بسم الله الرحمن الرحيم
تقول السيدة عائشة - رضي الله عنها -: ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم -استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان وفي رواية للإمام البخاري كان يصوم شعبان كله.
يقول عبدالله بن المبارك: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستكمل صيام شعبان وإن كان يصوم أكثره، فما الحكمة من اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصيام في شعبان قبل رمضان؟ هي الاستعداد لصيام رمضان فيكون شهر شعبان بمثابة التدريب العملي لرمضان، ومن التدريب العملي في شعبان استعداداً لرمضان يقول أنس بن مالك صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا على المصاحف وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان.
وقال الحسن: قال شعبان يا رب جعلتني بين شهرين عظيمين فماذا جعلت لي؟ قال جعلت فيك قراءة القرآن.
إن الذي يتعود على المحافظة على ورده في شعبان سيحافظ عليه في رمضان، وقد سُئل أحد الصالحين عن المسلم يبدأ بقراءة القرآن بعد طول غياب فيثقل عليه فقال: عليه أن يقاوم هذا الشعور، فانطلق السائل ثم عاد فقال: "العجيب أنني بعد حوالي ربعين من القرآن استمرت بي الرغبة في القراءة فلم يعاودني ذلك الشعور".
في شعبان لاستقبال رمضان يكون أيضاً بالدعاء، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" ولذلك يتواصى المسلم مع أسرته بالصيام في شعبان أكثر وقت ممكن، فإن عجز يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع ومن لم يستطيع فعليه بثلاثة أيام البيض.
الاهتمام بإظهار المحبة والمودة والفرح بين جميع الأسرة بعضهم مع بعض وإظهار المودة والمحبة للجيران وللأرحام والاهتمام بالسؤال عن الجميع والإلحاح في الدعاء أن يعينهم الله على صيام رمضان كاملاً وأن يستقبل هلاله "اللهم أهله علينا بالأمن والأمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله هلال رشد وخير" حديث حسن رواه الترمذي.
يقول - صلى الله عليه وسلم -: "قد أتاكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم أجرها قد حرم"، وفي رواية "ينادي منادي من قبل الحق- تبارك وتعالى -يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر" اللهم أهله علينا وعلى جميع المسلمين المغلوبين على أمرهم بالأمن والإيمان والسلام والإسلام ربي وربك الله هلال خير ورشد.
أما ما يفعله بعض المسلمين من احتفاء بليلة النصف من شعبان وترديد دعاء لا أصل له وتخصيص يوم نصف شعبان بصيام، فهذا أمر لم يرد فيه توجيهات نبوية صحيحة، فهو يوم مثل أيام شعبان.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد