بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي لا فوز إلا بطاعته و لا حياة إلا في قربه و لا نعيم إلا في رضاه و الصلاة والسلام على سيدنا محمد قائد المجاهدين و على آله و صحبه و من سار على دربه و من ولاه إلى يوم الدين.
الحمد لله الذي أتم علينا شهر الخير و البركات، شهر القربات و الطاعات.
أخي … أختي …
أتى رمضان و ارتحل و يا فوز من أعتقه الله من النار. أتى رمضان و ارتحل و يا خيبة من فرط في رمضان
و ها قد أقبل العيد على آهات الثكالى و اليتامى التي تزداد وتزداد ……
أقبل العيد على القدس المكبلة بالقيود … أقبل العيد و قد لبست فلسطين ثوباً ممزوجاً بدماء الشهداء و الجرحى أقبل العيد و القلب يعتصر ألماً على كل شهيد و أسير و جريح.
أتى العيد و خنجر أعدائنا يخترق صدورنا حتى المقبض، أتى و دماءنا سالت أودية في كل مكان، أتى و لحومنا تتطاير حتى وصلت أعالي الجبال، أتى وصراخنا لا يسمعه أحد، لقد أصم العالم أذنيه عنا، لكن لن
توقفنا الصعاب و إن زلزلتنا الخطوب لأننا لا نسجد لغير الله و لا نهين أنفسنا بالذل بين يدي الطاغوت، فلنلعق جراحنا ولنصبر حتى يعجز الصبر عن صبرنا، فنحن أهل رسالة و أهل دعوة و أصحابٌ لهذه الأرض، لا نستجدي عطف الاحتلال و عطف الكفر و لكن نريد رضا الله و عفوه و نصره المؤزر بإذنه.
قدرنا أن نجاهد و نصبر، قدرنا أن نحيا بكرامة..فإما أن نعيش كرماء و إما أن نموت شهداء.
العيد أقبل و الشهيد ينادي بلدي العروس و مهرها استشهادي
أخي … أختي …
ما أجمل العيد لمن أعتقه الله من النار و لمن صام و قام و أدى العبادة بكل إخلاص، فالعيد فرحة الصائم بدخوله باب الريان و كسب رضا الرحمن المنان.
و العيد يوم من أيام الله - سبحانه و تعالى - يوم لفعل الطاعات و الخيرات، ففيه صلاة العيد،و فيه صلة الأرحام، و فيه زيارة الجرحى، و فيه زيارة أسر الشهداء،و فيه ذكر الله في زيارة القبور، و فيه لبس حلة التقوى التي لا تضاهيها حلة أبداً.
فاحرص يا أخي.. أن لا تجعل هذا اليوم للهو و اللعب..و إنما اجعله لكسب الأجر والثواب..و ليكن يوم العيد يومٌ لتذكر أولى القبلتين و ثاني المسجدين و ثالث الحرمين الشريفين القدس الشريف التي تشكو إلى الله ظلم الظالمين..لذلك نسأل الله أن يعيد علينا رمضان و العيد بانتصار و دحر للاحتلال.
و الله أكبر و النصر للمسلمين والله أكبر ولله الحمد