بين الحقيقة والأمل

5.3k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أمة في خضم الذل تعتذر***بأنه الواقع المحتوم والقدر

قد كنت في الأمس سيلاً جارفاً***عرماً ماض بمجراه لا تعتاقه الجدر

ففرقتك المجاري الضيقات إلى***جداول تتلاشى حين تنحدر

حتى تبخرت في قيعانها وبقى***منك الغثاء فلا نفع ولا ضرر

وللعروبة حبل قد وهى وهوى***فكلما أمسكت العرب ينبتر

ومنزل دون دين الله قام له***على شفى هوة بنيانه النخر

وعروة أصبحت جوفاء فارغة***لاتجمع الشمل لا ينأى بها الخطر

إذ لم تعد عروة الإسلام تعضدها***تكاد تقضي عليها النار والسعر

من نحن لولا أتى الإسلام يخرجنا***من جاهليتنا من أنت يا عمر

أعراب كنا رعاء الشاة نسأل ما***تلقي يد الفرسان والرومان أو تذر

حتى أتانا رسول الله يرشدنا***إلى قياد به انقادت به البشر

وكم تعالت بدين الله قلتنا حتى***تركناه فاكتضت بنا الحفر

ها نحن مليار صفر باستكانتنا***بل نحن سالب مليار بما نزر

نحيا على الأرض لا وزن ولا***صفة مثل الهلام ولا ظل ولا أثر

ومالنا قيمة إذا ما بقت قيم***أبخص بأهل المعاصي كلما كثروا

ولا غرابة في أن يستبد بنا جنس***اليهود وهم من عشرنا العشر

ما استأسد القط كي يحني النمور***له لكنه ساد لما استفأر النمر

وما طغى فوقنا الأعداء عن كبر***لكننا نحن من هانوا ومن صغروا

ليسو ا الأعزة لولا أن عزتنا***باتت وراء قناع الذل تستتر

مال الأسود الضواري غير مخلبها***ونابها وزئير ما به خور

فإن هي احتقرت أسباب قوتها في***الغاب صارت من الأثعال تحتقر

* * * *

يا ليل قد طلت وازدادت هزائمنا***لكن أنفسنا هيهات تنكسر

فحسبنا أن في أعماقنا قبساً ترى***القلوب به ما لا يرى البصر

وحسبنا في انتكاسات الدجى ثقة***بالله تخبرنا أنا سننتصر

والقدس إن خذلتها الناس قاطبة***فحسبها أن يظل الطفل والحجر

وأن فيها سلاحاً ليس يملكه***أعدائنا رغم ما شادوا وما عمروا

في فتية وهبوا للناس أنفسهم***فالعيش عندهم والموت محتقر

رمى بهم في خضم الموت علمهم***أن الشهادة درب النصر تختصر

وبين راحاتهم أرواحهم لهفت***توقاً متى بجوار الله تفتخر

أما أتاكم حديث عن بطولتهم***من ناقم مل أ الدنيا به الخبر

مضى وحزمة ألغام تحيط به ***ليلاً وتحرسه الآيات والسور

وظل يدنو من الأعداء في ثقة***كأنه شبح أو أنهم سحروا

حتى إذا دق ناقوس الشهادة في ***فؤاده ودعته الحور والسور

أجاب، فانفجرت اشلائه ودوت***الله أكبر في الآفاق تنتصر

ورفرفت روحه فكهاء ضاحكة*** في الأفق ساخرة منهم كما سخروا

وخلطت دمه الغالي دمائهم ***كما تخالط مسك العنبر البعر

كذلك النصر إقدام وتضحية***كذا وإلا فلا نصر ولا طفر

فلا موائد مدريد ستنصرنا***ولن يعيد الينا الحق مؤتمر

بل اشتعال انتفاضات مؤججة***وثورة ليس فيها للخنا بؤر

بجحفل عربي مسلم شرس***غضبان يقدح من خطواته الشرر

القدس أيتها الدنيا قضيتنا***مادام يجثم فيها الغاصب القذر

ولن نساوم في شبر ولو وضعت***يوماً على راحتينا الشمس والقمر

يا كل أكناف بيت المقدس انتظري***فإننا بعزاء الصبر ننتظر

ونكتم الغيظ في أحلام أفئدة يوماً***ستوقد من أحقادنا سقر

ونضمر الغضب القدسي قنبلة ***موقوتة ذات ميعاد ستنفجر

ونحمل الأمل المنشود في دمنا***ذخراً ليوم به نقوى ونقتدر

فأبلغن علوج العجل أن لهم***لموعداً و عبيدالله ينتظر

و أنذرنهم من شر يومئذ***يا يوم خيبر إن أغنتهم النذر


أضف تعليق