مَزَاميري أبَت يا هندُ أن تَنطِق
وأشعاري لغير الحبِّ لا تَحنُو ولا تُشفِق
بغير الحبّ لا أحيَا
وغير هواك لا أعشق
أيا سمراءُ يا أمواجَ نهر النيل في زمن التحاريق
ويا أبنوسةَ الزاندي ونَهرَ القاشِ في كَسَلا
وحبُّك أنت عاصفة
تزلزلني.. تُزلزل كلّ أركاني
تُمزّقني.. تمزّقُ كل طغياني
وتجعلُني بغير هواك لا أنطق
وبالإزميلِ لو أقدَر
صنعتُ هواكِ تمثالا
وقفتُ لديه إجلالا ِ
ولكنّي بحمد الله لا أجثُو ولا أركع
لغير الله خلاقا وفنّـــانا ومثــــّالا
ولو أقدر.. سكبتُ دمايَ في الوَرَقٍ,
كتبت إليك أغنيةً بلونِ الوردِ والشفقٍ,
عن الحبّ الذي أخفي ولا أبدي
وحتّى أنت لا تدرين يا هنــــدُ
بأنّ حروفي الزرقاءَ أسطُـــرُهَا لأجلك أنت يا هندُ
أيا هندُ.. وأجمل لفظـــةِ هندُ
تهدهدُني بأحرفها النديّات
وتحملـــُني على رَكب الخيالات
وتجعلني أعيش العمر عمــرَين
بحرف الهاء.. هام َ القلبُ نشوانا
بحرف النون.. نامَ القلبُ سكرانا
بحرف الدال.. دامَ القلبُ فرحَانا
.. وأجملُ لفظةِ هندُ..
****
يـــا أخــــا البــــدر
يا حَبــــيبا مـَــرّ قــــربي مرّ.. لــَـم يَبــــعث سَلاما
ما اكتفـَـــى بالصـدّ حتّى أسهـــَــرَ الجفـــــن ونـاما
ورمــــَـى بالسهـــم قلبي آهِ.. قــــد نـــــال حـَــراما
غيـــــر أنّــــي أفتـــــــديه ففـــــُـؤادي فِيـــــه هَامــا
يا أخـــَـا البـَــدرِ أنِلنـِـي نَظـــــرَة منــــــكَ وَعَطــفا
نظــــرَة تُسعــــدُ رُوحِي عَلـــــّنِي بالسـّـــعدِ أشفـَـى
إنّ في عينــــيكَ شَــــــــيئا يـُـــورِدُ المُهــــجَةَ حَتــــفا
أنــــتَ يا ساحــرُ وَعدِي لا يكـُــــن وَعـــــدُك خِلــفا
يا كسـُـولَ اللَحـظ هَل لِي لِلتـــَـلاقِي مـِــــن سَبـــِــيل؟
أُبـــــرِدُ الأشــــوَاقَ فِيهِ قَبــــلَ مِيعـــــادِ الرّحِيـــــــلِ
وَنُـــرِي العُشّـــــــاقَ حُبّا صَافـِــــــيا كالسّلـــــسَبِيــــل
هـــَــذهِ الدٌّنيـــَـــا زُهـُــور فَاقتـَــــنِص قَبــــلَ الذٌّبـُــول
ِ
****
البصـــــيرة (أم حمـــــــد)
أقصوصتي في بلدة صغــــيرة في أرضنا المخضـــرّة الجزيرة
في النصف من بلادنا السودان حيـــث الجمـــال مــا له من ثان
عن شيخـــة عاقلــــة نصيحة في فعــــلها وقولهــــا صريحـة
وقد يكــــون عندها المشـورة فإنّــها في الحـــقّ مستــــــنـيرة
يقال جاء الناس فـــي الصبـاح فــــي حــــــالة تــــدلّ عن كلاح
وجوهــــهم يبدو بها التحـــــيّر كأنمـــــــا العقــــــول لا تفــــكـّر
قالوا ذهــــــبنا نبتغي الفــلاحا ومــــــن يفكــّر يدرك النــــجاحا
طائفة ذهـــبت إلى الــــــزراعة قانــــــعة.. مــــا أطيب القناعة!
وآخــــرون بكــّروا فــي الحشّ كيـــــما يزيــــلوا ما نما من قشّ
وبعضـــهم ليــــلا أدار الساقية تروي الــــزروع اليانعات الغافية
وبينما موسى يســــــوق ثوره لكــــــي يتــــــمّ حـــــــرثه وبذره
للحقل كم في الحقل من زروع تأتــــــي لهـــــم بربحـها السريع
فكم بها من أخضـــــــر العجّور ومن طمـــــــاطم وفلـــــفل خطير
إذ أدخل الثور التعــيس رأســـه فــــي الزيــر يروي بالمياه نفسه
وبعدما أروى غليــــــل نفسه نـــــوى الفـــكاك من قيود حبسه
فما استـــــطاع رأسه الخروجا وصــــار في حالــــــته مهــــيجا
يدور باليميــــــن والشمــــــال وحالـــــه يغنــــــــي عن السؤال
هيا امنحينا الرأي يا بصـــــيرة في هذه المشكـــــلة الخطــــــيرة
قالت أرى الأمور جـــــدّ صعبة لكـــــنّ رأيـــــي كاشــــف للكربة
فليقطع الجــــــزّار رأس الثــور ولا أرى فــــي قطعـــــه من ضير
فإن قطعتم رأس ذا الأســــــــير فلتكســــــروا بالطوب بطن الزير
قم يا حسين واشحذ السكــــّينة كيما تحـــــلّ أســـــر ذي الرهينة
فاستضــــحك الناس من المقال ومــــا به مـــن جالــــــــب الوبال
واستيــقنوا لا رأي أو مشورة سديـــــدة مـــــن هــــذه البصيرة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد