بسم الله الرحمن الرحيم
إن للمعلم علينا فضلاً لا ينكره إلا جاهل أو مكابر، فللمعلمين منا جزيل الشكر والعرفان على ما يبذلونه في سبيل تعليم أبنائنا ما ينفعهم، ومن واجبهم علينا أن نقدم لهم النصيحة والكلمة الطيبة وما هذه الرسالة إلا خطوة في هذا الباب أرجو أن تجد إلى قلوب إخواني المعلمين طريقاً مفتوحاً. وبعد:
أخي المعلم … هذه رسالة من القلب مفعمة بالحب والعرفان.. وأنت قد وضعت الخطوة الأولى في طريق التعليم.. ونشر العلم بين الناس.. لتنضم إلى قافلة الخير التي قال عنها نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -: \" إن الله وملائكته يصلون على معلم الناس الخير.. \" فلتستبشر بطريق تلقاك في بدايته صلاة من الله وملائكته عليك. لذا فإني أبعث إليك هذه الرسالة للتواصي بالحق والتواصي بالصبر. وهي تنتظم في بضع نقاط:
الأولى: لا تنس الإخلاص لربك … لأن كل عمل لا يبتغى به وجه الله يكون وبالاً على صاحبه في الدنيا، وحسرة في الآخرة وكما قيل: قل لمن لم يخلص لا تتعب، فالله الله في الإخلاص، فهو الطمأنينة التي تصاحب العامل أينما حل وارتحل …به تزكو الأعمال وتتبارك.. وعلى أساسه يكون قبول العمل.. وفيه اختلفت مراتب الناس ومنازلهم عند الله.
الثانية: الجد والاجتهاد في العمل من مقومات نجاح المعلم: حينما تجتهد في إيصال المعلومة بأيسر الطرق وأسهلها.. وحينما تبذل كل ما في وسعك للاستفادة من كل الإمكانات المتاحة.. وحينما تتابع طلابك ومستواهم التحصيلي بعناية فائقة.. لأنهم في غالب الأحيان مرآتك.. حينها تكون من الجادين في العمل … والله يتولى السرائر.
الثالثة: تأكد من صحة المعلومات التي تنقلها لطلابك سواء كانت في المنهج الدراسي أو خارجه.. لأن العلم أمانة ومسؤولية فاحذر أن تتكلم بلا علم، فتأتي بالعظائم… لأن كثيراً من الطلاب يأخذون ما يقوله المعلم بالتسليم والقبول. ولخطورة القول على الله بلا علم قرنه الله - تعالى - بالإشراك به فقال: \"قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون\".
الرابعة: يهتم كثير من المعلمين بمدى فهم الطالب واستيعابه للدرس.. وهذا أمر جيد.. ولكن القلة منهم من يهتم بسلوكيات الطالب وأدبه.. فكن من هذه القلة.. لأن العلم لم يرد بلا أدب … كان السلف - رحمهم الله - يقولون:\" نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم\".
الخامسة: كثيراً ما تكون السنة الأولى في التعليم في قرية نائية وتحتاج إلى شيء من المشقة والتعب. مما يجعل بعض المعلمين يصاب بهوس وخيبة أمل.. فتراه يعد الأيام عداً.. بل الساعات والدقائق … ولكن صنفاً من المعلمين.. وهم ليسوا بالقلة كثر الله من أمثالهم.. لم يستسلموا لصعوبة البيئة وشدتها فتجدهم يحرصون كل الحرص على نشر الدعوة بين أبناء المنطقة.. وتوعيتهم بأمور دينهم.. فاحرص أشد الحرص على أن تكون منهم، وذلك بنشر شريط إسلامي ولو في الشهر مرة.. وكتيبات جيدة لعل الله أن يهدي بك رجلاً واحداً فتنال الأجر العظيم فـ \" لأن يهدي الله بك رجلآً واحداً خير لك من حمر النعم \".. ويكون لك من العمل الذي يبقى لك من بعد موتك.
وفقك الله لكل خير ونفع بك.. وسددك أينما حللت وارتحلت.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد