وأن هذا صراط الله فاتبعوا *** لا تسلكوا سُبلاً تفضي إلى النارِ
ما قالهُ ربنا في الذكرِ أنزلهُ *** بينتهُ واضحاً يا خيرَ مُختارِ
علمتنا خُطةً في الدين واضحةً *** على هداها يسير المُدلجُ الساري
وليس لله من شرعين فاعتبروا *** يا أيها الناس يا أصحاب أبصاري
ماذا جنيتم من الأحزابِ من طُرُقٍ, *** غير اقتتال وتخريبٍ, وإضراري
أين الشريعة والتوحيدُ جوهرها *** توحيدُ معبودنا توحيدُ أفكارِ
نوحدُ الله في أحكام شرعتهِ *** ما غيرهُ آمرٌ فالشرعُ للباري
محمدٌ وضح القرآن بينهُ *** لم يترك الناس في جهلٍ, وأسراري
على محجة بيضاء فارقنـا *** الليلُ عاد كصبحٍ, بعدَ إظهارِ
فأين شرع الهدى من شرعِ من رسموا *** هذه الطرائق في سرٍ, وإضمارِ
قالوا طريقتنا للشرع راجعَةٌ *** قلت اخسئوا نهجكم تشريعُ أغيارِ
ما لي أراكم تبعتم شيخَ معصيةٍ, *** بابٌ ولكنهُ بابٌ إلى النارِ
راقبتم الشيخ دون الله وارتبطت *** قلوبكم بطواغيتٍ, وأحجارِ
أغمضتم العينَ تضليلاً وشعوذةً *** لتستمدوا بهِ كشفاً لأسرارِ
يُمدكم مدداً ما بعدهُ مددٌ *** من الشياطينِ من غاديٍ, ومن سارِ
طريقكم كجور الخُلدِ غامضةٌ *** فيها متاهات أوكارٍ, وأحجارِ
أين الحقيقة ما كانت حقيقتكم *** غير الخرافاتِ والتضليلِ والعارِ
أقطابكم رِممٌ، أوتادكم صنمٌ *** وغوثكم قبةٌ حُفت بأستارِ
ما من مغيث سوى الرحمنِ يحفظُنا *** من كُلِ نازلةٍ,، من كل أخطارِ
أين الكرامات؟! ما كانت كرامتكم *** غير القذارات في جهرٍ, وإسراري
هذا الوحيش الذي ينزوا على أوتنٍ, *** وذاك عُريانكم في مسجد عاري
تأتون فاحشةً جهراً بلا خجلٍ, *** أهكذا كشفكم هتكٌ لأستاري
وقال حلاجكم كفراً وزندقةً *** فقلتموا خطأً في كشفِ أسراري
سميتم الكافر الزنديق عاشقكم *** وكيف يليق شهيدُ العشق في النارِ
كل الطواغيتِ في الجناتِ مرتعهم *** فرعون هامان حلاج أبو العاري
إن الولي يفوق الرسل قاطبةً *** والرسل قد شرعوا شرعاً لأغراري
خضتم بحاراً، ورسل الله عاجزةٌ *** عن خوضها ليس من فُلكٍ, ولا طاري
نازعتم الله في أكوانهِ فلكم *** غوثٌ مُغيثٌ وحامٍ, حافظُ الدارِ
الشيخ رسلان حاميكم وحافظكم *** وخالد النقش والخرازُ والعاري
وشيخ بسطان والكبريتُ أحمرهم *** وتستري عفيف القوم والدارِ
وهيكـل صمدان لهُ كُتـبٌ *** في مدحهم ضاع حقٌ بين أشراري
قالوا: تجلى إلهُ الكونِ في صورٍ, *** فالعبدُ ربٌ، وما التكليفُ للبارئ
وهل يُكلفُ ربٌ نفسهُ شططاً *** والكون مظهره بل سرهُ الساري
وهل يعذب ربٌ نفسهُ بلظى؟! *** ما ثم من جنةٍ,، ما ثم من ناري
ليس العذابُ عذاباً، بل عذوبتهُ *** معروفةٌ في فتةحاتٍ, وأشعاري
أبو الفصوص التي فاحت فضائحها *** فدنست كل أرضٍ,، كل أنصاري
كذلك تائية ابن الفارضِ انتشرت *** أدرانها مُنذُ أزمانٍ, وأعصاري
يطري عبادةَ الفرسِ يجعلهــا *** حقاً ويمدحُ من دانوا لأحجاري
فالكلُ يعبدُ رباً واحداً أحداً *** لكن على شكلِ أحجارٍ, وأشجاري
كفرٌ بواحٌ وإلحادٌ وزندقةٌ *** ما قالوه غير فُجارٍ, وكفاري
لكنهم غيبوا في الناس باطلهم *** وأظهروا نسكهم في لُبسِ أطهاري
وأعلنوها عباداتٍ, مظلمةً للناس *** فأغتروا أقــوامٌ بمكاري
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها *** عند التقلبِ وحشٌ قاتلٌ ضاري
من حَسَنَ الظن في كفرٍ, وزندقةٍ, *** أضحى شريكاً لكفارٍ, وفجـاري
فأعلنوا حربكم أهل الحُجا علناً *** على الخديعةِ في عزمٍ, وإصراري
واستنصروا الله إن الله يحفظكم *** من مكرِ ما كرهم أو غدرِ غُداري