على استشهاد شيخ الشهداء والمجاهدين: الشهيد أحمد ياسين
هنيئا لقد نلت ما تشتهيه *** وأفنيت كل حياتك فيه
شهيدا مضيت.. مضاء السيوف *** خلال الحتوف بقلب نزيه
فديناك لو أن هذي الجموع *** تساوي الرداء الذي ترتديه
أيفدى الجهاد؟.. وبعض معانيــك *** شق الدروب لمن يبتغيه
أيفدى الفداء؟.. وبعض أمانيـــك *** كان.. وكنت الذي يرتويه
أيفدى الوفاء؟.. وأنت ضربــت *** مثالا عليه بما أنت فيه
مقامك أعلى بكل المعاني *** فما لك بين الورى من شبيه
لقد جزت كل المقامات سعيا ***إلى الله.. يرضيك ما يرتضيه
وخاتمة السعد أن يصطفيــك *** مقام الشهادة أو تصطفيه
حنانك قلـبي..!! فلا تبكــه!! *** أتبكـيه أن نـال ما يشـتـهيه؟
نعم أنا أدري شعور اليتيــيم *** وحرقة فقد الحبيب النبيه
نعم أنا أدري جلال المصاب ***.. إذا ما فقدت أباك بتيه
وإني لأعلم أن مصابك ***.. أنكى من الفقد أو ما يليه
ولكن تجلّد!! فإن الطريــق *** طويل.. وصبرك زادك فيه
عزاؤك أن الشهادة نور ***يضيء الطريق على سالكيه
وتبقى الشهادة أغلى الأماني *** وخلد الجنان لمن يشتريه
فشمّر لنيل الشهادة.. شمّر *** فشق الجيوب فعال السفيه
تسير على الدرب من بعده *** فهذا لعمري الذي يرتضيه
وياسين ما كان فدما قعيدا *** لقد كان روح الجهاد الوجيه
لقد كان رغم الإعاقة *** رغم المصاب الذي يعتريه
شعورا يدب بهذا المدى *** وصيحة حق تجلجل فيه
وآمال شعب أبى أن يذلّ *** وحلما تجلّى لمستضعفيه
ورعب الطواغيت إذ يظلمون *** وشوكة حلق لمستكبريه
ومشعل هدي يزيل الظلام *** وليثا هزبرا على صائليه
لقد مات يرفع من هامه *** وأعداؤه اليوم من ناكسيه
طهارة دمّ الشهيد وبال *** سيرتدّ لعنا على سافكيه
فقولوا لشارون: أن لا ينام *** وأن يستعدّ ليوم كريه
صواريخك اليوم ما فجرت *** سوى حمم الثأر من قاتليه
فلن يغمض الجفن أو يستريح ***إلى أن يشدّ على غائليه
سيثأر للحق أجناده *** فلا تنتشوا اليوم يا شانئـيه
براكين تأتي على بغيكم *** ويندكّ عاليه من سافليه
غدا سترون.. وإنّ غدا ***قريب قريب.. على ناظريه