صرخة في وادي الخضوع

1k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

قد أوقدُوها في المنازل ناراً *** والقلبُ من مكر العِدا قد طارا

والعُربُ! ويحَ العربِ حين تخاذلُوا *** حتى تجشَّم سيرُهم أخطارا

بالأمسِ كانوا في المحافل سادةً *** واليوم هم للغابرين أُسارَى

ما بالُهم؟! خطبوا التَّقاعسَ والخَنَا *** وعليهما من لحظهنّ عيَارى

ما بالُهم؟! لزِموا السٌّكوتَ فأُقعِدوا *** مثل البهائم تنظر الكرَّارا

يا قومُ، قد ناديتكم متأوّها *** آهٍ,! لقد ذُقتُ الهوانَ مِرارا

آهٍ,! يدنّسني اليهودُ برِجسِهم *** ويسومُني سوءَ العذاب نصارى

والمنطِقُ المِتفالُ يخرُم مَسمَعي *** ويسُبّ ديني والرّسولَ جَهارا

يا قومُ، إنّ القيد أدمى مِعصَمي *** والعينُ تذرِفُ دمعَها مِدرارا

لا مَن يُزمجرُ أو يَكشِّرُ نابَه *** في وجه شِرذمةٍ, غَدَوا فُجّارا

أيسرٌّكم أنّي أبيتُ مُعذَّبا *** ويبيتُ قومي في الوَرى سُمَّارا

ألهاكُمُ زُمَرَ المثاني بعدما *** قُلِّدتُمو بَينَ الخلائق عارا

أَوَلا تهزٌّكُمُ مشاهدُنا التي *** لاقت نفورًا زادها إنكارا

أَحَياتُكم تَهَبُ الوُجودَ نضارةً *** ووجودُنا عرضٌ قبيحٌ صارا

ما بالُكم لا تنطقون؟! هُبِلتُمُ *** هل تسمعون؟! وكُلّهم يتبارى

هلا يثورُ العزمُ في مِليارنا! *** فلقد سئمتُ بقولهم أعذارا

أَ \"أبا غريبٍ,\"، وأنت أغربُ شاهدٍ, *** عن أمّةٍ, تستنجدُ الأحرارا

فمتى أراهُ الفارسَ المغوارَ في *** بلدي يجيءُ يُحطّمُ الأسوارا

أنا لا ألينُ وإن عَتَوا وتجبّروا *** أحمي حِمى قومي وأُشعلُ الأنوارا

حَسبي بأنّ اللهَ ناصرُني وذا *** ثُكلي عليه يزيدُني إصرارا

سيكونُ ردِّي مُفحِمًا ومُدَوّيًا *** ويكونُ سيفي في الوغى بتَّارا

فاللّيلُ إن طال السّوادُ سينجلي *** ويلوحُ فَجرِي عاليًا ومُنارَا


السابقاصعد
التاليأيا هند
أضف تعليق