له جمهور وذاك له جمهور آخر. لكن لازال حضور الكتب الشرعية كثير. وأنبه هنا إلى قضية وهو أنه في عامة المعارض التي أحضرها للكتب لاشك أن حضور الكتب الشرعية هو الأول بالرغم مما قد يذاع في بعض المصادر من أن الكتاب كذا كان من أهم الكتب المقتناة، لكن دون مبالغة أقول في أي معرض يحضره الإنسان فإن مثل تفسير بن كثير بالرغم من كثرة طبعاته هو رقم (1) وصحيح البخاري أيضا هو رقم (1) وهذا يدل على تعلق الناس وحاجتهم إلى مثل هذه الكتب.

نشكر لك هذه المداخلة الطيبة ونتمنى لكم التوفيق.

 

السائل: هل لدى الشيخ – عبد الكريم – تعليق؟

الشيخ: أخونا الشيخ يوسف معروف بالعناية بالكتب أولاً ثم بهذه الآلات، وهو يفيد منها على الوجه المطلوب، ولا شك أن هذه الآلات كما قلت مرارا أنها نعم استفيد منها على وجه المطلوب. يستفيد منها طالب العلم بعد أن يؤسس وبعد أن يحصل، ويُكون نفسه تكوينا علميا على الجادة المعروفة عند أهل العلم بالطرق المتبعة، فيستفيد من هذه لاشك، وقلنا إنه يمكن أن يختبر عمله وما نقصه من علم في بعض الجوانب، أو ضاق عليه الوقت وأراد أن يتثبت من مسألة فلا بأس.

 

السائل: نأتي إلى الموضوع الأهم في حديثنا وهو ما ينتظره عدد كبير من الإخوة وهو أن نذكر نماذج لما يقتنيه طالب العلم من كتب. إن أذنتم لنا أن نبدأ بالتفسير وعلوم القرآن، هل يمكن أن نقول لطالب العلم مجموعة من النماذج لما يقتنيه طالب العلم من هذه الكتب؟

الشيخ: في المقدمة التي قدمناها ذكرنا أن الكتب كثيرة جدا لا يمكن الإحاطة بها وأن الإكثار منها أيضا على حساب التحصيل، وأنه عائق عن التحصيل، لكن على طالب العلم أن ينتقي ما يفيده. ويُعنى بهذه الكتب بطبعاتها المتميزة المعروفة لدى أهل العناية، ويسأل قبل أن يقتني عن الطبعة المناسبة، فكم من كتاب طبع مرارا وهو مشتمل على التحريف والتصحيف والنقص والزيادة أحيانا من بعض النساخ، أو إدخال بعض الحواشي في الكتاب مما تزفه هذه المطابع التي لا تعتني بالإخراج العلمي الصحيح.

على طالب العلم في البداية أن يعتني بهذا الأمر لئلا يضطر أن يشتري الكتاب مرة ثانية وثالثة ورابعة لأنه وجد في هذا الكتاب من الخلل كذا وفي هذا من الخلل كذا.

 

اتصال هاتفي: معنا فضيلة الدكتور عبد المحسن العسكر.

السائل: هل لديكم تعليق؟

الشيخ عبد المحسن: أولا أشكر بادئ الرأي إذاعة القرآن في برامجها الثمينة وطرحها المميز القيم وهذا الموضوع عن الكتاب شؤونه وشجونه أقول: قد طرق فضيلة الشيخ عبد الكريم جوانب عدة من الموضوع وغني عن البيان أن نفصح عن قيمة الكتاب. الكتاب في الحقيقة هو لذة العالم وأنيس الجليس وسلوة الغريب. أقول إن العلماء لا يملكون ثروة ولكن ثروة العالم مكتبته وريحانته كتابه وقد قرأت في كتاب تقييد العلم للخطيب البغدادي رحمه الله قوله: (ومع ما في الكتب من المنافع العميمة والمفاخر العظيمة فهي أكرم مال وأنفس جمال والكتاب آمن وجليس وأسر أنيس وأسلم نديم وأنصح كليم) ثم روى الخطيب رحمه الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى \" وكان تحته كنز لهما \" قال اختلف أهل التأويل في ذلك الكنز فقال بعضهم كان صحفا فيها علم مدفون وقالوا ما كان ذلك ذهبا ولا فضة قال صحفا وعلما، وعلق الحسن بن صالح على ذلك: \" و أي كنز أفضل من العلم \".

الذي أريد أن أقول فيه القول وأدلي فيه بدلوي مع فضيلة الدكتور هو العلاقة بين طالب العلم والكتب القديمة. أو الكتب في طباعتها الأولى فكلنا يعلم أن الثورة الطباعية لنشر الكتب في عالمنا الإسلامي والعربي إنما كان قبل قرن ونصف تقريبا، أنا لا أريد بداية الطباعة ولكن أريد الانفجار الطباعي الذي قام في منتصف القرن السالف والذي قام بهذا العمل الطباعي وقام على نشر تلك الكتب وتصحيحها في ذلك الزمان علماء كبار بل كانوا من فحول العلماء. لهم نصيب في نشر العلم ولهم مصنفات وكانوا علماء في اللغة والفقه والأصول. كان في مصر مثلا الشيخ محمد العدوي، والشيخ طه محمود، والشيخ نصر الهوريني، والشيخ إبراهيم الدسوقي، والشيخ إبراهيم الفيومي، والشيخ محمد الغمراوي، والشيخ محمد الحسيني، والشيخ محمد البلبيسي، والشيخ سيد بن على المرصفي، وكان في العراق ممن قام على نشر كتب السلف وعلومهم، والشيخ محمد شكري بن عبدالله الألوسي، وفي الشام الشيخ محمد جمال الدين القاسمي. أقول إن هؤلاء العلماء وأضرابهم هم في الحقيقة الذين أخرجوا للناس الكتب ونشروا فيهم آثار السلف في الحديث واللغة والفقه والتاريخ والأدب وغير ذلك من فنون الإسلام، لا يمتري أحد في أن ما أخرج هؤلاء أصح نصاً، فهؤلاء أعلم من غيرهم وأدرى بأساليب المصنفين، لأنهم علماء، وكان الواحد منهم يعكف على الكتاب الواحد سنين عدداً، يدقق ويتحرى ويصحح، هذا \" تاج العروس \" في طبعته الأولى وأجزائه العشرة الضخام أخرجه رجل واحد، \" لسان العرب \" بأجزائه العشرين نشره وصححه رجل واحد هو الشيخ محمد الحسيني، \" اتحاف السادة المتقين في شرح إحياء علوم الدين \" أخرجه الشيخ محمد الزهري الغمراوي، وهو في عشر مجلدات كبار، وهذا \" مسند الإمام أحمد \" بأجزائه الستة وهو معروف طبعه رجل واحد هو محمد الغمراوي، و\" شرح البخاري \" للقسطلاني وأجزاؤه عشرة قام بطبعه رجل واحد هو الشيخ إبراهيم الدسوقي، كان من أولئك العلماء المتقدمين من وضع مدرسة تعلم أصول النشر كما فعل الشيخ سيد بن على المرصفي المصري رحمه الله فإنه تخرج لديه في النشر والتحقيق ثلة من كبار العلماء، منهم الشيخ أحمد شاكر، وأخوه الشيخ محمود شاكر، والشيخ محمد محي الدين عبد الحميد، هؤلاء كانوا علماء وهم الذين نشروا فينا العلم في ذلك الزمان وما زلنا نقرأ في كتبهم وفيما أخرجوه لنا، ولكننا مع تقادم الأيام وتجدد معطيات الحضارة، وإعجاب الناس بالجديد، فقد توجه كثير من الناشرين إلى إعادة طباعة تلك الكتب، وربما يكون من أسباب إعادة الطبع قلة تلك الطبعات الأولى أو انعدامها، أما ما أعيد طبعه محققا تحقيقا علميا على أيد عالمة أمينة فلا بأس به. ولكني أتحدث عما طبع مجددا دون تحقيق، أو ما كتب عليه أسماء غير معروفة، بدعوى التحقيق ولا تجدفي تلك الكتب إلا مجرد الحرف الجديد وإلا مجرد اللون البراق للورق، وحدث ما شئت عن الأغلاط والتحريف الأعوج، وضرر ذلك على العلماء وعلى العلم فادح، ولهذا فإنني من على هذا المنبر الكريم، وعبر هذا البرنامج الأمثل أوجه نصيحة لإخواني طلاب العلم وأسترشد بفضيلة الشيخ عبد الكريم في هذا المجال أرشد إخواني أن يعنوا بالطبعات القديمة بالكتب وألا يستدبروها اغترارا بالصف الجديد والورق اللامع، وأنا أذكر الآن أن بعض مشايخنا في الجامعة أيام الطلب في كلية اللغة العربية كانوا يوصوننا باعتماد كتاب سيبوية في طبعة بولاق الأولى دون الرجوع إلى الطبعة المحققة، وذلك لأن طبعة بولاق أصح والذي قام عليها عالم من العلماء السابقين، وكل أو جل ما طبعته مطبعة بولاق هو صحيح بالجملة. وصيتي أيضا إلى الناشرين وأصحاب المطابع بألا يتعجلوا بإعادة طبع أي من الكتب التي طبعت قديما إلا إذا كان في الطبع مزيد فائدة، مثل أن تجمع عدة نسخ في كتاب، أو أن يكون في المطبوع قديما خلل ونقص. وإلا يكن الأمر كذلك فأرى أن يصور الكتاب في طبعته القديمة وينشر على ما هو عليه، ففي تلك الطبعات خير، وصوابها أكثر من صواب الطبعات الحديثة، وغلطها أقل من غلط الطبعات المعاصرة. إنني أسمع من بعض الناس لوما لأولئك الذين يشترون الكتب في طبعاتها الأولى بدعوى أن أسعارها غالية ولكن تبين لنا – معشر الباحثين – وطلاب العلم أن في تلك الطبعات خير وأنها طبعت على أصول صحيحة وأن الذي قام عليها علماء كما أسلفت. هذا ما لدي وشكرا لكم.

 

السائل: هل للشيخ عبد الكريم تعليق على ما ذكره الدكتور عبد المحسن العسكر؟

الشيخ: جزى الله خيرا أخانا الدكتور عبد المحسن العسكر على ما أبداه. والعناية بما ذكره معروفة، ذكرناها في دروس ومناسبات كثيرة جدا وما زلنا نوصي طلاب العلم أن يقتنوا الطبعات القديمة لأنها أصح في الجملة. لا يماري في ذلك أحد، اللهم إلا الكتب التي جمعت لها النسخ وانبرى لتحقيقها البارع من طلاب العلم فهذا مثل ما أشار إليه الشيخ عبد المحسن ولا نختلف معه في شيء، وهذا رأيي وهذه وجهة نظري من قديم، ورددتها وكررتها، ومكتبتي جلها من هذا النوع ووصيتي أيضا لطلابي بهذا والشيخ عبد المحسن يعرف هذا، وغيره مما له معرفة بنا وبطريقتنا. على كل حال أنا خشيت من الملل من كثرة ما أوصي بالكتب القديمة، والطبعات القديمة، لأنه مثل ما أشار فضيلة الشيخ، الذين يتولون الطباعة في الزمن الأول علماء. أما الذين يتولون الطباعة وأرباب الطباعة اليوم في الغالب ولا أقول الجميع تجار يهمهم الكسب فلا يبحثون عن نوادر الرجال لتحقيق الكتب وإخراجها. كم من كتاب طبع فيه من النقص والخلل الشيء الكثير. فمثلاً نُسأل كثيرا عن أفضل طبعات \" فتح الباري \" على سبيل المثال، فنقول طبعة بولاق وصورت ولكن مع الأسف حتى التصوير ندر أيضا. رغم أن الكتاب طبع مرارا بعد ذلك لكن لا يغني عن طبعة بولاق أي طبعة. من أراد أن يكتفي بالسلفية الأولى التي طبعت في حياة الشيخ عبد العزيز بن باز 1380 هـ، والشيخ عبد العزيز باز تولى تصحيح جزء ين وبعض الثالث بنفسه وترك الباقي للطابع محب الدين الخطيب على أن يعتمد على طبعة بولاق، لأنها نسخة صحيحة ومتقنة. ومتى يطبع \" فتح الباري \" بالمستوى الذي طبع في مطبعة بولاق مهما قيل عن الطبعات الجديدة أنها قوبلت وقدمت وعلق عليها وخرجت، لا يمكن. حتى السلفية الثانية والثالثة فيها من الخلل الكبير ما لا يوجد في السلفية الأولى. لماذا؟ لبعد البون بين الشيخ محب الدين الخطيب وبين أولاده ومن تولى الطباعة بعده. فالشيخ محب الدين تولى الطبعة الأولى بنفسه بينما الثانية والثالثة تولاها غيره. ولا شك أن للعالم بصمات فيما يتولاه. والكتب القديمة عندنا ترتيب للمطابع معروف وأولويات للاقتناء يطول بسطه، وهذا يطغى عن موضوعنا والحديث ذو شجون وذكرنا ذلك في مناسبات وفي دروس وألمحنا له في البرنامج المعروف شرح التجريد مرارا. ولا يمر بنا كتاب إلا و نذكر طبعته المهمة.

 

السائل: لعلنا نكمل ونستمر فيما يتعلق بمكتبة طالب العلم فيما يتعلق بالتفسير وعلوم القرآن.

الشيخ: طالب العلم يحتاج من كتب التفسير ما يعينه على فهم كتاب الله عز وجل، وما يعينه على تدبر كتاب الله، وما يعينه على الاستنباط من كتاب الله. فهناك كتب مختصرات مناسبة للمبتدئين وإن كان في بعضها بعض المخالفات التي يجب التنبيه عليها.

هناك تفسير مناسب لطبقات المجتمع كله، تفسير إنشائي مستمد من كتب التفسير الموثوقة وهو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي، هذا مناسب للمتعلم وغير المتعلم، للمتخصص في العلوم الشرعية وفي غيرها، للطبيب، للمهندس، للمثقف، للتاجر، لرب الأسرة، لربة البيت، كل يستفيد منه، لأنه صيغ بأسلوب العصر. هناك أيضا تفسير مختصر جدا وغير منتشر بين طلاب العلم للأسف وهو يفيد كثيراً وهو تفسير الشيخ فيصل بن مبارك: \" توفيق الرحمن لدروس القرآن \"، هذا الكتاب مطبوع قديما وطبع حديثا. وقد طبع في أربعة أجزاء وهو مستمد ومختصر من الطبري والبغوي وابن كثير وهذا كتاب رغم اختصاره نافع في بابه لمن لا يسعفه الوقت للرجوع إلى الأصول القديمة لاسيما الثلاثة المذكورة.

هناك أيضا تفسير مناسب ومختصر جدا هو \" تفسير الجلالين \" جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي وهوأشبه ما يكون بالمتن، متن علمي متين بحاجة إلى مطالعة حواشي ويحتاج أيضا إلى من ينبه على ما فيه من ملحوظات من أهل العلم، وإلا فالكتاب من أنفع ما ينفع طالب العلم لأنه مختصر جداً.

 

السائل: هل سبق أن أخرجتم بعض الملاحظات على هذا التفسير؟

الشيخ: نحن شرحنا بعض هذا الكتاب في دروس المسجد، ونشر منه ما يتعلق بسورة الفاتحة في أربعة أشرطة، ولكن رأيته على طريقتنا هذه يطول جداً. فإذا كانت الفاتحة أربعة أشرطة فماذا عن البقرة مثلاً. على كل حال الشيخ عبد الــرزاق عفيفي لــه تعليقات نافعة على ربعه الأخر، عندما كان مقرراً على المعاهد العلمية، وهذا التفسير في غاية الاختصار. شخص من طلاب العلم في اليمن قبل قرن أو أكثر احتاج إلى أن يقرأ في هذا التفسير فأشكل عليه هل يقرأه بطهارة أو بدون طهارة، فقيل له الحكم للغالب التفسير أو القرآن فأخذ يعد حروف القرآن وحروف التفسير فوجدها إلى سورة المزمل واحدة لا تزيد حرف. ثم من المدثر إلى آخر القرآن زاد التفسير قليلا فانحلت عنده المشكلة. على كل حال هذا التفسير رغم أهميته ومكانته إلا أن فيه شيء من المخالفات العقدية.

وهناك تفسير أوسع منه بل أشهر وهو \" تفسير البيضاوي \" أوسع من \" الجلالين \" وهو أيضا كتاب متين متقن يستفيد منه طالب العلم لاسيما ما يتعلق بالصناعة اللفظية، عليه حواشي عديدة، و العلماء لهم به عناية عجيبة، فقد بلغت الحواشي عليه أكثر من 120 حاشية، ويندر أن يأتي نسخة من تركيا أو سوريا وليس عليها حواشي قلمية فالكتاب وضع له القبول. هناك تفسير مختصر جدا يسمى \" التسهيل \" تفسير ابن جزي الكليبي، وهو تفسير مختصر ومحرر ومتقن ومضبوط، وهناك أيضاً تفسير النسفي، وهذه كلها مختصرات لكن تفسير الشيخ ابن سعدي لا يستغنى عنه أحد. و تفسير فيصل ابن المبارك أيضاً يحتاجه طالب العلم لا سيما عند ضيق الوقت وتفسير الجلالين أيضاً مهم بالنسبة لطالب العلم، وكذلك تفسير البيضاوي وما عليه من حواشي، ونذكر بعضها مثل حاشية زاده، التي يتفق المترجمون على أنها أفضل الحواشي، هناك حاشية الشهاب، وهناك حاشية القونوى وهناك حاشية ابن التمجيد، وهناك حاشية الكازروني، حواشي كثيرة منها المطبوع ومنها المخطوط. هناك كتب في التفسير أطول من هذه يتصدرها تفسيرالإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى، وهو مناسب لكافة المتعلمين، قد يمله غير المتخصص في السنة لكثرة ما يسوقه من آثار بالأسانيد، وما فيها من تكرار. ولذا انبرى لاختصاره جمع من أهل العلم، من أفضل المختصرات اختصار الشيخ أحمد شاكر\" عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير\". ومنها \" تيسير العلي القدير\" للشيخ محمد نسيب الرفاعي رحمة الله على الجميع، هذه مختصرات جيدة لتفسير الحافظ ابن كثير على أن الأصل لا يغني عنه شيء، لكن من كان يمل من ذكر الأسانيد لأنها أمور قد لا يستفيد منها كثير من قراء التفسير فهذه المختصرات تكفيه إن شاء الله. وأيضاً هناك \" تفسير البغوي \" وهو تفسير أثري سلفي، لا يخلو من ملاحظات يسيرة جداً لكنه في الجملة أثنى عليه شيخ الإسلام وأئمة الإسلام وواقع الكتاب يشهد بذلك.

\" تفسير الخازن \" وهو مختصر من البغوي مع إضافات، وله شهرة وانتشار في غير هذه البلاد، وصاحبه يذكر أقوال بعض المتصوفة وله عناية بذكر ما يتعلق بالمرققات \" الرقائق \".

أما \" تفسير الزمخشري \": وهو\" الكشاف \" على ما فيه من اعتزاليات يقرأه طالب العلم بحذر ويقرأ ما كُتب من حواشي تبين هذه الاعتزاليات. وفيه حواشي تبين اعتزاله. \" ابن المُنِّير\" وغيره بَين اعتزاله. وكثير من أهل العلم تصدى له. على كل حال هو مفيد في بابه يستفاد منه في الناحية اللغوية

\" تفسير الخطيب الشربيني \" وهو يكاد يجمع بين البيضاوي والزمخشري. أطول من هذه الكتب تفسير إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري الذي هو أعظم تفسير على الإطلاق، ويجمع تفاسير السلف بالأسانيد، والكتاب مطبوع مراراً، طبع أولاً في المطبع الميمنية، ثم في بولاق، ثم حققه محمود شاكر، وحقق إلى \" سورة إبراهيم \" في ستة عشر جزءاً. أُكمل بعد ذلك، ثم حققه الدكتور عبدالله التركي، وطبعة الشيخ أحمد شاكر أنا قرأتها بكاملها، وهي من أنفس ما يقتنيه طالب العلم، فإذا أضيفت إلى طبعة بولاق التي هي الأصل واعتمد عليها الشيخ محمود شاكر اعتماداً مع ما وجده من نسخ لكن طبعة بولاق لا يعد لها شيء، ثم طبعة الشيخ أحمد شاكر اعتمدت على هذه بدقة.

طبعة الشيخ عبد الله التركي إقتنيتها مؤخراً، ولا أستطيع الحكم عليها. كلام الشيخ عبد المحسن اختصر علينا الكثير في العناية بالطبعات القديمة، وإلا كانت النية أن أبين طبعة كل كتاب معه في أثناء ذكره لكن أظن الوقت لا يستوعب. هناك من له عناية باللغة عليه أن يعتني بتفسير\"البحر المحيط\" لأبي حيان، والبحر المحيط يكاد يكون كتاب لغة، وله مختصرات: \" النهر الماد من البحر\"، و \" الدر اللقيط من البحر المحيط \" المقصود أن هذا الكتاب ينفع في الناحية اللغوية في القرآن. وهناك تفسير الرازي ويسمى \" التفسير الكبير \" للفخر الرازي وهذا التفسير طالب العلم المبتدئ والمتوسط الذي لم يتأهل للنقد لا ينبغي أن ينظر فيه البته، لأن مؤلفه بارع قد يمرر كثير من الشبه على آحاد المتعلمين، بل قد لا يدرك بعض المتأهلين بعض الشبه والسياقات التي يسوقها في تقرير بعض الشبه. واتهم في ذلك، حتى قيل إنه يسوق الشبه نقداً ويجيب عنها نسيئة، يضعف عند ردها. هناك شبه لا يرتضيها وليست من مذهبه يعني أعظم من مذهبه، فوق مذهبه، ثم بعد ذلك يسوقها ويجليها بقوة ثم يضعف عن ردها، ولذا لا ينصح طالب العلم بقراءة هذا التفسير حتى يتأهل. أما إذا تأهل فالتفسير فيه فوائد وقد قيل فيه: إن فيه كل شيء غير التفسير، لكن هذا جور، ففيه تفسير.

هناك \" تفسير ابن عطية \" أثنى عليه شيخ الإسلام متداول محقق وهو كتاب نافع.

هناك تفسير الألوسي أيضاً، تفسير مطول أسمه \" روح المعاني \"، لأبي الثناء محمود الألوسي الجدّ، فليس المؤلف محمود شكري بل الجدّ هذا التفسير جمع فيه ما هب ودب، و نقل فيه النقول المتباينة فيقول قال شيخ الإسلام ابن تيمية، ويقول قال الإمام المحقق ابن القيم، ويقول قال محيي الدين ابن عربي قُدَّس سره، وهذا خلط، والمقصود أن فيه فوائد يستفيد منه طالب العلم لا سيما المتأهل وفيه أيضاً عناية بالتفسير الإشاري تفسير الصوفية. على كل حال الطالب المتأهل لا خوف عليه، على أنه ينبغي لطالب العلم أن يجعل في مكتبته ختم لتبرأ ذمته يكتب فيه: هذا الكتاب فيه مخلفات عقدية، هذا الكتاب فيه كذا، هذا الكتاب مذهب صاحبه كذا، ليبرأ من عهدة وجوده ممن يأثره بعده أو يطلع عليه في مكتبته ويتأثر بمثل هذه الكتب، لذا كان عليه أن يختم هذا الكتاب.

هناك كتب ألفت في جوانب من القرآن مثل: \" أحكام القرآن \"، أحكام القرآن أولاها أهل العلم عناية من ذلك \" أحكام القرآن للشافعي \" فقد جمع من كلام الشافعي. و \" أحكام القرآن لإبن العربي \" كتاب لطيف ونفيس طبع في أربعة أجزاء، وفيه نكت ولطائف ونوادر حصلت لابن العربي مع شيوخه، ومع بعض أقرانه، وفي رحلاته. المقصود أن طالب العلم يستفيد من هذا الكتاب. هناك \" أحكام القرآن للجصاص \". إستنباط أحكام القرآن من وجهة نظر الحنفية كتاب ماتع نافع جامع، لكن لا يسلم من لوثة إعتزال. هناك \" أحكام القرآن للطبري الهراسي\" وهو أيضاً كتاب نافع وفيه لطائف وفوائد، وللطبري موقف من الحنابلة وقصته مشهورة. وهناك الجامع وهو بحق \" الجامع لأحكام القرآن \" للقرطبي وكل الصيد في جوف الفرا هذا التفسير جامع على اسمه، وطبع مراراً وأجود طبعاته طبعة دار الكتب المصرية ليست الأولى، ولكن الطبعة الثانية، وهناك ثانية أكثر من مرة. الكتاب يشكل في طبعته. الجزء الأول طبع خمس مرات، الجزء من الثاني إلى الثاني عشر طبع ثلاث مرات ثم من الثالث عشر إلى العشرين طبع مرتين ثم من الواحد إلى العشرين هذه الطبعة الأخيرة بدار الكتب المصرية التي قوبلت على نسخ كثيرة. فبعض الأجزاء قوبل على ثلاث عشرة نسخة، فالكتاب عني به من ناحية الطباعة عناية فائقة. وفيه الإحالات السابقة واللاحقة وهذه ميزة، فالكتاب الكبير عشرون مجلداً، فإذا قال تقدم، قال الطابع: أنظر جزء كذا صفحة كذا، وإذا قال سيأتي، يقول: انظر صفحة كذا جزء كذا، هذه ميزة الطبعة الثانية، أما الطبعة الأولى فليس فيها مثل هذا، بل الطبعة الأولى الثلاث مجلدات الأولى ليس فيها إحالات، ولا فيها تعليقات، وليس فيها آيات، بينما الطبعة الأخيرة كاملة من كل وجه. المقصود أن هذا الكتاب بحر محيط فيما يتعلق بأحكام القرآن، وممكن أن يؤخذ منه فقه المالكية. يعنى ما ينسبه إلى المذاهب الأخرى قد يقع فيه شيء من الخطأ في النسبة، لا من حيث أن هذا القول لا يوجد في هذا المذهب، لكن قد لا يكون هو المعتمد في المذهب، فعلى طالب العلم أن يعنى به عناية كبيرة. هناك كتب في إعراب القرآن وكتب في علوم القرآن كثيرة جدا، كل فن من الفنون يحتاج إلى حلقة.

 

اتصال هاتفي: من الأستاذ عبد العزيز العويّد.

قال الأستاذ العويد بعد أن حمد الله وأثنى عليه: الحقيقة أحسن الأخوة الاختيار، وأضافوا على حسن الاختيار اختيار العالم المتخصص في هذا المجال، فجزى الله الجميع خيرا. أنا لا أستطيع أن أقول أني أقدم شيئا، ولكنها استفسارات وأسئلة علمية أوجهها لفضيلة الشيخ وأطمح منه متفضلا مشكورا أن يضع النقاط على الحروف.

المسألة الأولى هي: طريقة طلب العلم الشرعي يا فضيلة الشيخ، ألا ترى أنها تهمش دور الكتاب اليومي في حياة الطالب، باعتماد التعليم في المسجد أو في الكلية المتخصصة في العلم الشرعي على الكتابة أو على المذكرة. أريد من فضيلتكم وقفة حول هذا المنهج وذكر الطريقة الصحيحة.

المسألة الثانية: في المكتبات، المكتبة الإلكترونية، الأقراص الكمبيوترية، يعيش طلاب العلم بين مُعَظِّم لها على حساب الكتاب المقروء ومهمش أيضا لها، وثمة رأي ثالث يرى أنها تفيد الطلبة في تقريب المعلومة وسهولة الحصول عليها مع الحاجة الشديدة للكتاب. نريد القول الصواب في الموقف الصحيح منها لطالب العلم.

المسألة الثالثة: اليوم توجد مكتبات في بيوت طلاب العلم لكن هذه المكتبات مع كونها قيمة يلحظ أنها تموت بموت أصحابها، لإهمال الورثة، أو لعدم حاجتهم إليها وعدم اعتنائهم، أولأنها تمثل مالا زهيدا بالنسبة لمال المورث. ألا يرى فضيلتكم أن أعظم وسيلة لحفظها هو التوعية بإيقاف هذه المكاتب خاصة بعد الوفاة، وخاصة أنها لا تمثل نسبة عالية من مال صاحبها مع ما لا يخفى من ابتغاء الأجر بالعلم الذي ينتفع به والصدقة جارية، والإيقاف من معاني بقاء هذه الكتب محفوظة باقية وتكون مكتبات مستديمة ثابتة. وأشكركم

الشيخ عبد الكريم: نشكر لفضيلة الدكتور عبد العزيز على هذه الأسئلة والاستفسارات، و أما بالنسبة لطريقة تحصيل العلم الشرعي وإتيان هذا الباب المهم أو الأمر العظيم من بابه والجادة المطروقة عند أهل العلم، هذه بينت مرارا في مناسبات كثيرة، لكن مع الأسف الشديد بعض من يزاول التعليم النظامي يحيل بعض الطلبة على شيء من كتابات المعاصرين أو يكتفي الطلبة بما ينقلوه من كلامه في مذكرات. لاشك أن هذه إماتة، لاشك أن تربية طالب العلم سواء كان في التعليم النظامي أو غير النظامي على كتب المتقدمين وتعويدهم على أساليب المتقدمين، والتعامل مع كتب المتقدمين، وفهم كلام المتقدمين، لاشك أن هذا هو المهم، لأن طالب العلم الذي تخرج على هذه المذكرات لا يستطيع أن يراجع الكتب القديمة، و لو تعين في قرية وليس عنده من يحل الإشكال فيريد أن يراجع مسألة فلا يستطيع أن يفهم، لا يعلم من الفقه لا بالقوة ولا بالفعل، يعني لا يستطيع أن يراجع الكتب وليس في ذهنه حصيلة.

الشيخ العويّد: هذا واضح في التربية العلمية في الكليات الشرعية أن طلبة العلم لا يعرفون الكتب الأولوية في تخصصاتهم، فضلا عن منهجها وطريقتها وأسماء مؤلفيها.

الشيخ عبد الكريم: ولقد عتبنا على بعض المنظمين للدورات العلمية أن قرروا في هذه الدورات كتب معاصرين ووكلوا شرحها إلى أصحابها. نقول يا إخوان كتب المعاصرين كتبت بلغة العصر وبلهجة العصر، يفهمها طالب العلم وهو في بيته، دعوا هؤلاء العلماء قبل أن تتمنوا وجودهم وحصولهم يشرحوا ويبينوا لطلابهم كلام المتقدمين الباقي. فيكون طالب العلم ينفرد في قرية أو ينزوي إما قاضي أو معلم أو خطيب أو داعية يستطيع أن يحلل كلام أهل العلم لأنه عود عليها ومرن عليها وبينت له وشرحت له، فالإعتماد على كتب المتقدمين هذا لاشك أنه خلل، يعني إحالة طالب العلم في التعلم سواء كان النظامي أو الحر في المساجد أو البيوت أو غيرها، إحالتهم إلى المذكرات أو ما يكتبه المعاصرون رغم أهميته، نعم يستفيد منها لكن العمدة تكون كتب المتقدمين، وما أجمل ما يقرأ في \" فتح القدير\" مثلا للطلاب ويشرح، وكيف يستفاد من هذا الكتاب العظيم، يقرأ سبل السلام ويعلق عليه الشيخ بما آتاه الله من علم ويوضح ويحلل ويحرر المسائل ويرجح، فيربط الطلاب بكتب المتقدمين، لأنها هي التي ستبقى عنده. أيضا حصيلة الطالب من هذه المذكرات، آخر عهده بهذه المذكرة الامتحان، ولذلك نعاني من جمع هذه المذكرات عند الأبواب وامتهانها، في الجامعات وغيرها من الجامعات يؤكدون على هذا الجانب، وفي لقاءات مع المسئولين في الجامعات يحذرون أشد التحذير من اعتماد المذكرات، لأنه كيف يتخرج طالب علم متخصص في العلم الشرعي على المذكرات، كيف ينفع الجيل القادم وعمدته المذكرات. المقصود أنه لابد من العناية من كتب المتقدمين وهذه المسألة الأولى.

أما المكتبة الإلكترونية فقد تحدثنا عنها وأفضنا فيها، والقول الوسط هو المعتمد، يعني لا نقول أنها لا يمكن الاستفادة منها، ولا نقول أنه يعتمد عليها، بل يستفاد منها بقدر الإمكان، لكن الكتاب هو الأصل، يبقى أن الوسيلة الوحيدة للتحصيل هي قراءة الكتاب على الشيخ، وهذا لا يستغنى عنه وهذا يأتي التنبيه عليه إن كان الوقت يسعف.

أما ما يتعلق بوقف المكتبات، فإنه يمر علينا أمور من المعاناة من الورثة. فمثلاً شخص توفي رحمه الله في بعض القرى، فما كان من أولاده إلا أن خلعوا باب المكتبة، وبنوه بالطين، وشمعوا عليها بالطين، واعتبروها غير موجودة، ولما تحدثوا مع أحد المختصين، وبينت لهم أهميتها فتحوا الباب فوجدوها قد أكلتها الأرضة. ذُكر لنا قاضي من قضاة الخرج توفي رحمه الله، ذُكر أنه كان لديه مكتبة، فذهبنا إليها لنشتريها ففوجئنا أنهم انتقلوا من البيت الأول إلى بيت ثاني فيلا جديدة، فقال أولاده وقال نساؤه إن هذه الكتب تجمع علينا الحشرات والصراصير ورميناها في الزبالة في الشارع، وقس على هذا كثير، يعني مخطوطات وجدت في الزبالة.

الشيخ العويّد: توفي أحد طلبة العلم رحمه الله وله مكتبة، تقريبا عشرة أمتار طولاً وعشرة أمتار عرضاً، فرحلوا إلى بيت آخر، وأوصوا الناس أن البيت مفتوح ومن يريد أن يأخذ منه يأخذ منها ما يريد.

الشيخ عبد الكريم: أدهى من ذلك أن أحد طلاب العلم المعروفين توفي قبل أربعين سنة، فجمعت مكتبته في دورة مياه لكنها ملغاة ليست مستعملة في السطح، فتلفت من الأمطار والسيول، فهذه كلها مآسي. ومعنى ذلك أن الإيقاف هو الوسيلة الوحيدة التي يستفاد منها، وعرفنا أن الجامعات لها عناية بالكتب، ولدي ملاحظة هي أن يتولى هذه المكتبات العامة أناس من هواة الكتب، من أصحاب الكتب، من أهل الكتب، لا يكفي أن يكون متخصص في المكتبات. مع الأسف الشديد أنا حضرت محاضرات في مكتبات مركزية كبيرة بين أمين المكتبة وبين المستعير. أمين المكتبة يقول لا هذه النسخة لا تعار، وهذه النسخة لا بأس خذها، فإذا النسخة المتاحة للإعارة هي الأصلية، والنسخة التي لا تعار هي نسخة دار الكتب العلمية ومكتوب عليها لا تعار. وهناك الشيء الكثير الذي يعتصر القلب، يعني مسألة التخصص أمر لابد منه ويجمع مع هؤلاء أناس الذين هم هواة الكتب.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply