اليوم عهدكم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

اَليومَ عَـهدُكُمُ فـأَين الـموَعِدُ

 

هَـيهاتِ لَـيسَ لِـيَومِ عَهدِكُمُ غَدُ

 

اَلـموتُ أَقـرَبُ مِـخلَبًا مِن بَينكُم

 

والـعَيشُ أَبـعَدُ مِـنكُمُ لا تَبعُدوا

 

 إن الـتي سَـفَكَت دَمـي بِجُفونِها

 

لـم تَـدرِ أن دَمـي الـذي تَتَقَلدُ

 

 قـالَت وقَد رَأَتِ اصفراريَ مَن بِه

 

وتَـنَـهَّدَت فـأجَـبتُها الـمتُنَهِّدُ

 

فـمَضَت وَقَد صَبَغَ الحيَاءُ بَياضَها

 

لَـوني كـما صَبَغَ اللٌّجَينَ العَسجَدُ

 

فَرأيتُ قَرنَ الشمسِ في قَمَرِ الدٌّجى

 

مُـتَـأوّدًا غُـصـنٌ بِـهِ يَـتَأَوَّدُ

 

عَـدَوِيـةٌ بَـدَوِيَـةٌ مِـن دونـها

 

سـلبُ الـنٌّفوسِ ونارُ حَربٍ, تُوقَدُ

 

وهَـواجِلٌ وصَـواهلٌ ومَـناصلٌ

 

وذَوابــلٌ وتَـوَعـدٌ وتَـهَـدٌّدُ

 

 أَبـلَت مـوَدَّتَها الـليالي بَـعدَنا

 

ومَـشى عَـليها الدَهرُ وَهوَ مقَيَّدُ

 

 بَرّحتَ يا مَرض الجفونِ بمُمرَضٍ,

 

مَـرِض الـطبيبُ له وَعيد العُوَّدُ

 

 فـلهٌ بَنُو عَبدِ العَزيزِ بنِ الرِّضى

 

لـكُلِّ رَكـبٍ, عـيسُهُم وَالـفَدفَدُ

 

 مَـن في الأنامِ منَ الكرامِ ولا تَقُل

 

مَـن فيكِ شأمُ سِوى شُجاعٍ, يُقصَدُ

 

أعـطى فـقُلتُ لـجودِهِ ما يُقتَنى

 

وسـطا فـقُلتُ لـسيفِهِ مـا يُولَدُ

 

وتَـحَيَّرت فـيهِ الـصفاتُ لأنها

 

أَلـفَـت طَـرائِقَهُ عـليها تـبعُدُ

 

فـي كُـلِّ مُـعتَرَكٍ, كُـلىً مَفرِيَّةٌ

 

يَـذمُمنَ مِـنهُ مـا الأسـنَّةُ تحمَدُ

 

نِـقَمٌ عـلى نِـقَمِ الـزمانِ يَصُبٌّها

 

نِـعَمٌ عـلى الـنِّعَمِ التي لا تُحجَدُ

 

فــي شـأنِـهِ ولِـسانِهِ وبَـنانِه

 

وجَـنـانهِ عَـجَبٌ لِـمن يَـتَفَقدُ

 

أسـدٌ دَمُ الأسـد الـهِزَبرِ خِضابُه

 

مَـوتٌ فَـريصُ الموتِ منهُ يُرعَدُ

 

مـا مَـنبجٌ مـذ غِـبتَ إلا مُقلَةٌ

 

سَـهِدَت وَوَجـهُكَ نَومُها والإثمِدُ

 

فـاللَيلُ حـين قَدمتَ فيها أبيَض

 

والـصٌّبحُ مُـنذُ رَحلتَ عَنها أَسوَدُ

 

مـازلتَ تَـدنو وَهـي تَعلو عِزّةً

 

حَـتى تَـوارى فـي ثَراها الفَرقَدُ

 

أرضٌ لَـها شَـرَفٌ سِواها مِثلُها

 

لـو كـانَ مِثلُكَ في سِواها يُوجَدُ

 

أبـدى الـعُداةُ بِكَ السرورَ كأنهمُ

 

فَـرِحوا وَعـندَهُمُ الـمُقيمُ المقعدُ

 

قـطَّعتَهُم حَـسدًا أراهُـم مـا بِهِم

 

فـتَقَطعوا حـسدًا لِـمنَ لا يحسدُ

 

حَـتى انـثَنَوا وَلَوَ أن حَرَّ قلوبهِم

 

فـي قَـلب هـاجِرةٍ, لَذاب الجلمَدُ

 

نَـظَر العُلوجُ فلَم يَروا مَن حَولَهُم

 

لـمَّا رَأَوكَ وَقـيل هـذا الـسيدُ

 

بـقـيَت جُـموعهُمِ كـأنَّك كـلٌّها

 

وَبـقـيتَ بـينهُمُ كـأنك مُـفردُ

 

لهفان يَستوبي بِك الغضَبُ الوَرى

 

لـو لـم يُنهنِهكَ الحِجى والسٌّؤدُدُ

 

كُـن حَيثُ شِئتَ تَسِر إِلَيكَ رِكابُنا

 

فـالأرضُ واحِـدةٌ وأنتَ الأوحَدُ

 

وَصُـنِ الـحُسام وَلا تُـذلهُ فإنّهُ

 

يـشكو يَـمينَك والـجمَاجمُ تشهَدُ

 

يـبِسَ الـنَّجيعُ عَلَيهِ وَهوَ مجَردٌ

 

مِـن غِـمدِهِ وكـأنَّما هـوَ مُغمَدُ

 

ريَّـانُ لـو قـذَف الـذي أَشقَيتَهُ

 

لَـجَرى مِـنَ المُهَجاتِ بَحر مُزبدُ

 

مـا شـارَكتهُ مَـنِيةٌ فـي مُهجةٍ,

 

إلا وشَـفـرَتهُ عـلى يـدِها يَـدُ

 

إِنَّ الـعـطايا والـرَّزايا والـقَنا

 

حُـلفاءُ طَـيٍّ, غَـوَّروا أَو أنجدوا

 

صِـح يـا لـجُلهُمةٍ, تُجبكَ وإنَّما

 

أشـفـارُ عَـينِكَ ذابِـلٌ ومُـهنَّدُ

 

مِـن كُـلِّ أكـبَرَ مِن جِبال تِهامَةٍ,

 

قَـلباً وَمِـن جَـودِ الغَوادي أجودُ

 

يَـلقاك مُـرتَدِيا بِـأحمر مِـن دمٍ,

 

ذَهَـبت بِـحُضرتِهِ الطٌّلى والأكبدُ

 

حَـتَّى يـشارَ إلـيكَ ذا مـولاهُمُ

 

وَهـمُ الـموَالي والـخليقَةُ أًعـبُدُ

 

أنَّــى يـكونُ أبـا الـبَرِيَّةِ آدَم

 

وأَبـوكَ والـثقَلانِ أنـتَ مُـحَمَّدُ

 

يَـفنَى الـكلامُ ولا يُحيطُ بِفضلكُم

 

أيُـحيطُ مـا يـفَنى بـما لا يَنفُدُ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply