عيد يتجدد... وهلال يغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

تشرق شمس العاشر من ذي الحجة على أول أيام عيد الأضحى المبارك، التي تستمر أربعة أيام، يعيش المسلمون فيها فرحة متجددة، وأنساً متدفقاً، وانشراحاً يملأ القلوب، تظهر بصماته واضحة على الوجوه في سعادة غامرة بلقاءات ومسرَّات وابتسامات.

يُطل هلال عيد الأضحى على الملايين المتدفقة على جنبات منى فيعيشون عيدهم بخصوصية شرفهم الله بها حيث يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله" فيعيش الحجاج هذه الأيام في تهليل وتكبير، وهم يحمدون ربهم العظيم الذي أكرمهم برحلة العمر فيرجون الغفور أن يعيدهم من حجهم كيوم ولدتهم أمهاتهم مغفورا لهم، بعد أن باهى الله العظيم بهم ملائكته يوم عرفة.

ويعيش غير الحجاج عيدهم في اتباع لسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بإخلاص لله تعالى فينعمون بالفرحة المشروعة، وصلة الرحم المأجور عليها، وزيارة الجيران المنصوص عليها.

ولكن نقول للهلال: غبت يا هلال في عيدك عن الكثير من المسلمين، غبت يا هلال عن المرضى والمهمومين والأسرى والمعذبين، غبت يا هلال عن المهجَّرين والمضطهدين والثكالى والأرامل والأيتام والمُعدمين.

غبت يا هلال عن بيوت كثيرة، وقلوب عديدة تواجه أحفاد القردة والخنازير من بني يهود، ومن عباد الصليب، ومن الكفار عامة.

فأقول للهلال، وأقول لقلبي المكلوم بمآسي إخواننا المسلمين: العيد الحقيقي: عيد عافية القلب والبدن لمَّا نكون في أهنأ بال، وأسعد قلب، وأمتع صحة وعافية.

العيد كل يوم يمر على أمتنا وهي في نصر، وعزة، ومجد، وسعة انتشار، وتآلف قلوب أهلها، وحبهم بعضهم لبعض بصدق، وامتلاء قلوبهم وعقولهم بحقيقة دينهم واعتزازهم به، وتميزهم بتطبيقه ونشرهم له في كل مكان ولكل إنسان.

العيد لمَّا نلتقي على خير، وحب صادق، ووفاء مستمر، وأيد متوضئة، وقبول بعضنا لأعذار بعض، وإيثارٍ, وتسامحٍ,، وكل معاني الأخلاق التي كان عليها حبيبنا -صلى الله عليه وسلم-.

العيد لمَّا تكون أمتنا واحدة، وأهدافنا واحدة، وتعلقنا برب واحد، ونبي واحد، وعملنا بكتاب الله وحده وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- الصحيحة معه.

العيد أمل بالنصر لأمتنا رغم سحب الظلم والطغيان التي تحاول حجب هلالنا فالنصر للإسلام دائماً وأبدا، والعز من الله، والله لا يخلف الميعاد.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply