الأندية الصيفية حصون تربوية وتظاهرات ثقافية


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأندية الصيفية تؤهل الطلاب

 

علمياً وسلوياً وتتشف الموهوبين

 

برامج ميدانية لخدمة المجتمع تقيمها الأندية الصيفية لأول مرة هذا العام

 

رسوم الأندية تعيق بعض الطلاب عن المشارة

 

تدعيم الأندية مادياً يسهم في نجاحها وتميزها

 

وزارة التعليم تقيم 450 ناد صيفي بالمدارس يستفيد منه 150 ألف طالب

 

98 مرزاً صيفياً لطالبات المدارس المختلفة

 

* الرياض - محمد الحدادي:

المدرسة والحياة المدرسية لها مكانة مرموقة في العملية التربوية..وتظل المدرسة بذكرياتها تشكل واقعاً حنيناً لدى كل من..فأيام الدراسة.. والجو المدرسي له من الألفة والارتباط ما يجعل البعض يتمنى أن يعود إليها مرة أخرى.. والمدرسة تساهم في خلق شخصية الطالب. وبعد عام دراسي حافل بالتحصيل والمذاكرة والاختبارات تأتي الإجازة الصيفية.. وأوقات الفراغ للطلاب.. ودور المدرسة هنا أيضاً لم ينته، إذ تأتي المراكز الصيفية لتستمر المدرسة في تقديم الخدمات الترفيهية للطلاب بدلاً من خدماتها التعليمية.. واستثمار أوقات فراغ الطلاب بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة. وخلال هذا الاستطلاع نحاول إلقاء نظرة على أهمية تلك المراكز والإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لتفعيل دور المراكز الصيفية في المملكة. وافقت الوزارة على إقامة 450 نادياً صيفياً للبنين على مستوى المملكة يشارك في فعالياتها حوالي 150 ألف طالب بالإضافة إلى 98 مركزاً صيفياً للطالبات. وذكر موقع الوزارة على الإنترنت مراكز الطالبات على النحو التالي..

وحسب موقع الوزارة فإن هذه المراكز تقدم أنشطة متنوعة وهادفة في جميع المجالات التي تلبي رغبات واهتمامات الطالبات وتشغل أوقات فراغهن بما يعود عليهن بالنفع والفائدة. ويكون العمل في المراكز على فترتين مدة كل فترة ثلاثة أسابيع ويحق للطالبات أو المشرفات الالتحاق بأي من الفترتين أو كلتيهما مع.

 

أهمية إقامة الأندية والمراكز الصيفية

الأندية الصيفية هي مجموعة من الأنشطة التربوية الهادفة والمتنوعة يتم تنسيقها خلال الإجازة الصيفية في مراكز النشاط، وذلك لاستثمار فراغ الطلاب وتلبية احتياجاتهم ورغباتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة.

 

 أهداف المراكز الصيفية

ولأن الضرورة تحتم القيام بإيجاد هذه الأندية فقد وضعت لأهداف وغايات متعددة وأهداف نبيلة منها:

 

- تربية الطلاب على مبادئ الإسلام وإعدادهم ليكونوا لبنة صالحة في مجتمعهم.

- دعم انتماء الطلاب لوطنهم وحكومتهم.

- استثمار أوقات الفراغ ببرامج تربوية متنوعة وهادفة وإكساب الطلاب المهارات والخبرات الميدانية واكتشاف مواهبهم.

- تنمية إحساس الطلاب بمشكلات مجتمعهم وإعدادهم للمشاركة في حله.

- تنمية روح التعاون والعمل الجماعي لدى الطلاب.

- تدريب الطلاب وتعويدهم على الخطط وتنفيذ البرامج والمشروعات.

- الإسهام في تزويد الطلاب بالقدر المناسب من المعلومات والخبرات.

- تكوين الاتجاهات الإيجابية نحو العمل المهني والتدريب على ممارسته.

 

الأنشطة المختلفة

ولتنفيذ هذه الأهداف يتم اختيار مدارس ذات إمكانات مناسبة يتوفر فيها صالات ومختبرات وورش عمل إلخ.

أما الأنشطة التي تنفذها هذه النوادي الصيفية فمتعددة ومنها:

- النشاط الاجتماعي.

- النشاط الرياضي.

- النشاط الكشفي.

- التوعية الإسلامية والنشاط الثقافي.

- النشاط الفني

- النشاط العلمي والحاسب الآلي.

- نشاط الأشبال.

- الدورات التدريبية

وتجدر الإشارة إلى أن الأنشطة والأهداف آنفة الذكر تركز على جميع النواحي الإيجابية التي من شأنها - متى ما تم تطبيقها كاملة - أن تسهم في بناء شخصية شابة هي في مجملها عماد الأمة وقوة للمجتمع الذي تعيش فيه وتتعايش مع أفراده، ولاسيما إذا عرفنا من خلال الإحصائيات بأن فئة الشباب تمثل ثلثي سكان المملكة حالياً، لذا كان التركيز على ضرورة دعمهم وتأهيلهم علمياً وسلوكياً بنشاطات متميزة تقودهم للتطوير الدائم لمستقبل هو أحوج ما يكون لجهودهم وابتكاراتهم وإبداعاتهم الخلاقة.

 

لقاءات من داخل الأندية

وحرصاً من مجلة الدعوة على الوقوف على سير أعمال الأندية الصيفية، فقد قامت بزيارة لأحد الأندية الصيفية بالرياض ومتوسطة الملك خالد - رحمه الله - وقد التقينا في البداية بالأستاذ محمد بن أحمد الشهري (مدير النادي الصيفي بالمدرسة) والذي أعرب في البداية عن شكره للزيارة مثمناً رسالة المجلة في الاهتمام بالأندية الصيفية. وقد أوضح بأن عدد الطلاب الملتحقين بالنادي الصيفي يربو على خمسائة طالب يستفيدون من جميع الأنشطة المقامة بالنادي، ومنها النشاطات الثقافية، والتي يتخللها ألعاب ترفيهية كعروض التحدي وتشمل الألعاب البهلوانية والدراجات النارية وعروض للحيوانات السامة.

وأضاف: ومن الأنشطة الثقافية أيضاً تم استضافة الشيخ الدكتور عبدالعزيز الكنهل لإلقاء محاضرة بعنوان (للشباب فقط).

وعند سؤاله عن وجود اختلاف في هذا العام عن الأعوام السابقة، أشار إلى أن هناك تجديداً ملموساً في أنشطة هذا العام ولاسيما البرامج الميدانية التي تهدف لخدمة المجتمع بالتعاون مع بعض المؤسسات الحكومية والأهلية، إضافة إلى القيام بزيارات للأماكن السياحية والأثرية بالرياض.

 

عوائق

وعن العوائق التي تقف ضد تحقيق أهداف الأندية الصيفية أوضح الأستاذ محمد الشهري أن قلة الدعم المادي هو ما يعيق تنفيذ البرامج على الوجه الأمثل. وأعرب عن أمله في اعتماد ميزانية مالية مخصصة للنوادي التي تقع في الأحياء ذات الإمكانات المادية الضعيفة كأحياء جنوب الرياض.

وقد وجّه في نهاية اللقاء دعوته لجميع الشباب بالالتحاق بهذه الأندية لما توفره من المتعة والفائدة والمشاركة في نشاطات بناءة تهم بالمجتمع والحياة.

 

الطلاب ماذا يقولون

ومن جانب آخر التقينا ببعض الطلاب لاستقراء واقع تلك الأندية وما تحتاج إليه في السنوات القادمة.

التقينا في البدء بالطالب عبد الباسط بن ناصر التميمي من اللجنة الإعلامية المشرفة على النشاط الإعلامي فتحدث قائلاً: منذ الصغر وأنا أثابر على المشاركة في هذه الأندية وذلك لمدة سبع سنوات متتالية حتى الآن. وقال: إن البطء في تنفيذ تلك المراكز هو أهم عيوبها، وإن كان يقر بأن برامج هذا العام أفضل بمراحل من أنشطة السنوات الماضية، كما أضاف: إنني أتمنى أن يكون دعم الوزارة لهذه الأندية كبيراً حتى يتسنى لها تنفيذ أنشطتها على الوجه الأكمل. ونوّه إلى أن بعض اللجان تقوم بعملية الدفع من جيبها الخاص حتى لا يتأثر سير البرنامج المعد سلفاً، أو يتوقف تحت وطأة عدم القدرة المادية. كما أهاب برجال الأعمال على مساندة هذه الأندية كرد جزء من الجميل لهذا الوطن وشبابه، وتمنى أن تستفيد الشركات من بعض الطلاب الموهوبين لرعاية إبداعاتهم والأخذ بأيديهم.

 

نموذج آخر

حسن عثمان عبد الملك بالصف الثالث الثانوي أثنى على الجهود الملموسة من قبل الوزارة ممثلة بإقامة ورعاية الأندية الصيفية والتي شهدت عملية تطوير حتى في أساليب أنشطتها الدعوية، حيث تركز حالياً على مناقشة قضايا الشباب وسبل معالجتها، وكذلك النظرة للطالب بأنه مؤهل لفهم الشريعة دون وصاية من جهة ما ودون الإنحياز لنظرة آنية سرعان ما تزول.

ويرى مصعب محمد (بالصف الثالث الثانوي) والذي سبق له المشاركة من قبل بأنه يأمل في تعدد الأنشطة ولاسيما العلمية منه. ويوافق الرأي الطالب محمد أحمد البديوي الذي لم يستطع إخفاء اغتباطه بالمشاركة للمرة الأولى في هذه الأندية التي لمس من خلالها العمل بروح الفريق الواحد، وهو يتمنى أن يتم تدعيم النشاطات العلمية ولاسيما الحاسب الآلي والإنترنت. ماهر عواجي طالب آخر سبق له الالتحاق بأحد الأندية الصيفية، ولكنه توقف عن المشاركة، وهو يرى في مشاركاته السابقة روتيناً سنوياً وهو - حسب رأيه - يستطيع الاستعاضة عن أنشطة الأندية الصيفية بالدروس الدينية في مسجد الحي وممارسة اللعب مع أقرانه دون التقيد بضوابط المشاركة في النادي الصيفي، وهو يرى بأن دفع مبلغ مائتي ريال للمشاركة في الأندية الصيفية يعيق كثيراً من أبناء الحي على الالتحاق به.

 

الخلاصة:

بما أن إقامة الأندية الصيفية متجذرة في النظام التربوي بالمملكة العربية السعودية فيما يسمى سابقاً بالمراكز الصيفية التي تقوم برعاية الأنشطة التربوية وتدعمها لتحقيق الاستفادة من اكتشاف مواهب الطلاب، وتهيئتهم للإنخراط في مسالك الحياة العامة عبر تأهيلهم لفهم دور أكبر لمسيرة الإنسان في الحياة، وأنه عضو مهم ترتكز عليه عملية التنمية كما أنه معني بمسألة التأثير والتأثر الإيجابي لما يدور حوله في عالم يتجدد باستمرار عبر وسائل الثورة الصناعية والمعلوماتية وعالم الاتصالات التي تغذي حركية المجتمعات صوب فضاء أكبر في الحياة، وهي في سبيل ذلك تنقب في مدارسها ومعاهدها وجامعاتها دون كلل أو ملل في الفوز بموهبة تستطيع إفادة البشرية، وتحقق لنفسها ومجتمعها مكانة مرموقة يجسدها الفعل الإيجابي الملموس. إذا كانت المجتمعات قد سبقتنا بمراحل نحو اكتشاف أبنائها، فإننا يجب أن نعيد اكتشاف المواهب التي تستطع أن تضيء دروب المستقبل وتسهم في تجديد نهضة إسلامية كانت في يوم من الأيام تضيء مشارق الأرض ومغاربها على جميع الأصعدة والميادين ساعدها في ذلك الإحساس العميق بمسؤولية الحفاظ على حضارة أوجدها الله لتبقي منهجاً صحيحاً وسطياً لجميع البشر ونشرها العدل والإيمان والتعايش مع من يخالفنا في الرأي والدين والتسامح مع شعوب الأرض قاطبة. حري بنا أن نبدأ من المدرسة في إعادة اكتشاف كنوزنا المخبوءة وهي الثروة الإنسانية، وأن نستفيد من دروس الماضي ونعيها جيداً، وأن نتجاوز سلبيات تلك المرحلة ونعيد تركيب أولوياتنا، ومنها بالطبع مسؤولية المحافظة على شباب إسلامي متسامح ذو نزعة حضارية يستمد قوته من شريعة الله متسلحاً بالعلم النافع القائم على المشاركة في صناعة أسس حضارية مفيدة وخلاّقة والله من وراء القصد.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply