بسم الله الرحمن الرحيم
هذه إشارة لك: إياك أختي أن تضيعي إجازتك الصيفية فيما لا ينفعك في دنياك وآخرتك، فقد ضاع الكثير من الوقت ولم يبق إلا اليسير فحافظي عليهº فما يذهب من العمر لا يعود أبداً.
لا تجعلي أيامك بكل دقائقها و ثوانيها لا تجعليها حجة عليك يوم القيامة بدلاً من أن تكون هي حجة لك، فنحن لم نخلق للعب ولا اللهو ولا للنوم كما يفعل الكثير منا في الإجازات بحجة أنها وقت للراحة والاستجمام، وبهذا المفهوم لدى أغلب الناس يرفض الكثيرون حتى مجرد قراءة كتاب فقد مل الكتب طوال العام عام دراسي كامل ليجعل فراغه وقتاً ليس هو في ميزان حسناته هذا إن لم يكن في ميزان سيئاته، فالحذر الحذر فليس الأجل ببعيد، وليس من شخص عاش مرتين، ولتعلمي أننا نتوجه لك بهذا الكلام لأنك مؤمنة والمؤمن الحق غالباً ما يميل إلى الحق، ولا يحتاج لأكثر من التذكرة فهو متميز بفطرته وذكائه وحكمته، فأنت إن قضيت وقتك بين الأكل والشرب واللهو كنت أقرب إلى صفات الحيوانات منك إلى صفات الإنسان ـ حاشاك ـ فحياة البهيمية يعيشها الكافر البعيد عن الله الذي لا يعرف قدراً للوقت والعمر والقيم والمبادئ لذلك ولذلك فقط حق عليك أخيتي الحبيبة كمؤمنة ومسلمة أن يكون لك شخصك وفكرك المتميز الذي يرتفع بك عن مستوى البهيمية الحمقاء، ولهذا فعليك أن تفكري في النقاط التالية تفكيراً جيداً إذا كنت حقاً تريدين الاستفادة من وقتك:-
أولاً: من أمرك باستغلال وقت فراغك؟ إنه نبي الأمة الذي لا ينطق عن الهوى ومخالفته لا يتعدى أحد الأمور التالية:
إما إنك لا تعرفين قدره.
وإما إنك تستخفين بأقواله - عليه الصلاة والسلام-.
وإما إنك تتهمين في نفسك هذا الدين بالنقص والقصور حيث أنه لا يتناسب مع متطلبات العصر والمكان وفي جميع الأحوال فإنه لا يدل هذا إلا على خلل أو نقص في دينك وإيمانك.
والعطلة والإجازات من أنسب الأوقات لتحسني جوانب الضعف لديك إما بحضور المحاضرات أو سماع الأشرطة الدينية أو قراءة الكتب المفيدة وهذا أيضا يستمر في جميع عمر الإنسان.
أيضاً لا بد لك أن تفكري في نواحي القصور فيك وبشكل جدي حتى تتمكني من إصلاح الخطأ وتعديل الاعوجاج ووقت العمر وزهرته ونشاطه وقت مناسب، لذلك أيضاً يمكنك أن تجعلي النزهة والسفر والخروج عبادة تكسبين بها الأجر وذلك باستحضار النية الصالحة كأن تكثري التأمل في مخلوقات الله أينما ذهبت وحللتº فالتأمل عبادة تثير القلب وتنيره وتبصره.
لا تخرجي للزيارة إلا في إلا وقد استحضرت النية الصالحة كالزيارة لصلة الرحم أوبر الوالدين أو الزيارة للمريض أو المواساة للمسلمين فيكتب بإذن الله ـ تعالى ـ لخروجك حسنات بدلاً من الخروج اليومي بقصد الترفيه فقط.
تعلمي كيف تشكري الله - عز وجل- على نعمه فشكر النعم يزيدها وجحدها يزيلها، فأنت إن نسيت الله في الرخاء نسيك الله في الشدة والبلاء في الدنيا والآخرة.
اقطعي علاقتك بكل ما قد يجرك إلى المعاصي وينسيك ذكر الله.
لم نسمع من قبل أن نبياً أو صحابياً أو داعياً إلى الله - عز وجل - طلب وقت للراحة من جهاد أو طلب علم أو عمل فالمؤمن لا يتوقف ولا يكل وهو يعلم أن هذه دار عمل لا دار كسل وراحة ولهذا فأوقات الراحة لا تعني التعطل عن العمل الجاد الذي ينمي مهارات الإنسان وقدرته في التواصل مع الله - عز وجل- ومع خلقه بقدر ما تعني العمل في ما لم تستطيعي القيام به لانشغالك بعمل آخر.
أيضاً من الوصايا لا تختلقي لنفسك الأعذار بعدم توفر الوقت لديك للقراءة أو لسماع شريط فالهمة أمر لا بد منها وبدونها يضيع الوقت والعمل والنية، وعلى ذلك فإننا نقترح عليك التالي:
* أن تجعلي لك ورداً من القرآن الكريم تداومين عليه وبشكل يومي.
* خصصي لنفسك يومياً ساعة واحدة من أربع وعشرين ساعة تستمعين فيها إلى ما ينفعك عبر شريط أو نحو ذلك.
* اجعلي لنفسك نصيباً من أعمال البيت براً بوالدتك، وكسباً للأجر القائم على خدمة نفسه وخدمة الآخرين له الثواب من الله.
* لا تجعلي ليلك نهاراً أو نهارك ليلاً فإن انقلاب وقتك بهذا الشكل دلالة على المقت وغضب الله - عز وجل-.
* استيقظي دائماً مبكراً فقد بارك الله لهذه الأمة في بكورها.
* لتتحركي يومياً لله بما تسمح به ظروفك كزيارة مريض أو صلة رحم أو قضاء حاجة لأخت لك في الله أو أي أمر من الأمور التي تستحضرين فيها النية من العبادات.
* صومي الأيام البيض ويوم الخميس والاثنين.
* لا تكثري الكلام فيما لا يفيد سواء في الهاتف أو في البيت فهذا من أسباب قسوة القلب.
* اجعلي وقتاً تجلسين فيه مع أفراد أسرتك ولا تحاولي العيش بعيدة منعزلة عنهم إلا في الأوقات التي تريدين الخلوة فيها بربك والمهم أن هناك كثير من الأمور التي يجب عليك القيام بها.
* كوني فطنة في وضع الخطط بما يتناسب مع الظروف والاحتياجات و الأولويات.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد