قد أوقدُوها في المنازل ناراً *** والقلبُ من مكر العِدا قد طارا
والعُربُ! ويحَ العربِ حين تخاذلُوا *** حتى تجشَّم سيرُهم أخطارا
بالأمسِ كانوا في المحافل سادةً *** واليوم هم للغابرين أُسارَى
ما بالُهم؟! خطبوا التَّقاعسَ والخَنَا *** وعليهما من لحظهنّ عيَارى
ما بالُهم؟! لزِموا السٌّكوتَ فأُقعِدوا *** مثل البهائم تنظر الكرَّارا
يا قومُ، قد ناديتكم متأوّها *** آهٍ,! لقد ذُقتُ الهوانَ مِرارا
آهٍ,! يدنّسني اليهودُ برِجسِهم *** ويسومُني سوءَ العذاب نصارى
والمنطِقُ المِتفالُ يخرُم مَسمَعي *** ويسُبّ ديني والرّسولَ جَهارا
يا قومُ، إنّ القيد أدمى مِعصَمي *** والعينُ تذرِفُ دمعَها مِدرارا
لا مَن يُزمجرُ أو يَكشِّرُ نابَه *** في وجه شِرذمةٍ, غَدَوا فُجّارا
أيسرٌّكم أنّي أبيتُ مُعذَّبا *** ويبيتُ قومي في الوَرى سُمَّارا
ألهاكُمُ زُمَرَ المثاني بعدما *** قُلِّدتُمو بَينَ الخلائق عارا
أَوَلا تهزٌّكُمُ مشاهدُنا التي *** لاقت نفورًا زادها إنكارا
أَحَياتُكم تَهَبُ الوُجودَ نضارةً *** ووجودُنا عرضٌ قبيحٌ صارا
ما بالُكم لا تنطقون؟! هُبِلتُمُ *** هل تسمعون؟! وكُلّهم يتبارى
هلا يثورُ العزمُ في مِليارنا! *** فلقد سئمتُ بقولهم أعذارا
أَ \"أبا غريبٍ,\"، وأنت أغربُ شاهدٍ, *** عن أمّةٍ, تستنجدُ الأحرارا
فمتى أراهُ الفارسَ المغوارَ في *** بلدي يجيءُ يُحطّمُ الأسوارا
أنا لا ألينُ وإن عَتَوا وتجبّروا *** أحمي حِمى قومي وأُشعلُ الأنوارا
حَسبي بأنّ اللهَ ناصرُني وذا *** ثُكلي عليه يزيدُني إصرارا
سيكونُ ردِّي مُفحِمًا ومُدَوّيًا *** ويكونُ سيفي في الوغى بتَّارا
فاللّيلُ إن طال السّوادُ سينجلي *** ويلوحُ فَجرِي عاليًا ومُنارَا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد