100 ألف قتيل في إندونيسا وحدها و13 ألفاً في سريلانكا كارثة شرق آسيا..أغلب الضحايا مسلمون


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الكارثة الإنسانية التي أصابت 12 دولة آسيوية..والناجمة عن أمواج تسونامي التي سببها زلزال سومطرة وأدت إلى مقتل 200 ألف إنسان حتى الآن، عدا المفقودين أكثر من تضرر منها هم المسلمون.

فست دول من التي تضررت من الزلزال هي دول إسلامية، كما أن الدول الباقية لا تخلو من أقليات إسلامية ضخمةº إن لم تكن في بعضها تسكن الأقاليم التي ضربتها الأمواج العاتية التي لم يسبق لها مثيل. أما عن عدد الضحايا أنفسهم فنسبة المسلمين فيهم لا تقل بأي حال من الأحوال عن 70 % من القتلى والمفقودين.

فأكثر المتضررين هم مسلمي إندونيسيا وسريلانكا، وهما الدولتان اللتان فقدتا أكبر عدد من الضحايا في الزلزال والأمواج العاتية.

فإقليم آتشيه الإندونيسي المسلم وحده فقد تقريباً ربع سكانه، ووصل عدد الضحايا فيه إلى 100 ألف قتيل، إضافة إلى آلاف المفقودين ودمر 80 % من مدينة ميولابوه في الساحل الغربي من الإقليم تماماً.

وفي سريلانكا التي وصل عدد القتلى بها إلى نحو 30 ألفاً وفقد أكثر من 1، 5 مليون شخص المأوى تعد منطقة أمبارا شرق البلاد من أكثر المناطق تضرراً من تسونامي. فقد قتل الآلاف في هذه المنطقة التي تسكنها أغلبية مسلمة.

يقول الشيخ إنعام الله نصيح الله النظيمي، رئيس مجلس الشورى لمسلمي سيريلانكا: إن عدد القتلى من المسلمين 13 ألفاً، وعدد اللاجئين منهم مائتا ألف، ولحق بالمسلمين ثلث الخسائر في الأرواح والممتلكات، واكتسحت الأمواج أكثر من ثلاثين ألفاً من بيوت وأماكن إقامة المواطنين المسلمين، وخمسة آلاف من المحلات التجارية مع فقد مئات من قوارب الصيد بجانب مساحات واسعة من المزارع.

وحسب التقارير الواردة فإن حوالي 50 قرية يسكنها غالبية مسلمة شرق سريلانكا تضررت ويسكنها ثلث مسلمي سريلانكا، وأصبح أكثر من مائتي ألف من سكان تلك المناطق لاجئين في المساجد والمدارس، ولا يُعرف مصير مئات الصيادين، ودخلت الأمواج الهائجة مستشفى القرية المسلمة "كينييا" في محافظة تيرينكو مالي الشرقية، ولقي عشرات المرضى فيه مصرعهم، مع الممرضات والأطباء والمستخدمين، واكتشفت جثث أكثر من خمسين شخصاً، وجثث أخرى ذهبت مع الفيضانات.

وتزداد المأساة أكثر عندما يتضح أن معظم القتلى هم من الأطفال والنساء والشيوخ الذين لم يستطيعوا الهرب من الفيضان أو السباحة.

 

مشاهد مأساوية:

يقول عبد الرحيم محمد ماهر مسلم سريلانكي يعمل بالكويت: "لقد فقدت 30 شخصاً من أسرتي في الفيضانات الأخيرة.. فقد مات لي 5 من أخواتي المتزوجات وأبناؤهم، فمنزلنا قريب من البحر حيث اندفعت المياه إلى داخله بسرعة لم يستطع معها أخواتي الفرار بأبنائهن، وابتلعت الأمواج كل شيء في المنزل الذي سُوي بالأرض تماماً، ولم يعد أهلي يملكون شيئاً الآن". ويضيف ماهر أن هناك مأساة أخرى يعيشها أحد أقاربه الموجودين بالكويت أيضاً ويعمل بوزارة الأوقاف، حيث فقدت زوجته أشقاءها الأربعة وزوجاتهم وأبناءهم، أما أخوها الخامس فهو يعمل بدولة الإمارات، ومات ابنه في الفيضان الأخير عمره تسعة أشهر وما زالت زوجته في المستشفى تعاني من أثار الفيضان وفي حالة صحية حرجة".

ويضيف ماهر أن ما يزيد الأمر صعوبة هطول الأمطار بعد انحسار الفيضان، فأغرقت البلدة كلها مرة أخرى.

وفي الهند تقول مصادر حكومية إن 1000 طفل قتلوا بعد أن لجؤوا إلى مدرسة في محافظة تاميل نادوº هرباً من الفيضان الذي لحق بهم وغمر المدرسة فماتوا جميعاً.

أما في آتشيه فيقول رجال الإنقاذ إنهم وجدوا شاباً على قيد الحياة بين الأنقاض والجثث بعد مرور خمسة أيام على الفيضان قضاها دون أكل أو شرب.

 

وعود وتمنيات:

ورغم ضخامة الكارثة غير المسبوقة فإن وعوداً دولية بتقديم المساعدات لم تصل إلى توفير الحد الأدنى من مواجهة نتائج الكارثة وتداعياتهº خاصة في ظل التحذيرات الدولية والإقليمية المتصاعدة من أن تداعيات الكارثة قد تكون أشد خطراً منهاº بسبب احتمالات تحلل الجثث وانتشار الأمراض والأوبئة ومقتل الآلاف بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية وتوفير مأوى لهم بعد تدمير بيوتهم وممتلكاتهم.

فطبقاً لأرقام الأمم المتحدة فإن هناك 5 ملايين نسمة في الدول المنكوبة محرومون حالياً من متطلبات الحياة الأساسية من غذاء وماء وخدمات صحية وعدت دول العالم المختلفة والمنظمات الدولية بتقديم ملياري دولار على شكل مساعدات أعلى هذه الدول اليابان التي ستقدم 25 % من المبلغ 500 مليون دولار ثم الولايات المتحدة 350 مليون ثم البنك الدولي 250 مليون دولار ثم باقي الدول الأوروبية والعربية حيث وعدت دول الخليج العربي بتقديم 24 مليون دولار مساعدات.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply