بسم الله الرحمن الرحيم
المتأمل لواقع الشباب في إجازة الصيف - ونحذر من تسمية عطلة الصيف - يجد أنهم يعيشون ضروبا من الحياة مختلفة كل حسب اتجاهه وميوله ورغباته، ويمكن لنا أن نصنفهم في مجموعات أربع:
1- المجموعة الأولى: تسعى بكل قوة أن تستفيد من وقتها فيما يعود عليها بالنفع، ويمثل هذه المجموعة شباب علت بهم هممهم إلى حفظ كتاب الله وسنة رسوله.
كلكم سمعتم عن الشباب الذين حفظوا القرآن الكريم في شهرين في مكة المكرمة في إجازة العام الماضي، وأتوقع أنهم سيحفظون في هذا العام قدرا كبيرا من أحاديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فهنيئا لهم هذه الهمة العالية وهذا العلم النافع وهذه الإجازة الصيفية المفيدة.
2- المجموعة الثانية: ليس لديها رغبة في طلب العلم، ولكنها تتطلع إلى كسب الرزق، وهذه المجموعة على خير عظيم، وهي في عبادة إن شاء الله، إذا أحسنت التعامل مع التجارة والعمل من منظور إسلامي.
ترى الفرد منها يسعى في كسب رزقه فيجد ويجتهد مع محافظة على العبادات والطاعات، فلهم منا كل تحية وتقدير لأنهم لم يضيعوا إجازتهم فيما لا فائدة منه.
3- المجموعة الثالثة: لا هم لها إلا الأكل والنوم، فتجدهم في الليل يسهرون على المحرمات ويقلبون أعينهم في القنوات، فيا لها من مصيبة عظيمة (معصية وضياع) يسهرون إلى طلوع الشمس، ثم ينامون نهارهم، ولا تسأل عن حالهم، وعن صلواتهم - نسأل الله السلامة -وهكذا تنقضي إجازتهم بين القنوات والمجلات والاستراحات، لا هم لهم إلا ((توسيع الصدر)) زعموا.
قال - تعالى -((ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين))
4- المجموعة الرابعة: وهي التي نخشى والله عليها ونشفق على حالها، وهي المجموعة التي تبحث عن قضى الإجازة خارج بلاد الحرمين، بحثا عن الملذات وإشباع الشهوات، هؤلاء نخشى والله عليهم من الحور بعد الكور، نخشى أن يصيبهم انحراف في العقيدة، ونخشى عليهم من الأمراض التي قيد يحملها من الخارج ثم ينقلها إلى زوجته وأبنائه، ونخشى عليهم من السحر، فقد يسحر المسكين ويخسر دينه وأهله وماله.
فإلى هؤلاء جميعا نقول: اتقوا الله وانظروا فيما يصلح لكم في الدنيا والآخرة ولا يغرنكم المرجفون والحاقدون والمروجون للحوم الرخيصة التي جعل الله الأنعام أفضل منها،
فالله الله يا أبناء التوحيد في حمل لواء الدعوة والإصلاح في بلد يتربص به أعداءه الدوائر عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد