وليس سوى جفني وجفنك ساهدُ *** ذكرتك يا علاّلُ والناسُ هُجَّعٌ
ولليأس فتكٌ في أمانيَّ حاصدُ *** وللهم حزُّ في فؤاديَ قاطعٌ
دُجى العٌربِ تاهت في عماها المقاصد *** تكاد الدجى تقضي عليّ لأنها
مصادرها عن حوضهم والمواردُ *** تداعت على قومي الشعوبُ فما ونت
تخيَّفنا نغلٌ من الشرقِ حاقدُ *** إذا خاننا وغدٌ من الغرب سافلٌ
يعززها صبرٌ من العُرب نافدُ لعمرُ *** معالي العرب حلفة صادقٍ,
ليوماً إليها لا محالةَ عائدُ *** لأن (لواءً) قُدَّ من أرض يعربٍ,
ليخلفه لغوٌ من القول فاسدُ *** أيطوى لسانُ الذكرِ بين ربوعه
لتسكنه تلك الوحوشُ الأوابدُ *** وتُطردُ عنه أمةُ المجد والهُدى
وراع الورى منه نبيُّ وماردُ *** إذا استيقظ العملاقُ من طول نومه
ويا ويل قزمٍ, بات فينا يعاندُ *** فيا ويل باريسَ وروما ولندنٍ,
إلى حيث ألقت رحلهن المكايدُ *** رجوعاً إلى ما خلف طوروس وارحلوا
فليس بنامٍ, في ثرانا المفاسدُ *** خذوا معكم إلحادَكم وفجورَكم
تتيه به الدنيا وتزهى المحامدُ *** لنا ديننا الأسمى لنا مجدنا الذي
كما قئ مسمومٌ من الزادِ فاسدُ *** سنلفظكم من جوفنا ونقيئكم
*****
أكابدُ من آلامه ما أكابدُ *** ذكرتك يا علاّلُ فأنتابني الأسى
فهذا شعورٌ في بني العربِ سائدُ *** كأني أنا المنفي دونك فاصطبر
تلينُ - ويأبى أن يلين- الجلامدُ *** يودون لو يفدون منك مصمماً
تهونُ عليه في الجهاد الشدائدُ *** صبوراً على البلوى شديداً على العدى
لها عضدٌ في المخزياتِ وساعدُ *** نفتك إلى (جابون) ألأمُ دولةٍ,
وتُسلِمُ من غدرٍ, بها من تعاهدُ *** تذلّلُ للباغي فتنقض حلفها
بأن ثراها للكرامة والدُ *** وتضطهد الأحرارَ ظلماً وتدَّعي
غدا وهو في أسواقنا اليوم كاسد *** سنعلمها يوماً بأن بغاءَها
وينعل فيه المفلسون الأباعدُ *** ستصبغُ خديها فيحصبُ وجهُها
فمن نحرها لم يبق إلا القلائدُ *** فقد نخر الداءُ العُقامُ عظامَها
أجل أنت في قدس البطولةِ واحدُ *** لقد خالت العجفاءُ انّك واحدٌ
تجاهدُ في استقلالها ما تجاهدُ *** ولم تعلم العجفاءُ أنّك أمةٌ
بخير لغاتِ الأرض والذكرُ شاهدُ *** ثمانون مليوناً يباهون كلهم
ألا كل شعبٍ, ما خلا العُربِ بائدُ *** ألا كل شئ ما خلا الله باطلٌ
تراوده الشكوى سُدىً ما تراودُ *** كأني بدمعٍ, في جفونك حائرٌ
ولكنه في موقف الخطبِ جامدُ *** و ما أنت من لا يعرف العطفَ دمعُهُ
يسير بها منه إلى العز قائدُ *** وفي دمعِك الغالي خلاصٌ لأمةٍ,
وتمريه حطينٌ وتلك المشاهدُ *** يجيش بها بدرٌ وأُحدٌ وخندقُ
وجدٌّ نزارٍ, بالذي نلتَ صاعدُ *** لقد نلتَ يا علاّلُ ما نلتَ في العُلى
صريعُ أمانيه وقِرمٌ مجالدُ *** وشتّان ما حالي وحالك: حالمٌ
مقيمٌ على ضيمٍ, وأنت مجاهدُ *** فآهٍ, كلانا شاعرٌ غير أنني
وفي دمه سعدٌ وعمروٌ وخالدُ *** ولكن كلانا دينُه دينُ يعربٍ,
لأهليَ تنعاني الظٌّبى لا القصائدُ *** وددتُ لو أني في فلسطينَ ثائرٌ
حسامي عليه من دمِ الوحشِ حاسدُ *** أو أنني في اسكندرونةَ شاهرٌ
ظهورَ العِدى والباتراتُ رواعدُ *** وفي برقةٍ, أو في الجزائرِ قاصمٌ
لها طارفٌ في مجدِ قومي وتالدُ *** فتلك بلادي لا أفرِّقُ بينها
وما ذاد عن مجدِ العروبةِ ذائدُ *** عليك سلامُ الله ما ثار ثائرٌ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد