بسم الله الرحمن الرحيم
وبدأ العام الدراسي..
أكثر من 576 ألف طالب وطالبة انتظم عقدهم بالأمس، بدأوا مشوارا جديدا في مدارج الدراسة، يحملون في حقائبهم أحلامهم وآمالهم، عينٌ على الحاضر وأخرى على المستقبل، وعيون أولياء الأمور على قوائم لا تنتهي من الطلبات، التي بدأت قبل أن تبدأ المدارس فتح أبوابها!!.
فطلبات المدرسين والمدرسات تتصاعد يوما بعد يوم، بنوعيات معينة من الدفاتر والكراسات والأقلام والبحوث التي لا تُقرأ عادة، وحتى نوعية الملابس والأحذية ذات المواصفات الصارمة، دون أن يراعي البعض مسألة الظروف المادية لأي أسرة، ودون أن يكون هناك مساحة من المرونة مع بعض الأمور الشكلية في هذه الملابس، مع ملاحظة أن بعض هذه الطلبات لا دخل لوزارة التربية والتعليم فيها، وإنما هي (اجتهادات) من بعض الإدارات المدرسية، وتطبيق حرفي لا يقبل المناقشة.
ومن أكثر المشاكل المتكررة التي تحدث سنويا تلك المتعلقة بملابس الطالبات اللواتي ينتقلن من مرحلة إلى مرحلة، فرغم إلغاء نظام التعليم المرحلي، واستبداله بالتعليم العام إلا أن نظام الملابس ظل على نفس منواله القديم!!.. فانتقال الطالبة من الصف السادس إلى السابع أو من التاسع إلى العاشر يقابله تغيير في لون الملابس المدرسية، والكل يعلم أن تفصيل هذه الملابس يتم عادة قبل أشهر أو أسابيع من بدء الدراسة، وحسب مواصفات (عُرفية) غير مكتوبة لدى أولياء الأمور، وإن كانت غير ذلك بالنسبة للإدارات المدرسية، وحين تبدأ الدراسة تكتشف الطالبة وولي أمرها أن الملابس ليست حسب (المواصفات والمقاييس) المطلوبة، وتبدأ الإدارات بإبداء قائمة غريبة من الملاحظات مثل: أن الحذاء يجب أن يكون مغلقا، وأزرار القميص على نمط معين، وياقة الرقبة على شكل مختلف!!.. وغير ذلك من أمور، وتتحوّل فرحة الطالبة بملابسها ويومها الأول إلى مجموعة من الملاحظات الشكلية التي لا تعرف لها سببا وجيهاً.. وتعود الأسرة إلى دائرة جديدة من هدر الوقت والجهد والمال.. وكان من الممكن ببساطة إما (تفويت) بعض الأمور غير الضرورية، أو إعطاء الطالبات قائمة بالممنوعات والمسموحات لتفادي هذه الهفوات التي تتكرر كل عام، ويكون ضحيتها الأسرة والطالبة معا. إن العام الدراسي رغم كل حسناته إلا أنه مرهق ماليا بالنسبة للأسر سواء قبل بدء الدراسة أو أثناءها، لذلك لا يجب أن نزيد أعباءها بشكليات يمكن تجاوزها، ولا تؤثر على ما سيأتي بعدها. وسنة دراسية طيبة للجميع..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد