إيمان ماتت..و أودى غصنُها النَّضِرُ *** و قبلها مات فينا العزٌّ و الظفرُ!!
و اغتالها الحقد في ريعان بسمتها *** و شلوُها في لفاف المهد منتثرُ
دمُ البراءة مسفوح ٌ، ومرقدها *** أزكى من المسك، والوجدان منفجرُ
لم يبق في الجسد الغضّ الشفيف هنا *** إلاّ عيون الندى والمبسم العطر
قذائف زلزلت أركان منزلها *** و كان يكفي لقتل الطفلة الحجرُ!!
لكن هو الحقد أصنافٌ مجنّدةٌ *** ونارُه من عيون القرد تستعرُ
غِيلت.. ولم تحبُ لللقيا وما وقفت *** و ما رأى ركضها روضٌ ولا زَهَرُ
غِيلت.. ولم تلهُ في الدنيا، وما انتفضت *** وما أُعِدَّ لها نبلٌ و لاحجرُ!!
ولم تذق قبلها حلوى، وما ركبت *** أرجوحةً أو همى من فوقها المطرُ
طغى عليها سعير الحقد فانسحقت *** وما تبدّى لها صيفٌ ولا ثمرُ
ماتت ولم تدر أن القدس محتبسٌ *** و أن عزتنا القعساء تنتحرُ
ماتت ولم تدر أن العرض منتهكٌ *** وأن مليارنا أودى به الخورُ
إيمان: للصدر آهاتٌ مصعّدةٌ *** تكاد منها نياط القلب تنبترُ
لا لوم للعين يا إيمان إن سكبت *** وإن تقاطر من أجفانها البصر
يا شعرُ أشجاك صوت القدس منتحبا *** أم صوت إيمان أم أترابها الأخرُ
ما زلت تجترٌّ أحزانا مخضبّة *** وما لها اليوم في ساح الفدا أثر!!
ماذا دهى أمة الإقدام فانخذلت *** أين الإخاء؟! ألا للحق منتصر؟!
إيمان إيمان نادت كل ذي شممٍ, *** لو كان فيها لأهل البرّ معتبرُ
عُذرا بنيّةُ إنّ القوم في شُغُلٍ, *** عن العُلا.. ولهم عند الهوى خدرُ
\" سيشجبون\" ولكن بعد مؤتمرٍ, *** نادى به-بعد طول العهد- مؤتمرُ
و \"يعلنون\" بنود \"السلم\" في سفهٍ, *** و الله ينذر و الأياتُ والسورُ
و يركعون \"لهبئاتٍ,\" منصّرَةٍ, *** ومن مخالبها يُستوثق الخبرُ
و يعزف ُ الخطبَ فينا ألفُ راقصةٍ, *** وقد يجاهد في ساحاتنا الوترُ!!
لا تعذليها فما دانت لخالقها *** و لم يَسُس أمرها عمروٌ ولا عمرُ
إيمان: للثأر أيام موثّقةٌ *** قريبة العهد، والعقبى لمن صبروا
يظلّ نعشك في سمع الزمان صدىً *** عليه من نفحة الإسراء مُدَّثرُ
فامضي إلى حضن إبراهيم شافعةً *** لوالديكِ إذا ما الخلق قد حُشروا..
الحق أبلجُ.. والطغيان مرتكسٌ *** فلتنظري.. إنني ما زلت أنتظرُ..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد