فلوجة العز

يا جذوةَ الحقِّ هيجي في أَراضِينا

وأَوقَدت شُعلةَ الأمجَادَ رَافعةً

لم تُبدِ هَوناً وكانت كالجَحيم لظىً

وأَرسَلت سُحُباً شَمَّاء عَاليةً

 لكُلِ مِئذَنةٍ, قَطراً محمَّلةً

ألقَت لبَاسَ الوَنى واستَشرَفَت قِمَماً

فَلوجَةَ الحقِّ صَوتٌ في العِرَاقِ

سَرى نَبضٌ - تعالى - بأرضِ الرَّافدين صَدىً

فَلوجةَ الشَّرَفِ الأعلى بحَاضِرنَا

فَلوجةَ الجَبهةِ الشَمَّاء جَمَّلها

وفوَّحَ المسكُ والأطيَابُ أَصوِرَةً

دَمُ الشَّهيدِ كَنورِ الصٌّبحِ مُؤتلقٌ

الله أكبرُ تَسري في السَّوادِ بها

الله أكبرُ دَوَّت مثلَ عَاصفَةٍ,

الله أكبرُ والأسرارُ ترجمها

 الله أكبرُ نَبضُ العزِّ في كَلِمٍ, .

الله أكبرُ هَاجَت في النٌّفوسُ هُدىً

فلوجَةَ الحَقِّ يا أندَءَ أغنيَةٍ,

بنبرةٍ, أصغَت الدٌّنيا لمَنطِقها

روحُ الصٌّمودِ سَرت فيها مجلِّيةً عزلاءُ

لكن على الجوزاءِ مَركبُها تَفَجَّروا

في وجُوهِ الظَّالمينَ لظىً

وجَرجَروا سَادَةَ الإظلامِ في

دَرَكٍ, هي النٌّفوسُ لها في النَّائباتِ صدىً

وتَحمل المِشعَلَ الوضَّاءَ في يَدها

لتنتشي قبَّةُ الجَوزاءِ مُرسلَةً

ويُمحَقَ البَاطِلُ المَأفُونُ مُندحرا

فَلوجةَ العزِّ هَاجَت في مَآقينا بَيَارقاً

سَقَطت من كَفِ حَادينا على العُداةِ ونُوراً في ليالينا

والعزٌّ أضهَجَ مَسراها سَنا فينا

مع الكَرامَةِ تَجلو هَمَّ وَادينا

وللبُطُولةِ أوطَانٌ تُنَادينا

مثلَ الدَّويِّ على البَاغي بَراكينا

مَن الرَّشيدُ يُنادي أين مَاضينا؟!

ووَاقِعُ الذُلِّ في قَومي يُجافينا

سِفرٌ تَخَضَّبَ بالقَاني رَيَاحينا

تَهُبٌّ أنسَامُها رَيَّا بنادِينا

يَجلو الظَّلامَ ويَستَهوي المَلايينا

روحُ الكَرامَةِ أنفَاساً نَيَارينا قَذَائفاً

سَقَطت في نَحرِ غَازينا

مُردُ الكُماةِ وأرواحُ الفِدا فينا

يُحيي مُواتــاً ويَروي غِلَّ صَادينا  .

يبدو سَناهُ ويَجلو ما يُواسِينا

يا حُسنَ ما رَدَّدَ الأحرارُ شَادينا

زَيفَ الدَّعيِّ وصِدقَ العَزمِ مَاضينا

بفتية بالوَغى أسداً مَيَامينا

جَوارحاً كليوثِ الغَابِ حَامينا

مِنَ الجَحيمِ تَوابيتاً وتَكفينا

تَخُطٌّ سِفراً تَلاهُ القَومُ رَاضينا مُضَمَّخاً

بمِدَادِ القَلبِ مَقرُونا نَيَازيكاً

تَقتَفي البَاغين صَالينا

نَبضُ الهُداةِ - تعالى - كالسَّنا فِينا