هذا أوان الشـدِّ يا بعقــوبة *** صُبّي على المُحتلّ شرَّ عقوبة
قولي لهم إن العقيدة عروةٌ *** عصماءُ.. لا ملقٌ ولا ألعوبة...
وابلي بلاءك.. إنّما هم زمرةٌ *** غجريّةٌ.. وعصابةٌ مغلوبة
لا خير في أعدادهم وعتادهم *** وحضارةٍ, قامت على الأكذوبة
لغةُ الرصاص هي الخلاص لأمةٍ, *** تبكي على أعراضها المسلوبة
زفّي فؤادك للكرامة واغسلي *** بدم الشهـادة والفـداء ذنوبه
واسمي بأخلاق الرجال فما همُ *** إلا الرعاع.. وثلّة مسبوبة!!
واستنزلي نصر الإله ومزّقي *** زيف الدعاوى.. والحجا المقلوبة
لا تُسلمي لليأس.. كم من أمّةٍ, *** نهضت على أنقاضها المنكوبة..
يا ويل أعداء الكرامة والهدى *** فالنصرُ قد عرفت خطاي دروبه
وصموك بالإرهاب ثَمّ فأرهبي *** وثقي بربّك أيٌّهــا المرهـوبة
وقفت جحافلهم أمامك شُـدَّها *** كلمى.. وراء حدائدٍ, معطوبـة
ما أنتِ يا أرض العراق سوى أسىً *** متصاعد.. أو لوعة مشبوبـة
وكأن دجلة والفرات بخدّهــا *** مجرى دموعٍ, بالدِّما مخضوبة
وقراك ثكلى كيف يخصبُ عيشها *** والعلجُ عربد في الرٌّبا المغصوبة
ما رفرت ذكراك إلا حشرجت *** روحي.. ونزّت أدمعا مسكوبة
ويحي على عهد الرشيد فكم وكم *** فاضت ندى وجلالة وعذوبـة
كم قائـدٍ, لمّا استجاب لصرخة ٍ, *** هزتك.. جـرَّ فيالقا معصوبـة
واليوم خاتلك العدو بظلمـهِ.. *** والله يعلـم جهـره وغيـوبـه
تغدو على صيحات فجرٍ, غادرٍ, *** والليلُ يسرجُ في التخوم كروبه
أين العدالة؟! والعـراق بلاقعٌ *** والخوف هزّ شـماله وجنوبه!!
أين الأمانُ بقلـب أمّ غـالها *** علجٌ تراقب في الظلام وثوبه؟!
أو طفلة فتك الدَّعـيٌّ بأهلـها *** والخوف في أنفاسها المرعوبة؟!
أمّن يرى لصّ الظلام وقد علا *** أسـوارَ بنيان وهـدّم \"طوبـه\"!!
وحظائر الأسرى تلطّـخ تُربها *** بالذلّ.. أنكى من حظائر\"كـوبه\"!!
لكِ مالكُ الأملاك يا أرض العُلا *** فهو المرجّى عند كل صعوبة..
الخاطبون على ضفافك دبّجـوا *** كذبا فضاعت عفّة المخطوبـة!!
يتنابحون على دمائك في الضحى *** وهمُ العدو عقيـدةً وعروبـة!!
وشدوا بموّال الصبـابة والوفا *** وقلوبهم تغلي على المحبـوبة!!
ومدجّج ثمـلٍ, يهـزّ سـلاحه!! *** بالأمس قد شهد الزمان هروبه!!
وأتى المحـرّر فاستباح عفافها *** وسبى براءتها.. وشنّ حـروبه
واستلسن الدجّالُ خلف كتائبٍ, *** والحقدُ ثقّف قـرنه و نيوبـه
لِثغٌ إذا وُعظ استطال بغيّـهِ *** وإذا انتخى ألقى عليك ذنوبـه
ساق العبيد إلى الردى رُغما وفي *** لغة الصليب مباديء مصلوبة
أهدى رُبا الإسلام قربانا إلى *** شارون.. واغتال اللقيطُ شعوبه
إني رأيت من العدو عجائبا *** لكنّ صمتك أمّتي \" الأعجـوبة \"
هي أمة هجرت معاقد عزّها *** وجرى القضاءُ بسنّة مكـتوبة
لكن إذا أذن الإله بنصرهـا *** قامت قيام الحرّ من غيبوبـة
الله أكبر يا بلابل غـرّدي *** دُحر الظلامُ..وأشرقت بعقوب
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد