تحية لعلال الفاسي

4.8k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

وليس سوى جفني وجفنك ساهدُ *** ذكرتك يا علاّلُ والناسُ هُجَّعٌ

ولليأس فتكٌ في أمانيَّ حاصدُ *** وللهم حزُّ في فؤاديَ قاطعٌ

دُجى العٌربِ تاهت في عماها المقاصد *** تكاد الدجى تقضي عليّ لأنها

مصادرها عن حوضهم والمواردُ *** تداعت على قومي الشعوبُ فما ونت

تخيَّفنا نغلٌ من الشرقِ حاقدُ *** إذا خاننا وغدٌ من الغرب سافلٌ

يعززها صبرٌ من العُرب نافدُ لعمرُ *** معالي العرب حلفة صادقٍ,

ليوماً إليها لا محالةَ عائدُ *** لأن (لواءً) قُدَّ من أرض يعربٍ,

ليخلفه لغوٌ من القول فاسدُ *** أيطوى لسانُ الذكرِ بين ربوعه

لتسكنه تلك الوحوشُ الأوابدُ *** وتُطردُ عنه أمةُ المجد والهُدى

وراع الورى منه نبيُّ وماردُ *** إذا استيقظ العملاقُ من طول نومه

ويا ويل قزمٍ, بات فينا يعاندُ *** فيا ويل باريسَ وروما ولندنٍ,

إلى حيث ألقت رحلهن المكايدُ *** رجوعاً إلى ما خلف طوروس وارحلوا

فليس بنامٍ, في ثرانا المفاسدُ *** خذوا معكم إلحادَكم وفجورَكم

تتيه به الدنيا وتزهى المحامدُ *** لنا ديننا الأسمى لنا مجدنا الذي

كما قئ مسمومٌ من الزادِ فاسدُ *** سنلفظكم من جوفنا ونقيئكم

*****

أكابدُ من آلامه ما أكابدُ *** ذكرتك يا علاّلُ فأنتابني الأسى

فهذا شعورٌ في بني العربِ سائدُ *** كأني أنا المنفي دونك فاصطبر

تلينُ - ويأبى أن يلين- الجلامدُ *** يودون لو يفدون منك مصمماً

تهونُ عليه في الجهاد الشدائدُ *** صبوراً على البلوى شديداً على العدى

لها عضدٌ في المخزياتِ وساعدُ *** نفتك إلى (جابون) ألأمُ دولةٍ,

وتُسلِمُ من غدرٍ, بها من تعاهدُ *** تذلّلُ للباغي فتنقض حلفها

بأن ثراها للكرامة والدُ *** وتضطهد الأحرارَ ظلماً وتدَّعي

غدا وهو في أسواقنا اليوم كاسد *** سنعلمها يوماً بأن بغاءَها

وينعل فيه المفلسون الأباعدُ *** ستصبغُ خديها فيحصبُ وجهُها

فمن نحرها لم يبق إلا القلائدُ *** فقد نخر الداءُ العُقامُ عظامَها

أجل أنت في قدس البطولةِ واحدُ *** لقد خالت العجفاءُ انّك واحدٌ

تجاهدُ في استقلالها ما تجاهدُ *** ولم تعلم العجفاءُ أنّك أمةٌ

بخير لغاتِ الأرض والذكرُ شاهدُ *** ثمانون مليوناً يباهون كلهم

ألا كل شعبٍ, ما خلا العُربِ بائدُ *** ألا كل شئ ما خلا الله باطلٌ

تراوده الشكوى سُدىً ما تراودُ *** كأني بدمعٍ, في جفونك حائرٌ

ولكنه في موقف الخطبِ جامدُ *** و ما أنت من لا يعرف العطفَ دمعُهُ

يسير بها منه إلى العز قائدُ *** وفي دمعِك الغالي خلاصٌ لأمةٍ,

وتمريه حطينٌ وتلك المشاهدُ *** يجيش بها بدرٌ وأُحدٌ وخندقُ

وجدٌّ نزارٍ, بالذي نلتَ صاعدُ *** لقد نلتَ يا علاّلُ ما نلتَ في العُلى

صريعُ أمانيه وقِرمٌ مجالدُ *** وشتّان ما حالي وحالك: حالمٌ

مقيمٌ على ضيمٍ, وأنت مجاهدُ *** فآهٍ, كلانا شاعرٌ غير أنني

وفي دمه سعدٌ وعمروٌ وخالدُ *** ولكن كلانا دينُه دينُ يعربٍ,

لأهليَ تنعاني الظٌّبى لا القصائدُ *** وددتُ لو أني في فلسطينَ ثائرٌ

حسامي عليه من دمِ الوحشِ حاسدُ *** أو أنني في اسكندرونةَ شاهرٌ

ظهورَ العِدى والباتراتُ رواعدُ *** وفي برقةٍ, أو في الجزائرِ قاصمٌ

لها طارفٌ في مجدِ قومي وتالدُ *** فتلك بلادي لا أفرِّقُ بينها

وما ذاد عن مجدِ العروبةِ ذائدُ *** عليك سلامُ الله ما ثار ثائرٌ


أضف تعليق