وقفة أمام دارِ الخلافة

4.5k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

سَهِرتُ و مَاليَ لا أسهرُ؟ *** ومن مُقلتيَّ جرَت أنهُرُ

وفي ناظريَّ صُدُودُ الحبيبِ *** وفي مَسمَعَيَّ شَجَىً أكبرُ

أبغدادُ واصطفّتِ الذّكرياتُ *** وريحُ العَبيرِ بدا يُنشَرُ

وطَافَت تباريحُ عهدٍ, مضى *** أكلُّ عهُودِ الهوَى تقصُرُ؟

سقى اللهُ عهدَ الهَوَى كلّما *** سما عزةً مجدك المبهـرُ

أبغدادُ كنتِ مَزارَ القلُوبِ *** وكنتِ رُبى الحَقِّ إذ تُزهِرُ

وكنتِ أغاريدَ أيامِنـا *** وكنتِ الهوَى والهوَى يأسِرُ

وتَاهَت ببَابِكِ حرفِي الحزينُ *** فما تحتويكِ هنا الأسطُرُ

أبغدادُ ذا شَاطئُ الذّكرياتِ *** وبحرٌ بلُؤلُؤِكِ يزخَرُ

سَلَبتِ من القلب تيجَانَهُ *** وإنّ الوفَاءَ له قَيصرُ

وتـَـاهَت من الشّعرِ ألحانُهُ *** وألحَانُ شعرِكِ كم تُسكِرُ

أبغدادُ أين جُيُوشُ الرّشيـدِ؟ *** وأين الأسُوُدُ ألا تزأرُ؟

وأين ابن حنبلَ يروي الحَديثَ؟ *** وأين الرَّصَافةُ لا تُذكَرُ؟

وأينَ عُيونُ المها؟ ما لها *** ببؤسٍ, تُجيبُ ولا تَسحَرُ

وأين الرّبابُ على رافِدَيك؟ *** وأينَ رِداءُ النّدَى الأخضرُ؟

أبغدادُ هذي جيُوشُ الصَّلِيبِ *** تُبينُ لِحِقدٍ, ولا تَستُرُ

وتبغي بأرضِك في كُلِّ سَاحٍ, *** فتَقتُلُ هَذَا وذَا تأسرُ

أبغدادُ يا عِزَّة المؤمنينَ *** ويا مَوطِنَ الفَخرِ إذ يُذكَرُ

نراكِ تُذيقينَهم عَلقَماً *** وعِرقُ الإبَا نازِفٌ أحمرُ

تزُفِّينَ من فَلَذَاتِ الكُبُودِ *** لِيُمحَى زمَانُ الرّدى الأغبَرُ

ويُسرَجُ نحوَ طَريقِ الصٌّمُودِ *** أصِيلُ الخُطَى سَابِحٌ أشقَرُ

فنشهدُ أنوارَ فجرٍ, قريبٍ, *** يَمنٌّ به القَاهرُ الأَكبَرُ


أضف تعليق