أوَّاهُ أوَّاهُ يَا كَابُولُ فَانتَظِمِ
فَقَد بَغَتهَا جُيُوشُ الغَدرِ قَاطِبَةً
فَثِب هَصُوراً وَلا تَحفِل بِمَن جَفَلُوا
وَلا تَخَفهُمº فَإنَّ اللَّهَ جَامِعُنَا
وَلا تَخَفهُم فَإنَّ العُمرَ مَرجِعُهُ
سَتُشرِقُ الشَّمسُ يَا كَابُولُ سَاطِعَةً،
وَيُسرِعُ النَّصرُ خَلفَ النَّصرِ يَتبَعُهُ
سَلُوا الكِرِملِنَ مَن أَطفَا قَنَادِلَهُ
أَلَيسَ كَابُولُ قَد قَضَّت مَضَاجِعَهُ
وَأَرسَفَتهُ وَقَد كَانَت بَيَارِقُهُ
يَا بُؤسَ قَومٍ, طَغَوا فِي الأَرضِ وَانتَشَرُوا
يَبغِي التَشَفِّي مِنَ الحَقِّ الَّذِي غَلَبَت
مِن كُلِّ صَوبٍ, أَطَلَّ الزَّيفُ وَانتَشَرَت
هَا قَد تَدَاعَت جُمُوعُ الغَدرِ يَدفَعُهَا
لَو كَانَ يُحفِظُهَا فَردٌ لَمَا حَشَدَت
لَكِنَّهُ صَلَفٌ فِي القَلبِ مُنجَدِلٌ
اللَّهُ أَكبَرُ مَا مِن غَالِبٍ, أَبَداً
وَالمُؤمِنُونَ به والسَّائِرُونَ عَلَى
سَيُهزَمُ الجَمعُ مَهمَا طَارَ طَائِرُهُم
وَيُكشَفُ الكَذِبُ المَعسُولُ أَجمَعُهُ
فِي سِلكِ قَومٍ, وُفَاةِ العَهدِ وَالذِّمَمِ
مَا بَينَ مُغتَبِطٍ, مِنهُم وَمُنتَقِمِ
عَنِ الطَّرِيقِ وَلَم يُصغُوا لِمُعتَصِمِ
يَومَ الحِسَابِ غَداً فِي مَحفِلٍ, أَزِمِ
لِوَاهِبِ العُمرِ لا لِلنَّبلِ وَالهَرَمِ
مَن مِثلُ كَابُولَ مَهدِ العِزِّ وَالشَّمَمِ؟
وَيُدحَرُ القَهرُ مِن رَحضٍ, إلَى قِمَمِ
فَصَارَ ذِكرَى ذَمِيمَ الصِّيتِ وَالقِيَمِ
وَأَلقَمَتهُ زُؤَاماً رَاسِخَ القَدَمِ؟
خَفَّاقَةً فِي دِيَارِ العُربِ والعَجَمِ
بِجَيشِ حِقدٍ, وَجَمعٍ, غَيرِ مُنسَجِمِ
آيَاتُهُ الزٌّهرُ أَهلَ الظٌّلمِ وَالظٌّلَمِ
فِي الأَرضِ حُمَّى جُنُونِ الكُفرِ وَالبُهُمِ
حِقدٌ دَفِينٌ وَغَيظٌ غَيرُ مُنفَطِمِ
هَذِي الحُشُودَ وَلَم تُهرِق بِحَارَ دَمِ
حِقدُ الصَّلِيبِ وَما يُزجِيهِ مِن ضَرَمِ
إلاَّ المُعَلِّمُ بالوَحيَينِ وَالَقَلَمِ
نَهجِ السَّخِيِّينَ بِالأَموَالِ وَاللِّمَمِ
وَحَوَّطُوهُ بِزَيفِ القَولِ وَالحِكَمِ
وَيُفرَزُ السٌّمٌّ عَمَّا شِيبَ مِن دَسَمِ