آداب العيد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الدائم فلا يزول، الباقي فلا يتغير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أجزل الخير للصائمين، وأشهد أن محمد أفضل الصائمين الراكعين الساجدين.

- فحق للصائمين أن يفرحوا (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فيفرحوا هو خير مما يجمعون).

- إن من حق المسلم الذي قطع شهر رمضان صائمًا ملتزمًا حدود الله فيه، أن يفرح بانتصاره على نفسه، والانتصار على النفس أشد تمنعًا من الانتصار على الأعداء.

- والعيد مناسبة طيبة نقف عندها نجدد عهد الود والصفاء والمودة والإخاء فنحي بعضنا في انشراح صدور نتبادل التهاني في توادّ وسرور.

 

- ارتبطت أعياد المسلمين بمواقف مشهودة وعبارات جليلة.

 

- فعيد الفطر يرتبط بشهر رمضان وعيد الأضحى يربط بمناسك الحج المقدسة وهناك عيد أسبوعي هو الجمعة.

 

- وهكذا يتسامى المسلمون بالأعياد ويربطونها بالأمجاد، ويتحقق فيها البعد الروحي العميق.

 

- ويكون لها الشمول والعموم ما يجعل الناس جميعًا يشاركون في تحقيقها، ويستشعرون أحداثها كلما دار الزمن وتجدد العيد.

 

- فليست الأعياد في الإسلام ذكريات مضت أو مواقف خاصة بل كل مسلم له بالعيد صلة ووقع متجدد مدى الحياة.

 

- وإظهار السرور في العيد مندوب وذلك من الشريعة التي شرعها الله لعباده.

 

وترويح البدن وبسط النفس بما ليس محظورًا ولا شاغلاً عن طاعة الله من أدب الدين.

 

- تحكي عائشة - رضي الله عنها - كما في صحيح مسلم قالت جاء حبش يزفون في يوم عيد في المسجد فدعاني النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعت رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم كانوا يلعبون بحرابهم.

 

- ومما يختص به العيد في الإسلام التكبير وتكبيرات العيد أشار إليها القرآن (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم).

 

- وجاءت السنة باستحباب التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلوات المكتوبات.

 

- ولأهمية التكبير كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يذهب لصلاة العيد من طريق ويرجع من آخر حتى يتردد بين جنبات الكون تكبيرات المسلمين.

 

ومن آداب العيد ومن أحكام الصلاة في يوم العيد خروج المسلمين جميعًا لحضورها ولو لم يؤد البعض الصلاة لعذر شرعي. ففي الصحيح حديث أم عطية: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور. أما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين.

 

وصلاة العيد ركعتان يبدأ بهما الإمام قبل الخطبة يكبر في الأولى سبعًا سوى تكبيرة الإحرام. وفي الثانية خمسًا سوى تكبيرة القيام ما بين طلوع الشمس إلى زوالها. تصلى جماعة.

 

ويخطب بعدها خطبتين يكثر فيهما من التكبير، وليس لها أذان ولا إقامة. وندب للخطيب أن يعظ الناس ويذكرهم.

 

سلوك المسلمين في العيد:

طوبى لمن اشتغل في رمضان بتلاوة كتاب الله وداوم على ذلك بعد رمضان.

 

سلوك المسلم في العيد العفو عمن أساء ووصل من قطع، والإعطاء لمن منع.

 

سلوك المسلم في العيد صلة الأرحام ومواساة الأرامل والأيتام.

 

الصلاة نور للقلب وشكر للنعمة وصلة بين العبد وربه فالمسلم يداوم عليها ويحافظ عليها.

 

واعلم أن العيد لمن طاعته تزيد. ولمن غفرت ذنوبه وهو في ذات الوقت تذكرة بيوم الوعيد.

 

فإن خرجنا من رمضان بعبادة فالواجب أن نعبد ربنا حتى يأتينا اليقين، فالواجب على المسلم أن يكون عبداً لله في جميع أحواله وأفعاله وحركاته وسكناته في كل شأن من شؤون حياته.

 

فحري بك أخي المسلم أن تتوب إلى الله، وتتقرب إليه بالطاعات، وتبتعد عن المعاصي في العيد.

 

فالمؤمن الكيس هو الذي ينتقل من طاعة إلى طاعة ومن عبادة إلى عبادة ورائده في ذلك (فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply