التوازن في قضاء الإجازة


 

بسم الله الرحمن الرحيم


كثير من الناس يقضي الإجازة في نشاطات متعددة ومختلفة مصداقا لقوله تعالى : ( إن سعيكم لشتى ) لكن القليل ممن خلقهم الله هم الموفقون للانتفاع بأوقاتهم في الإجازات ، والإجازة لديهم قطعة من العمر يسعون لتحقيق الغاية من خلقهم وهي العبودية لله تعالى. ولما كان الانسان قد خلق من جسد وروح ºكان التوازن في تلبية حاجات الجسد والروح مطلبا تتحق من خلاله سعادة الانسان في الدنيا والآخرة . وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على النفر الثلاثة الذين رغبوا عن سنته في العيش بتوازن : انكر عمن رغب عن الزواج او النوم أو الإفطار . وأخذ هذا المنهج عنه صحابته الكرام رضي الله عنهم اجمعين ، فقدعاب عمر رضي الله عنه عمن جلس في المسجد تاركا أخاه يقوم على شؤونه. إن التوازن في قضاء الإجازة مطلب لتحقيق أمر الله : ( فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب ) وتكون الرغبة إلى الله فيما شرعه سبحانه وتعالى من تحقيق العبودية. وتتحقق العبودية لله في قضاء الإجازة في ثلاثة مجالات: 1 ـ القيام بحقوق الله : وذلك يتحقيق التوحيد بربوبيته و ألوهيته وأسمائه وصفاته اعتقادا وقولا وعملا. واداء ما افترض الله من الصلاة و الصيام والزكاة والحج ، وما لايتحقق اداءه فرضا في الإجازة فليشرع المؤمن التقرب إلى الله بالنوافل من جنسه ، فنافلة الحج العمرة ونافلة الزكاة الصدقة ونافلة رمضان صوم التطوع كصيام ثلاثة أيام من كل شهر. 2 ـ القيام بحقوق النفس : كالسعي في زيادة الدخل والسفر والقراءة والحصول على شهادة دراسية وتعلم المهارات وممارسة الرياضة والعناية بصحة البدن. 3 ـ القيام بحقوق العباد: من البر بالوالدين و تحقيق مطالب الزوجة والأولاد وصلة الرحم وبذل النصيحة لعامة المؤمنين وخاصتهم و التواصل مع الجيران و حسن العهد بالأصداقاء. هذه المجالات الثلاثة أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أبا الدرادء فقال : ( إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه ).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply