بسم الله الرحمن الرحيم
أبتاه شهر الله..
شهر الصوم قد ترحّلا
أبتاه جاء العيد..
محملاً بأطيب الأريج..
وبهجة الجوائز السنية..
من خالق الأكوان..
تفضلاً.. تكرماً..
يمنحها العباد..
في موسم القبول..
موسم الغفران..
فعبقُ التهليل والتكبير..
يملأ الأجواء..
يعطر الأرجاء..
ينساب في بهاء..
لينشر الرخاء..
لكنني حزين..
قالها الكبير من أبنائي..
ذاك الذي لم يبلغ الرشاد من سنيه
قالها..
بلهجة يشوبها التكدير..
من قبلُ كان ـ يا أبي ـ للعيد طعمٌ آخر
حتى الصغار..
عبروا عن حزنهم..
بآهة محزونة.. للأسى تثير..
من قبلُ كنا يا أبي..
نُحس بالسرور..
يدب في أوصالنا.. فيملأ الجوانح..
ويغمر القلوب
كنا نحس بانتشاء الروح..
فرحة بالعيد..
ما السر في التغيير؟!
ما السر في لوعتنا..
في حزننا الشديد؟!
ولبسُنا جديد..
وعندنا من اللعب..
جميلها الأثير
وأمنا الحنون..
أعدت الحلوى وكعك العيد..
ونقشت على الأكفّ..
نقشة الحناء
ما السر في التغيير؟!
أرهقني السؤال..
أشحت عنهم معرضاً..
مدارياً لعبرتي السخية..
مدارياً فؤادي الكسير..
وقلبي الثخين..
يضجّ بالمواجع..
يغصّ بالأنين..
قد هاله..
أن تشعر الفلذات بالأحزان..
في موسم الأفراح
أن يُسرق السرور من عيونهم..
وتوأد البراءة
أن يُوهبَ الشقاء للصغار..
ويقتل الأمل..
أن تُحدق الأخطار..
بالخلص الأطهار
والذنب ليس ذنبهم..
قد هاله أن يؤخذ الصغار..
بما جنى الكبار..
أن يؤخذ الأطفال بالتفريط..
في زمن الأكدار
وتُذبح الأحلام..
وتُسرق البسمات من أفواههم
في ضحوة النهار؟!
أن يترك الأطفال..
طعمة للبؤس والحرمان..
أن يشرب الأطفال..
من كؤوس الذلّ..
أن يكرعوا الصَّغار..
بما جنى الآباء..
وفرط الكبار..
رباه لا اعتراض
لكننا في حمأة الهوان..
وسطوة الخذلان..
ما همنا.. أن تستباح حرمة الصغار
أن تشرع الأبواب للأحزان..
يكوى بها الصغار..
أن يُطمس النضار..
أن يُحرم الأطفال..
من أبسط الحقوق..
من فرحة بالعيد..
رباه لا اعتراض..
فكلها أقدار..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد