بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المسلم... أختي المسلمة: لما كان المحرم أول شهور العام وبه يبدأ العبد صفحة جديدة من سجل أعماله ناسب أن يبدأ صفحته بعمل جليل وهو الصوم وأفضل المحرم عاشوراء. وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم وردت فيه الأحاديث الكثيرة ذات الأجور العظيمة فقد ورد الأمر به والحث عليه وثواب صومه وانه من الأيام الفاضلة.
فضائل عاشوراء:
1- إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر أهل المدينة بصيامه أرسل الصحابة ينادون بذلك بل لقد صامه صغار الصحابة وصبيانهم..
فعن الربيع بن معوذ بن عفراء قالت: (أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صبيحة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه قالت: وكنا نصومه بعد ذلك ونصوم صبياننا الصغار ونجعل لهم اللعبة من العهن ونذهب بهم إلي المسجد فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك، حتى يكون عند الإفطار) متفق عليه.
2- إن صيام عاشوراء يكفر الخطايا والذنوب لسنة كاملة إذا اجتنبت الكبائر.. فعن أبى قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما سئل عن صوم عاشوراء (يكفر السنة الماضية) رواه مسلم
3- إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتوخى صيامه ويتحرى فضله ويطلب أجره.. فعن ابن العباس - رضي الله عنه - قال: ما علمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحرى صيام يوم يلتمس فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وشهر رمضان) متفق عليه
لصيام عاشوراء مراتب أربعة هي:
1- صوم التاسع والعاشر والإحدى عشر وهي أفضل المراتب وأكملها.
2- صوم التاسع والعاشر وهي المرتبة الثانية.
3- صوم التاسع والعاشر أو العاشر والإحدى عشر.
4- صوم العاشر وهو أقل المراتب الأربعة وأدناها.
من المخالفات في عاشوراء:
لقد أحدث الناس أمورا في عاشوراء مخالفة لهدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها:
1- التوسعة على العيال و الأهل في يوم عاشوراء، فقد ورد فيه حديث لا يصح.
2- الاكتحال يوم عاشوراء، ورد فيه أحاديث موضوعة.
3- طبخ الحبوب و الأطعمة يوم عاشوراء، فلم يرد فيه اثر صحيح.
4- اتخاذ عاشوراء مأتما وموسم حزن وبكاء ونحو ذلك، وهو من اختراع الشيعة الروافض في الدولة الفاطمية يدعون ذلك محبة للحسين بزعمهم الذي قتل في عاشوراء، وهو مخالف لسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
5-اختراع أذكار وادعيه مبتدعة في يوم عاشوراء، ولم يثبت ذلك عن المعصوم - عليه الصلاة والسلام -.
6-إحداث صلوات خاصة في عاشوراء، وهو من البدع المحدثة في الدين.
7-تأخير إخراج زكاة المال إلي عاشوراء وعدم إخراجها في وقتها مع أن الله - عز وجل - يقول: (وآتوا حقه يوم حصاده).
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله -: وأما سائر الأمور مثل: اتخاذ طعام خارج عن العادة أما حبوب وأما غير حبوب أو تجديد لباس أو توسيع نفقة أو شراء حوائج العام ذلك اليوم أو فعل عبادة مختصة به أو قصد الذبح أو ادخار لحوم الأضاحي ليطبخ بها الحبوب أو الاكتحال أو الاختصاب أو الاغتسال أو التصافح أو التزاور أو زيارة المساجد أو المشاهد ونحو ذلك فهذا من البدع المنكرة التي لم يسنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا خلفاؤه الراشدون ولا أستحبها أحد من أئمة المسلمين.. وان كان بعض المتأخرين من إتباع الأئمة قد كانوا يأمرون ببعض ذلك ويوردون في ذلك أحاديث وآثار ويقولون إن بعض ذلك صحيح فهم مخطئون غالطون بلا ريب عند أهل المعرفة بحقائق الأمور.
ختاماً أخي المسلم: أسال الله - عز وجل - أن يوفقنا وإياك للاعتصام بالسنة وترك المخالفة و البدعة وان يرزقنا صوم عاشوراء انه ولي ذلك والقادر عليه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد