الذئاب


  

بسم الله الرحمن الرحيم

لـم يترك الليل، لا ضوءا ولا ظلا

لـدى الـمقيم، ولا خلى، ولا أخلى

ولـلـذئـاب عـواء فـي مرابعنا

وللصوص انقضاض النسر من أعلى

وفـي مـضـاربـنا تاهت رواحلنا

ومـا ضـربن بنا حزنا، ولا سهلا

لـولا تـباشير وعد للضحى رقصت

مـا طـمأن الليل من جفن ولا سلى

ولا أقـام صـبـور فـي مـكانته

يـنـازع الظلمات الصعب والسهلا

يـا سـيد الناس، أرشدنا فقد جمحت

بـنا المراكب، واستعلى من استعلى

الـراقـصـون وقـد ناحت حمائمنا

والـبـاكيات وقد سيق الرضا جزلا

الـكـاظـمـون، وقد دارت دوائرنا

وان رمـتـهـم، فلا قلبا ولا عقلا

مـا بـين منتظر في بعض صحبته

بـذلا، وبـيـن ضليل يسلب البذلا

يـا سـيـد الـوطن الملقى بلا سبل

نـحـو النهايات، أطلقنا إلى الأعلى

ومـن ضـلالـتـنـا أطلق هدايتنا

إذا تـفـاضـل من أهدى ومن ضلا

إنـا وان عـظـمـت فينا ظلامتنا

لـنـطـلب النور عند الفجر أو قبلا

يـا سـيد النور أرشدنا، فقد عصفت

بنا العواصف، واستحلى من استحلى

مـن الـقياصرة الأولى، وقد هلكت

إلـى الـقياصرة العليا، إلى السفلى

إلـى الـذيـن تـنادوا في مجامعهم

فـاجـمـعـوا أنهم بالناس هم أولى

سـنـيـنـهم مثل كف الذئب موبقة

وروحـهـم مثل حقد الموت لو أبلى

تـواتـرت مثل جوع الكادحين أذى

وقـمن في الناس ينشرن الردى سبلا

وقـمـن يـنـعقن بين العابرين وما

يـردن إلا اسـتـلاب المرتجى نيلا

فـقـام مـن تـأنف التثريب ساحته

حـر الـقيام، وليس الحر كالمولى

يـقـلـب الأمـر مـن عين مقدرة

عـواقـب الـحق لا بوقا ولا طبلا

ولـلـظـلام نـعـيـق في مواكبه

ولـلـشياطين ابتئاس الموت إذ أبلى

ولـلـصـوص تـسـابـيح مدوية

عـلـى الـمنابر إذ ولى الذي ولى

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply