كأس العالم والاختراق الرياضي


بسم الله الرحمن الرحيم

 

"إسرائيل" لا تترك مجالاً يمكن أن يخدم مخططاتها وسياساتها إلا وتنفذ منه.. فمنذ (بن جوريون) قررت "إسرائيل" أن تخترق إفريقياº في إطار ما يسمى بسياسة (التخوم).. وحققت في ذلك نجاحات حين كسرت طوق المقاطعة الذي تمكنت الدول العربية من فرضه عليهاº بعد أن جرت إلى جانبها الدول الإفريقية..

 

"إسرائيل" تمكنت من اختراق إفريقيا - في شريط عرضي يمتد من شرق القارة إلى غربها - عبر وجوه عدةº منها ما هو أمني، ومنها الاقتصادي، والسياسي، والعسكري.. ولكن أن تكون الرياضة هي أحد وجوه الاختراق الصهيوني فهذا هو العجيب!!..

 

منذ نهاية العام الماضي وحتى الآن ظلت أفواج المتسللين السودانيين تتدفق عبر الحدود المصرية إلى داخل "إسرائيل" طلبا للجوء في الدولة العبرية..

 

وفي نهائيات كأس العالم المقامة هذا العام في ألمانيا - وفي مباراة (غانا) الأخيرة التي فازت فيها على جمهورية (التشيك) (2 صفر) ضمن منافسات المجموعة الخامسةº ووضعتها في موقف حرجº قد يؤدي إلى خروجها من الدور الأول - حدث حادث غريبº حيث عبَّر لاعبو غانا عن فرحتهم بالانتصار عن طريق (رفع العلم الإسرائيلي) في أرض الملعب الألماني!!!!!!!..

 

كان الحادث مذهلاً للجميع، ومسيئا للكثيرينº كما وصفته وسائل الإعلام!!.. ولقد علل المنتخب ذلك بأن أربعة من لاعبيه (محترفون في الأندية الإسرائيلية)!!.

 

وبغض النظر عن أن ما فعله الغانيون يعد سابقة غير معهودة في الوسط الرياضي فقد شاهد الناس اللاعبون يعبرون عن فرحتهم برسم علامة الصليب على صدرهم، أو بخلع الثياب، أو بالرقصات الوطنية!!..

 

وقد يقوم الجمهور المشجعون بإحراق الثياب، أو الظهور بتقليعات غريبة، وبالتعري، و... إلخ.. لكن أن يرفع لاعبوا المنتخب علما لدولة أخرى غير بلدهم فهذا غريب!!!!!!!، ويشير إلى أن في الأمر ترتيباً مسبقاº تفوح منه رائحة الشراء!!..

 

ثم إنه متى كانت الأندية "الإسرائيلية" محطاً لهجرة اللاعبين الدوليين؟!..

 

إن من طبيعة "الإسرائيليين" أنهم لا يتركون مجالا للصدفةº حتى في غيبياتهمº ناهيك عن السياسة، والرياضة!!.. فعلى سبيل المثال يعتقد اليهود بظهور (بقرة حمراء) قبل بناء الهيكل بفترة وجيزةº فلم يترك الصهاينة فرصة للقدر ليخرجها لهمº بل قاموا ببناء المزارع المجهزة بالمختبرات العلمية لإنتاج هذه البقرة!!..

 

وعندما خططوا لسلب فلسطين لم يتركوا مجالا للصدفº بل قاموا بزرع عملائهم في قلب الدول الاستعمارية الكبرىº مثل بريطانيا، وغيرهاº حتى جاء وعد بلفور المشئوم..

 

ولتجييش العالم كله لصالح قضاياهم حركوا الإعلام، وآلة السينما، والمسرحº فصنعوا من الأكاذيب مسلّمات مقدسةº لا يجرؤ أحد على تكذيبهاº مثل (الهولوكوست)..

 

إختراق إفريقيا هدف أصيل في السياسة "الإسرائيلية"º عملت له بجد طوال سنواتº فمدت أذرعها في كل المنطقة، ودست قنابلها في كل بؤر الصراع فيها، ويبدو أن مرحلة جديدة تهتم "إسرائيل" فيها بتلميع صورتها كقبلة للمهاجرين الأفارقة من محترفي الملاعب، ومن المغتربين من طالبي المال والذين يتدفقون من دارفور عبر الحدود المصرية..والأيام القادمة حبلى، والمخاض على الرقاب واقف!.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply