متى تنتهي الإجازة الصيفية ؟!


بسم الله الرحمن الرحيم  

ما تلبث الإجازة الصيفية أن تبدأ إلا وتصرخ بعض الأمهات في وجوه أولادهن: "متى تنتهي الإجازة الصيفية؟!.. متى تعودوا إلى المدرسة وأرتاح مما أنا فيه؟! " فالأم تود أن ترى ابنها مهذَّبًا، إذ جلس في البيت لا يتحرك من مكانه ولا يمدٌّ يده إلى شيءٍ,.

 

والطفل لديه جهد فائض، يريد أن ينطلق ويلعب ويمرح، ويستفسر عما يدور حوله، وبدلاً من مصادرة طاقاته ووقف إمكانياته، علينا استغلال هذا الجهد الفائض، وتوجيهه فيما يفيد الطفل في الحاضر والمستقبل، فاللعب يشكِّل جانبًا هامًّا في حياة الطفل الصغير حتى السابعة وما بعدها، فالجهد الفائض يمكن أن يصرف بعضه على الأقل في اللعب، فاللعب بالنسبة للصغير مجال واسع للتربية وللتوجيه وتنمية القدرات والمواهب، ولا بد أولاً من أن يستمتع الطفل بقسطٍ, وافرٍ, من اللعب غير المخطَّط وِفق هواه، ودون قيود ما دامت الألعاب آمنةً ولا أخطارَ فيها.

 

إلى جانب ترغيبه في أنواع اللعب التي نراها مفيدةً له، أو الموصوفة في الكتب المتخصصة، ومتابعته من بعيد حتى لا يمل صورة الإلزام والمراقبةº لأن تحويل اللعب إلى جد يفسد طعمه، ويجعله يزهد اللعب ويكرهه، ويمكننا إلى جانب اللعب تشجيعُه على أداء أعمال معينة، كتكليفه بترتيب أشيائه، وتنظيم حجرته، فهنا عمل ذو هدف مزدوج، إذ يستنفذ طاقته، وفي نفس الوقت يربي فيه عادةً طيبة، ويمكنك أيضًا تشجيعه على مشاركتك في الأعمال النافعة، التي تزرع في نفسه الثقة، وتعوده الاعتماد على النفس.

 

فلا يبقى له جهدٌ يصرفه فيما يزعج الآخرين، أو يفسد في المنزل، وليس معنى هذا إنهاك الطفل بالعملº بحجة استنفاد الفائض من طاقته، فاللهو والمرح عالمه الأصيل الذي لا ينبغي إفساده بالعمل- بمعناه الجاد- إلا بعد سنِّ معينة في السبع الثانية من عمره، ولا ننسى أن إرهاقه بدنيًّا أو عصبيًّا يضرٌّ نموَّه الطبيعي ويؤثِّر على صحته.. كما أوصى النبي- صلى الله عليه وسلم - بأن نلاعِبَه سبعًا ونؤدبه سبعًا ونصاحبه سبعًا.

 

ويمكنك تخصيص هامش محدود للزيارات المختلفة للمتاحف والمصانع والمعالم السياحية والصناعية والزراعية، وكذلك عمل مسابقات داخل المنزل، وتخصص جوائز لها، كالقراءة، وحفظ القرآن، وحفظ الأحاديث النبوية الشريفة، ومن المفيد أيضًا تنمية علاقات الطفل الاجتماعية بأقاربه وأصدقائه، الذين نشارك في اختيارهم بشكل غير مباشر.

 

ويمكن أن نراقبه مراقبةً ذكية ورقيقة لميلوه وتصرفاتهº لاكتشاف هوايته، وتقديم الوسائل التي تنميها، سواءٌ بالقراءة أو بصحبته إلى رحلات إلى مجالات هذه الموهبة، ونحكي له قصص بعض المخترعين، ونهتم بالملاحظات غير الطبيعية التي يبديها، فقد تكون بدايةَ ابتكار هامٍّ,، ولا نسخر من فكرة عادية طرحها.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply