الشباب ووقت الفراغ


بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال:

كيف يقضي الشباب وقته في العطلة الصيفية؟

 

الجواب:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فمن عظيم ما وعظ به النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته، قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ)). رواه البخاري في الرقاق (11/229).

فهاتان نعمتان من لم يستعملهما فيما ينبغي، فقد غُبن لكونه باعهما بثمن بخس، ولم يحمد رأيه في ذلك، وقوله-  صلى الله عليه وسلم -: ((مغبون فيهما كثير من الناس)) كقوله - تعالى -: (وَقَلِيل مِن عِبَادِي الشَّكُور) ?

من استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط، ومن استعملهما في معصية الله فهو المغبون لأن الفراغ يعقبه الشغل، والصحة يعقبها السقم أو الهرم، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك)) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.

 

كيف يضيع وقت المسلم:

1-يضيع بالنوم: النوم حاجة طبيعية، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة)) رواه مسلم.

 أي: إن التفريط هو أن يراقب الإنسان ساعات حياته تمر دون أن يستعملها فيما يستفيد منه في دنياه أو آخرته.

2- يضيع عندما لا يغتنمه: لذلك يجدر بالمسلم أن يتفحص جدوله اليومي أو الأسبوعي وينظم وقته، ولا سيما في أيام العطل والفراغ الطويل.

3- يضيع وقت المسلم عند ملا يذكر فيه الله - سبحانه وتعالى -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن اضطجعَ مضجعاً لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة)) رواه أبو داود، وترة: أي حسرة وندامة، وقال أيضا: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله - تعالى -)) رواه الترمذي (3377) من أبي الدرداء وهو حديث صحيح.

وقال - صلى الله عليه وسلم - عن المجالس على الطرقات: ((إياكم والجلوس على الطرقات، فإن أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) متفق عليه.

ومثل ذلك الجلوس في المطاعم والمقاهي الساعات الطوال.

4- يضيع وقت المسلم عندما يقضيه في تعلم الكثير من علوم الدنيا، مع أنه قد يجهل الكثير من مبادئ الدين وأصوله، يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله يُبغض كل عالم بالدنيا، جاهل بالآخرة)) رواه الطبراني.

 وهذا أمر ابتلي به كثير من الأمة، فقد نجد الطبيب والمهندس وحتى عالم الذرة الذي يجهل مبادئ الإسلام، وأركان الإيمان، وشروط العبادات، وأحكام المعاملات.

5-ويضيع وقت المسلم في أنماط من اللهو محرمة، أو لا تليق به، كما ورد في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله))رواه أحمد.

-ومثله لعب الورق لساعات طويلة في الديوانيات والاستراحات.

- والانتقال من ملعب إلى آخر لتشجيع الكرة!

- والجلوس للتلفاز ومتابعة البرامج المفسدة للخلق.

-والاستماع إلى المعازف والغناء.

- وفي مجالس الضحك والسخرية، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((كثرة الضحك تميت القلب)).

6-وهناك أمور حسنة، لكن لا يحق للمسلم أن يجعلها شغله الشاغل، وهمه الأكبر، مثل الشعر، كما في الحديث المتفق عليه: ((لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خيرٌ من أن يمتلئ شعراً)) متفق عليه.

- والصيد وسكنى البادية، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن)) رواه أحمد وابن ماجة.

 

فاللهم نسألك الهدى والسداد، والتوفيق لما تحب وترضى من القول والعمل،،،

يا سميع الدعاء.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply