قصيدة عن حب قديم

5.2k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

تسعونَ قرناً، في هواك غريقُ *** من بعد هذا العُمر كيف أفيقُ

يا أيها الوجهُ الذي أحببتُهُ *** من أين يبتدىءُ الحديث مَشوقُ

تسعون قرناً، كان حبٌّك رايتي *** ولمثل عينيك العذاب يروقُ

تسعون عاماً، والقصائدُ شُرَّعٌ *** والليل نزفٌ، والفؤاد حريقُ

ما قلت: يا أمي الحبيبة، خانني *** قلبي، فقلبُ المستهام صدوقُ

ما قلت..أعلم أن حُبَّك واجبٌ وعليَّ في هذا الجهاد حقوقُ

كانت تضيقُ بي البسيطةُ كلّها *** ونفوسُ مَن حفِظَ الوداد تضيقُ

ويظل هذا الوجه غايةَ رحلتي *** والحرفُ حُرُّ، والنّشيدُ سبوقُ

والشّعر منكوس البيارقِ، لم يزل *** والبيت فيه عناكبٌ وشُقوقُ

يتسابقون إلى القصيد جحافلاً *** تترى، وكُلُّ خَانَهُ التّوفيق

وأَتيتِ فوق مطالعي شَمسَ الضٌّحى *** وعليَّ من حُلَلِ الضّياء بُروقُ

وقصيدتي من طُهرِ وَجهِك تَزدَهي *** في كُلّ حرفٍ, نضرةُ..ورحيقُ

وأتيتِ يا وجهَ الحياةِ، على فمي *** شجرُ له في الخافقين عروقُ

وأتيتُ ما ضيّعت عهد أميرتي *** فالعهدُ في لغةِ القلوبِ وثيقُ

يا عُنفوانَ الشِّعرِ حين أهزٌّهُ *** والخطبُ هولُ، والمدارُ نعيقُ

تتخشَّبُ الكلماتُ، يصبح عَذبُها *** شَجناً، فيا لِلمُرِّ حين أذوقُ

أمي الحبيبة، يزدهون ببِّرهم *** والبرّ في هذا الزمان عقوقُ

أسرجتُ ظهر الشّعر قلتُ لك اركبي *** وركبت والمُهر الحرون عتيقُ

تسعون قرناً، ما تراخى عزمُهُ *** فكأنَّه من حُرقتي مخلوقُ

واليوم يا نهرَ الجلال وسيفُنا *** خشبٌ وفارسُنا العظيم مَعوقُ

ما غيَّر الفكرُ الجديد مواقفي *** فالبعدُ بين الموقفين سحيقُ

أَنَّى أبيعك للظَّلام، وِلِلخَنَا *** ضِدان ليلٌ أليلٌ وشروقُ

يتكالبون على جِراحِكِ، ما دَرَوا *** أنَّ الكريمةَ دونها العيٌّوقُ

ما ضرَّني لجبُ العُداةِ وحشدهم *** وَرَقُ العُداةِ بأرضنا محروقُ

ما ضرَّني إلا بَنُوكِ تطاحنوا *** ماذا إذا طَحَنَ الشّقيقَ شقيقُ؟ !

في كلِّ قارعةٍ, يُجالِدُ مَجدَنا *** باسم الحضارةِ خائنٌ زنديقُ!

(يا عالمي العربيٌّ) أين عُروبةٌ؟ *** من نَسلِها الصدّيق والفاروقُ

(يا عالمي العربيٌّ) أي عُروبةٍ,؟ *** (والقبلة الأولى) دَمٌ وشهيقُ

(يا عالمي العربيٌّ) أي عروبةٍ,؟ *** في القلب حقدٌ، والكساء فسوقُ

(يا عالمي العربيٌّ)، كُلُّ يدعي *** صدق الصّديق وما هناك صديقُ

ضيعت مبدأك العظيم، وليس في *** عصر الدراهم للبطالة سوقُ

دع هذه الألقابَ، دينك واحدٌ *** دينُ المحبَّةِ ليس فيه فُروقُ

من (قندهارَ) إلى (الرصافةِ) وحدةٌ *** (بيمار) يشرب من شَجَاه طُويقُ

إني لألمح في يمينك رقدةٌ *** والكفٌّ حتفٌ والحسامُ ذليقُ

ما خانَ هذا الكفَّ إلا ماكرٌ *** والمكرُ بالقلب الخؤوفِ محيق

يا فجرَنا الميمون ضَوؤُك قادمٌ *** مهما يُعَششُ في العيون بريقُ

والأفق في عينيك يا محبوبتي *** معشوشبٌ، غضُ الإهابِ، وريقُ

تسعون قرناً والجراح مُرِبَّةٌ *** والوجهُ يندى، واللسان طليقُ

ما كلَّ زندُك، يا أميرةَ أحرفي *** زند العظيمةِ بالعظام خليقُ

ورحلتِ يَصفَعُك العُبابُ بِكَفِّهِ *** ويعوقُ سَيِركِ عاصفٌ ومضيقُ

وبلغتِ كان بلوغُ أمرِكِ آيةً *** ولمن نجا فوق السٌّيوفِ طريقُ!


أضف تعليق