بسم الله الرحمن الرحيم
يا ليلَ (مكةَ) أنتَ الـنـورُ مَنبَعـهُ *** فطبتَ ليلاً وطابَ الخيرُ دفّـَاقا
غرّدتُ في (مكةٍ,) أرضِ الهدى وهَوى *** كلِّ النفوسِ، وذابَ القلبُ أشواقا
سَقياً ورَعياً لأيـامٍ, لـنـا سَلَفَـت *** بمكةٍ, ما أحيلى العيشَ مِغـداقـا
يا (شاعراً) وهبَ الهـادي مدائِحَهُ *** يفنى الزمانُ ويبقى الشعرُ رقراقا
الشـعرُ وحي وإلهـامٌ وعاطـفـةٌ *** والشعرُ ما حرَّكَ الوجدانَ إن ضَاقا
إنـّا عشـقـنا الهُدى ذقـنا مَحبَّتَهُ *** حتى دُعينا لدى الأحبابِ عُشَّاقا
لولا المحبـةُ ما راقـت عواطِفُنـا *** ولا سَعِدنا، وعادَ العيشُ إرهاقـا
ما أبهجَ العيشَ في ذكرِ الحبيبِ وقَد *** صَفَا الزمانُ، وكان القلبُ مشتاقا
وكَم شربنا كؤوسَ الحُبِّ صافيةً *** وأورَقَ الحبٌّ في الأضلاعِ إيراقا!
فَتَسكُنُ النفسُ في نُعمى وفي رَغَدٍ, *** ولا تُفَكِّرُ في الأعبـاءِ إطلاقـا
يا (أهـلَ مكةَ) حيّـا اللهُ مَعدِنَـكم *** لازلتـمُ مَوئِلاً للـنفسِ أعلاقـا
يا (أهـلَ مكةَ) إني قـر عَرَفتُكـمُ وقَد *** لَمَستُ بكم حُبّاً وإشفـاقـا
أنا المقيمُ على حِـفـظِ الـودادِ إذا *** تكدَّرَ العيشُ للأحبـابِ أو راقـا
يا ما أحيلى ليالي الأنسِ عامرةً *** في (مكةٍ,) حيثُ جَوٌّ الأنسِ قَد راقا
أخـي (محمدُ) قَد راقت شمائِلُـهُ *** وطابَ جَـوهَـرُهُ للخيرِ سَبّاقـا
تَهـتزٌّ للشعرِ والألحـانِ في جَذَلٍ, *** لا زلتَ للشعـرِ والآدابِ ذَوَّاقـا
أُخـوةٌ نَسَجَ الـرحمـنُ عُـروتَها *** وأشرقت في رياضِ الحُبِّ إشراقا
فنحنُ في (جَلسَةٍ,) بالأنسِ حَافلةٍ, *** والعيشُ صَافٍ, ونَجني الودَّ تِرياقا
فعش سَعيداً (ببيتِ اللهِ) مغتبِطاً *** تَصونُ عَهداً، وتَرعَى الودَّ أخلاقا
حيّـوا معي ذِكرَ أيامٍ, لـنا سَلَفَت *** كالشّهدِ طيباً وكالآمالِ إشـراقـا
ما كـانَ أطيَبَها مَرَّت على عَجَلٍ, **** فاعذر فؤاديَ مِن شكواهُ ما لاقا!
صلّى الإلهُ على الهـادي وعِترَتِهِ ما حَرَّكَت نَسَماتُ الرَوضِ أورَاقا