بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن من الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله -عز وجل- في كل وقت وخاصة في هذه الأيام المباركة:
أولا: الإكثار من قراءة القرآن.
فإن القرآن كما وصفه الله -عز وجل- هدى للمتقين. (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين).
وبه السعادة والنجاة، قال -تعالى-: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً * وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذاباً أليما).
وقد ورد في فضل قراءة القرآن الأجر العظيم، قال -صلى الله عليه وسلم-: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
وقال -عليه الصلاة والسلام-: "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف".
قال ابن القيم -رحمه الله-: هجر القرآن أنواع، هجر سماعه والإيمان به، وهجر العمل به، وهجر تحكيمه، وهجر تدبره، وهجر الاستشفاء به في أمراض القلوب والأبدان.
فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام في قراءة القرآن وليكن لك في هذه العشر ختمة، وهذا يسير على من يسره الله عليه وقد رأينا ذلك في رمضان، ونهار هذه الأيام أفضل من نهار رمضان فبادر إلى ذلك وسارع إلى كتاب الله -عز وجل-.
ثانياً: الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس.
فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الغداة أي الفجر- جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس.
وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة" أخرجه مسلم
هذا في كل الأيام فكيف بأيام العشر المباركة؟
ثالثاً: الصدقة.
وهي من أبواب القربات المشروعة طوال العام وقد أجزل الله -عز وجل- العطية للمنفقين، فقال -تعالى-: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة).
وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصدقة ولو بالقليل ووعد بالأجر الجزيل للمتصدقين فقال -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا الله ولو بشق تمرة"
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله" وذكر منهم: "رجلاً تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه".
قال ابن القيم -رحمه الله-: وقد دل النقل والعقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلى الله رب العالمين وطلب مرضاته والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر، فما استجلبت نعم الله -تعالى- واستدفعت نقمه بمثل طاعته والتقرب إليه، والتقرب إليه والإحسان إلى خلقه.
وقال -رحمه الله-: فإن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع البلاء ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر. فإن الله يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرون به لأنهم جربوه.
وأعظم أنواع الصدقة على ذوي القرابة والرحم فإن الأجر مضاعف، قال -صلى الله عليه وسلم-: "الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة".
ومما ينبه له المسلم وهو يعمل الأعمال الصالحة من ذكر وقراءة قرآن وصيام وصدقة وأضحية، أن يقوم بها وهو يشعر بتقصيره في حق الله -عز وجل-، وأنه لو لم ييسره الله لهذا الخير لما قام به، وأنه لن يدخل الجنة بعمله وإنما برحمة الله -عز وجل- ومنه وفضله.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد