بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
أما بعد: أيها الناس نسأل الله - عز وجل -، بأسمائه الحسنى وصفاته العلى. أن يحفظ هذه البلاد، وجميع بلاد المسلمين من الزلازل والمحن، وسوء الفتنة ما ظهر منها وما بطن. كما نسأله - عز وجل -، أن يجعل، ما نرى وما نسمع، عبره لنا. ولغيرنا، ولا يرينا أو يسمعنا أي مكروه في أي بلاد المسلمين.
عباد الله، إن هذه الأرض، التي نعيش عليها. من نعم الله الكبرى علينا، فإن الله - سبحانه وتعالى - قد مكننا من هذه الأرض، نعيش على ظهرها، وندفن موتانا في باطنها، قال - تعالى -: "أَلَم نَجعَلِ الأَرضَ كِفَاتاً أَحيَاء وأمواتاً" [المرسلات: 25، 26]، وقال - تعالى -: "مِنهَا خَلَقنَـٰكُم وَفِيهَا نُعِيدُكُم وَمِنهَا نُخرِجُكُم تَارَةً أُخرَى"ٰ [طه: 55]، وقال - تعالى -: "فِيهَا تَحيَونَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنهَا تُخرَجُونَ" [الأعراف: 25]، وقال - تعالى -: "وَلَقَد مَكَّنَّـٰكُم فِى الأرضِ وَجَعَلنَا لَكُم فِيهَا مَعَـٰيِشَ قَلِيلاً مَّا تَشكُرُونَ" [الأعراف: 10]، وقال: "هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ ذَلُولاً فَامشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رّزقِهِ وَإِلَيهِ النٌّشُورُ" [الملك: 15]، والآيات في هذا كثيرة.
ومن رحمته جل وعزّ أن أودع في هذه الأرض كل ما يحتاجه الخلق الذين يعيشون على ظهرها، فبارك فيها وقدر فيها أقواتها.
ثم - سبحانه وتعالى - جعلها ثابتة مستقرة لا تتحرك وأرساها بالجبال، حتى نتمكن من البناء عليها والعيش على ظهرها، وفي بعض الأحيان، يجعل الله - عز وجل - هذه الأرض، جنداً من جنوده، فتتحرك وتميد ويحصل الزلازل المدمرة، تخويفاً للعباد، وتأديباً للبعض الآخر، وما يعلم جنود ربك إلا هو، وما هي إلا ذكرى للبشر.
إننا معاشر الأحبة في نعمة من الله تامة، أمن في أوطاننا، وصحة في أبداننا ووفرة في أموالنا، وبصيرة في ديننا فماذا أديتم من شكر الله الواجب عليكم، فإن الله وعد من شكره بالمزيد، وتوعد من كفر بنعمته بالعذاب الشديد "وَإِذ تَأَذَّنَ رَبٌّكُم لَئِن شَكَرتُم لازِيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ" [إبراهيم: 7]، إن الله - سبحانه وتعالى - يري عباده من آياته ليعتبروا ويتوبوا، فالسعيد من تنبه وتاب، والشقي من غفل واستمر على المعاصي ولم ينتفع بالآيات، كم نسمع من الحوادث ونشاهد من العبر، حروب في البلاد المجاورة أتلفت أمماً كثيرة وشردت البقية عن ديارهم، أيتمت أطفالاً وأرملت نساءً، وأفقرت أغنياء وأذلت أعزاء، ولا تزال تتوقد نارها، ويتطاير شرارها على من حولهم، وغير الحروب هناك كوارث ينزلها الله بالناس كالعواصف والأعاصير التي تجتاح الأقاليم والمراكب في البحار، كالفيضانات التي تغرق القرى والزروع، وهناك حوادث السير في البر والبحر والجو والتي ينجم عنها موت الجماعات من الناس في لحظة واحدة، وهناك الأمراض الفتاكة المستعصية التي تهدد البشر وهناك الزلازل، كل ذلك يخوف الله به عباده، ويريهم بعض قوته وقدرته عليهم، ويعرفهم بضعفهم ويذكرهم بذنوبهم، فهل اعتبرنا؟ هل تذكرنا؟ هل غيرنا من أحوالنا؟ هل تاب المتكاسل العاصي عن الصلاة فحافظ على الجمع والجماعات؟، هل تاب المرابي والمرتشي والذي يغش في المعاملات؟، هل أصلحنا أنفسنا وطهرنا بيوتنا من المفاسد؟ إن شيئاً من هذه الأحوال لم يتغير ـ إلا من شاء الله بل إن الشر يزيد ـ وإننا نخشى من العقوبة المهلكة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإن الله - تعالى -يقول: "كَدَأبِ ءالِ فِرعَونَ وَالَّذِينَ مِن قَبلِهِم كَفَرُوا بِآيَـٰتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِم إِنَّ اللَّهَ قَوِىُّ شَدِيدُ العِقَابِ ذٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَم يَكُ مُغَيّراً نّعمَةً أَنعَمَهَا عَلَىٰ قَومٍ, حَتَّىٰ يُغَيّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" [الأنفال: 52، 53].
إن الله - سبحانه - توعد الذين لا يتعظون بالمصائب ولا تؤثر فيهم النوازل فيتوبون من ذنوبهم، توعدهم بأن يستدرجهم بالنعم ثم يأخذها على غرة ويقطع دابرهم، قال - تعالى -: "وَلَقَد أَرسَلنَا إِلَىٰ أُمَمٍ, مّن قَبلِكَ فَأَخَذنَـٰهُم بِالبَأسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعُونَ فَلَولا إِذ جَاءهُم بَأسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَـٰكِن قَسَت قُلُوبُهُم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَـٰنُ مَا كَانُواّ يَعمَلُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكّرُوا بِهِ فَتَحنَا عَلَيهِم أَبوَابَ كُلّ شَىء حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذنَـٰهُم بَغتَةً فَإِذَا هُم مٌّبلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ القَومِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالحَمدُ للَّهِ رَبّ العَـٰلَمِينَ" [الأنعام: 42-45]، عن عقبة بن عامر عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج)) ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكّرُوا بِهِ فَتَحنَا عَلَيهِم أَبوَابَ كُلّ شَىء حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذنَـٰهُم بَغتَةً فَإِذَا هُم مٌّبلِسُونَ" [الأنعام: 44]، رواه الإمام أحمد.
أيها المسلمون، إنه والله يخشى علينا اليوم الوقوع في مثل هذا، معاصينا تزيد، ونعم الله تتكاثر علينا، فاتقوا الله عباد الله واحذروا نقمة الله التي حلت بمن قبلكم ومن حولكم أن تحل بكم، الدنيا لدينا معمورة، والمساجد مهجورة، ليس لدينا تقصير في الدنيا، لكن التقصير في الدين.
عباد الله، وقبل ثلاث سنوات حصل زلزال في مصر وها نحن نسمع الآن عن زلزال في تبوك وما حولها، لقد كثر وقوع الزلازل المروعة التي تدمر العمران وتهلك الإنسان، وقد تتابع ذلك.
في سنين متقاربة، حدث زلزال عظيم في الجزائر، ثم أعقبه زلزال عظيم في إيطاليا، ثم أعقبه زلزال عظيم في اليمن، ثم أعقبه زلزال عظيم في المكسيك وها نحن اليوم نسمع عن زلزال مصر وقد دُمر في هذه الزلازل مدن بأكملها وهلك فيها ألوف من البشر وشرد فيها مئات الألوف من مساكنهم. مما تسمعون أخباره المروعة ويشاهد الكثير منكم صوره المفزعة تعرض على شاشة التلفاز، وهذه الزلازل لا شك أنها عقوبات على ما يرتكبه العباد من الكفر والمعاصي والمخالفات. كما قال بعض السلف لما زلزلت الأرض، إن ربكم يستعتبكم.
ولما وقع زلزال بالمدينة في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، قام فيهم خطيباً ووعظهم وقال: (لئن عادت لا أساكنكم فيها).
لعلم عمر بأن ما حصل هذا إلا بسبب ذنوب الناس، وأن هذا تهديد وعقوبة من الله - عز وجل -، إن في الزلازل عبراً وعظات لأولي الألباب، ودلالة على قدرة الله الباهرة، حيث يأذن لهذه الأرض أن تتحرك بضع ثوان أو دقائق فينتج عن ذلك هذا الدمار وهذا الهلاك وهذا الرعب، لعل الناس يتوبون إلى ربهم ويستغفرون من ذنوبهم. لأن هذا ما حدث إلا بسبب كفرهم ومعاصيهم. ويكثر هذا في آخر الزمان، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والبخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل وتظهر الفتن ويكثر الهرج)). قيل الهرج؟ أي ما هو يا رسول الله؟ قال: ((القتل القتل)) وروى الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا اتخذ الفيء دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، وتعلم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته وعقّ أمه وأدنى صديقه وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراء وزلزلة وخسفاً ومسخاً وقذفاً وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع)) بيّن - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث أنه عندما تحدث هذه الجرائم في آخر الزمان فإنها ستقع عليهم العقوبات المتتابعة ومنها الزلازل؟ وقد رأيتم مصداق ذلك بما تكرر من حدوث هذه الزلازل المروعة، وقد يقول بعض المتحذلقين من الجغرافيين والعلمانيين: هذه الزلازل ظواهر طبيعية. لها أسباب معروفة. لا علاقة بها بأفعال الناس ومعاصيهم كما يجرى ذلك على ألسنة بعض الصحفيين والإعلاميين. حتى صار الناس لا يخافون عند حدوثها، ولا يعتبرون بها. كما يقول أشباههم من قبل عندما تصيبهم الكوارث والنكبات: "قَد مَسَّ ءابَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء" [الأعراف: 95]، فيعتبرون ذلك حالة طبيعية وليست عقوبات لهم فيستمرون على غيهم وبغيهم، ولا يتوبون من ذنوبهم، والذي نقوله لهؤلاء المتحذلقين إن الكتاب والسنة يدلان على أن هذه الزلازل كغيرها من الكوارث إنما تصيب العباد بسبب ذنوبهم، وكونها تقع لأسباب معروفة لا يخرجها عن كونها مقدرة من الله - سبحانه - على العباد لذنوبهم، فهو مسبب الأسباب وخالق السبب والمسبب اللَّهُ "خَـٰلِقُ كُـلّ شَىء وَهُوَ عَلَىٰ كُلّ شَىء وَكِيلٌ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَـٰوٰتِ وَالأرضِ" [الزمر: 62، 63].
فإذا أراد الله شيئاً أوجد سببه ورتب عليه نتيجته. كما قال - تعالى -: "وَإِذَا أَرَدنَا أَن نٌّهلِكَ قَريَةً أَمَرنَا مُترَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرنَاهَا تَدمِيرًا" [الإسراء: 16]، فاتقوا الله عباد الله واعتبروا بما يجري حولكم وبينكم وتوبوا إلى ربكم وتذكروا قول الله - تعالى -: "قُل هُوَ القَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبعَثَ عَلَيكُم عَذَاباً مّن فَوقِكُم أَو مِن تَحتِ أَرجُلِكُم أَو يَلبِسَكُم شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ, انظُر كَيفَ نُصَرّفُ الايَـٰتِ لَعَلَّهُم يَفقَهُونَ وَكَذَّبَ بِهِ قَومُكَ وَهُوَ الحَقٌّ قُل لَّستُ عَلَيكُم بِوَكِيلٍ, لّكُلّ نَبَإٍ, مٌّستَقَرُّ وَسَوفَ تَعلَمُونَ" [الأنعام: 65-67].
بارك الله لي ولكم فى القرآن العظيم...
الخطبة الثانية:
أما بعد: أيها الناس اتقوا الله وتوبوا إليه من ذنوبكم قبل أن يحل بكم ما حل بغيركم من العقوبات.نعم إن ما يحدث في الأرض اليوم من الزلازل المدمرة، والأعاصير القاصفة والحروب الطاحنة، والمجاعات المهلكة، والأمراض الفتاكة وحوادث المراكب البرية والبحرية والجوية التي يذهب فيها الأعداد الكبيرة من البشر، وتسلط قطاع الطرق ومختطفي الطائرات، وسطو اللصوص، كل ذلك يحدث بسبب الذنوب والمعاصي كما قال - تعالى -: "وَمَا أَصَـٰبَكُم مّن مٌّصِيبَةٍ, فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ," [الشورى: 30]، وقال - تعالى -: "وَكَذٰلِكَ نُوَلّى بَعضَ الظَّـٰلِمِينَ بَعضاً بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ" [الأنعام: 129]، وإنه يحدث منا من الذنوب والمعاصي مالا يحصى، ومنه ما هو كفر كترك الصلوات المفروضة، وما هو من الكبائر الموبقة كأكل الربا، والرشوة، وتبرج النساء وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفعل الفواحش وغير ذلك مما نتخوف منه نزول العقوبة صباحاً ومساءً، كما قال - تعالى -: "أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيّئَاتِ أَن يَخسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأرضَ أَو يَأتِيَهُمُ العَذَابُ مِن حَيثُ لاَ يَشعُرُونَ أَو يَأخُذَهُم فِي تَقَلٌّبِهِم فَمَا هُم بِمُعجِزِينَ" [النحل: 45، 46].
تركت الصلوات، وأهملت الواجبات، ضعف الخوف من الله في قلوب الناس، تغيرت أخلاقنا، سلوكنا، بيوتنا أصبحت شبهه. هل اعتبرنا يا عباد الله بما يحدث، هل غيرنا من حالنا من سيئ إلى حسن، إننا على كثرة ما نسمع ونقرأ أو نرى بأعيننا من الحوادث المروعة والعقوبات الشديدة لا يزال الكثير منا مصراً على معاصيه من أكل الحرام وترك الصلاة وهجر المساجد وفعل المنكرات حتى أصبح كثير من البيوت أوكاراً للفسقة والعصاة والتاركين للصلاة. ولا ينكر عليهم صاحب البيت ولا جيرانه ولا من يعلم بحالهم. وفي الحديث: ((إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)).
ترون الشوارع والبيوت ملأى بالرجال. وترون المساجد وقت الصلاة فارغة منهم، لا يؤمها إلا القليل وفى فتور وكسل. والذي يصلي منهم لا ينكر على من لا يصلي من أهل بيته وجيرانه ومن يمر بهم في طريقه إلى المسجد، ما الذي أمات الغيرة في قلوب الناس إنه ضعف الإيمان، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).
عباد الله، تخيلوا الفجيعة التي حصلت بما سمعنا من زلزال العقبة وكم من الناس قد تأثر. كل هذا بسبب زلزال بسيط، في بقعة محددة من الأرض.
فماذا يحصل لو وقع الزلازل في الأرض كلها تخيلوا أن زلزالاً بالأرض وسيحصل هذا، هل عملتم. وأخذتم حسابكم واحتياطاتكم للزلزال الأكبر الذي سيضرب الأرض كلها، لا العقبة وحدها ولا الجزيرة وحدها، ولا قارة آسيا أو إفريقيا، لكنه زلزال عظيم، سيصيب جميع الأرض.
"إِذَا زُلزِلَتِ الارضُ زِلزَالَهَا وَأَخرَجَتِ الارضُ أَثقَالَهَا وَقَالَ الإِنسَـٰنُ مَا لَهَا يَومَئِذٍ, تُحَدّثُ أَخبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوحَىٰ لَهَا يَومَئِذٍ, يَصدُرُ النَّاسُ أَشتَاتاً لّيُرَوا أَعمَـٰلَهُم فَمَن يَعمَل مِثقَالَ ذَرَّةٍ, خَيراً يَرَهُ وَمَن يَعـمَل مِثقَالَ ذَرَّةٍ, شَرّاً يَرَهُ" [سورة الزلزلة].
ماذا عملنا، أو ماذا سنعمل لذلك الزلزال. الزلزال الأكبر، الذي يكشف بعده كل شيء، والذي سينفضح بعده كل مجرم، عملت كذا في يوم كذا، وعملت كذا، وعملت كذا في يوم كذا، فنسأل الله - عز وجل - أن يرحمنا برحمته.
ثم اعلموا رحمكم الله، وتذكروا ما يحل بالناس من العقوبات في الدنيا، وإذا كان شديداً فهو أخف من عذاب الآخرة، قال - تعالى -: "وَلَنُذِيقَنَّهُم مّنَ العَذَابِ الادنَىٰ دُونَ العَذَابِ الاكبَرِ لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ" [السجدة: 21]، فاتقوا الله عباد الله فى أنفسكم وتوبوا من ذنوبكم وقوموا على أولادكم وأهليكم، وأنقذوا أنفسكم وأنقذوهم من عذاب الله، كما قال - تعالى -: "يٰأَيٌّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ عَلَيهَا مَلَـئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُم وَيَفعَلُونَ مَا يُؤمَرُونَ" [التحريم: 6].
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد