هاجر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هذي صحراؤك تمتد،

 

وريح القحط تعربد في طيات الثوبِ.

 

والشمس تجفف دمع العينِ،

 

وتزرع حرقتها في القلبِ.

 

ويجود فضاء النارِ،

 

بصمتٍ, وحشيٍ,،

 

وبرعدٍ, أسكره الزيفُ،

 

فجاء عقيماً،

 

تركله أقدام الصبية في الدربِ.

 

- ناشدتك ألا تتركنا

 

الظمأ يجوس بأضلاعي،

 

وعروقي تنزف في قبري.

 

رحماك فلا كبش يثغو،

 

رحماك ولا نبع يتفجر تحت الأقدام.

 

رحماك ولا أفئدة تهوي،

 

لا أسمع خطوات قادمة،

 

لا أسمع حتى همس الأقلام!

 

- الرحمة أمي!

ما جاد النبع سوى بالصبر وبالتحنانِ

 

أذكره لما انشق وراح يرطب أقدامي

 

كانت خطواتك تمحو الجدبَ،

 

تشق الصخرَ،

 

وتفتح آفاقاً بين الكثبانِ.

 

إيمانك والسعي جناحا عشقٍ, وحنانِ.

 

جابا صخر الجدبِ،

 

وماجا فوق البركانِ.

 

هزت أقدامي النخلَ،

 

فاتسع الشرخُ،

 

وفاضت أمواج الطوفانِ.

 

- هذا قدري

 

درب أسلكه نحو النور.

 

تمتزج دموعي بدمائي،

 

أنتزع الأشواك من القدمين.

 

بأصابعَ سحقتها الخيل.

 

لن أتخلى عنكِ.

 

ما زلت أسافر نحو الخيرِ،

 

وأنت بقلبي.

 

لكن الرحلة لست سهلة!

 

وعذابك نار تجلد ظهري.

 

طعم للعلقم ومرارة صبر في حلقي.

 

لكن الرحلة ليست سهلة!

 

والدرب طويل.

 

هل أحرث هذا الكون البور بنفسي؟!

 

أحتاج إليك لأحرث هذا الكونَ

 

وأقلع منه جذور البؤسِ.

 

هذى خطواتك تمحو الجدبَ،

 

تفجر ينبوع الخيرِ.

 

خطواتك تسعى نحو النورِ،

 

على الأشواكِ،

 

ليطلع بعد العتمة نور الفجرِ.

 

لولا إيمانك والخطوات العجلى

 

ما انبثق النور مع النبعِ،

 

ما جاءت أفئدة تهوي،

 

تسعى بالخيرِ،

 

وترفع رايات النصرِ.

 

ـــــــــــــــــــــــ

* هاجر زوج إبراهيم وأم إسماعيل - عليهما السلام -.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply