بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
عندما أعبُرُ من قطرٍ, لقطرِ
وأرى في وجهكَ الأسمرِ مرآةً لوجهي
وأرى جبهتَكَ الشمّاء تاريخاً وذكرى
لا تسلني عن \"جوازٍ,\" أو \"هُوِّيَّه\"
لم أغادر موطني شِبراً، وحسبي
أن أحييّك وأمضي
(2)
عندما أعبُرُ من قطرٍ, لقطرِ
لا تسلني: أنتَ مَن؟ أيّان جئتَ؟!
ولماذا قد أتيتَ؟
فأنا يا صاحِ - حَسبي
أنني وجّهتُ وجهي
للذي وجهتَ وجهَك
وأنا يا صاح حَسبي
أن أحييّك وأمضي
(3)
عندما أعبُرُ من قطرٍ, لقطرِ
سأشُدٌّ الكفَّ في شوق وحُبِّ
ثم أمضي
لا تسلني: أين أوراقُ العبوِر
فأنا أدخلُ بيتي، كلَّ وقتِ
لستُ محتاجاً لأختام الدخولِ
وأنا يا صاحِ حَسبي
أنني أعبر دربي
ثم أمضي..
(4)
لن تراني في طوابير الدخولِ
فأنا لا أملكُ شيئاً
غيرَ ثوبٍ, وعِقالٍ, يعربيّ
وكتابٍ, عندي ما تُفتّشُه، وحسبي
أن أشُدَّ الكفَّ في شوقٍ, وحُبِّ
ثم أمضي
(5)
ربَّما كنتُ عراقياً يُحييّكم بأشواقِ العراقِ
ربَّما كنتُ من الأردنِّ، والأردنٌّ حبّي واشتياقي
أو حجازياً هَفَت أشواقُهُ نحو \"المدينَه
أو شآمياً يواري في مرابعكم أنينَه
إنَّ بعضاً من تعابيرِ الأُخوَّه
وابتساماتٍ, على شَفَةٍ, المودَّه
تزرع الآمالَ في روحي وقلبي
لا تسلني عن \"جواز\" أو \"هُوِّيَّه\"
لا تسلني: أين أوراقُ العبور؟
أنتَ تُدميني، وتُدمي كِبريائي
إذ تُناديني غريباً، في صفوفِ الغرباء!
فأنا أعبُرُ دربي
وأحَيِّي، ثم أمضي
ذاك حسبي.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد