نكبة دمشق

8.8k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

ســلامٌ مــن صَبــا (بَرَدَى) أَرقٌّ *** ودمــعٌ لا يُكَفكَــفُ يــا دِمَشــقُ

ومعـــذِرة اليَرَاعـــةِ والقــوافي *** جـلالُ الـرٌّزءِ عـن وَصـفٍ, يَـدِقٌّ

وذكــرى عــن خواطرِهـا لقلبـي *** إِليـــكِ تلفٌّـــتٌ أَبــدًا وخَــفقُ

وبــي ممــا رَمَتــكِ بـهِ الليـالي *** جراحــاتٌ لهـا فـي القلـب عُمـقُ

دخــلتكِ والأَصيــلُ لــه ائـتلاقٌ *** ووجــهُك ضـاحكُ القسـماتِ طَلـقُ

وتحــتَ جِنــانِك الأَنهـارُ تجـري *** ومِــــلءُ رُبـــاك أَوراقٌ ووُرقُ

وحــولي فتيــةٌ غُــرٌّ صِبــاحٌ *** لهــم فـي الفضـلِ غايـاتٌ وسَـبقُ

عــلى لهــواتِهم شــعراءُ لُســنٌ *** وفــي أَعطــافِهم خُطبــاءُ شُـدقُ

رُواةُ قصــائِدي، فــاعجب لشــعرٍ, *** بكـــلِّ محلَّـــةٍ, يَروِيــه خَــلقُ

غَمــزتُ إِبــاءَهم حــتى تلظَّـت *** أُنــوفُ الأُســدِ واضطـرَم المَـدَقٌّ

وضــجَّ مــن الشّـكيمةِ كـلٌّ حُـرٍّ, *** أَبِــيٍّ, مــن أُمَيَّــةَ فيــه عِتــقُ

لحاهـــا اللــهُ أَنبــاءً تــوالت *** عــلى سَــمعِ الــوليِّ بمـا يَشُـقٌّ

يُفصّلهـــا إِلــى الدنيــا بَرِيــدٌ *** ويُجمِلُهــا إِلــى الآفــاق بَــرقُ

تكــادُ لروعــةِ الأَحــداثِ فيهــا *** تُخـالُ مـن الخُرافـةِ وَهـي صِـدقُ

وقيــل: معــالمُ التــاريخ دُكَّــت *** وقيــل: أَصابهــا تلــفٌ وحَـرقُ

أًلسـتِ - دِمَشـقُ - للإِسـلام ظِـئرًا *** ومُرضِعَـــةُ الأُبُـــوَّةِ لا تُعَــقٌّ?

صــلاَحُ الـدين; تـاجُك لـم يُجَـمَّل *** ولــم يُوسَــم بــأَزين منـه فَـرقُ

وكـلٌّ حضـارةٍ, فـي الأَرض طـالت *** لهــا مـن سَـرحِكِ العُلـوِيِّ عِـرقُ

سـماؤكِ مـن حُـلَى المـاضي كتـابٌ *** وأَرضُــك مـن حـلى التـاريخ رقٌّ

بنيــتِ الدولــةَ الكــبرى ومُلكًــا *** غبـــارُ حضارتَيـــه لا يُشَـــقٌّ

لـــه بالشــامِ أَعــلامٌ وعُــرسٌ *** بشــــائرُه بــــأَندلُسٍ, تـــدَقٌّ

ربـاعُ الخـلدِ - وَيحَـكِ - ما دَهاها? *** أَحــقُّ أَنهــا دَرَســت? أَحَــقٌّ?

وهــل غُـرَفُ الجِنـانِ مُنضَّـداتٌ? *** وهــل لنعيمهــن كــأَمِس نَسـقُ?

وأَيـن دُمَـى المقـاصِر مـن حِجـالٍ, *** مُهَتَّكَــــةٍ,، وأَســـتارٍ, تُشَـــقٌّ

بَــرزنَ وفـي نواحـي الأَيـكِ نـارٌ *** وخَــلفَ الأَيــكِ أَفــراخٌ تُــزَقٌّ

إِذا رُمــنَ الســلامةَ مــن طـريق *** أَتــت مــن دونـه للمـوت طُـرق

بلَيــــلٍ, للقـــذائفِ والمنايـــا *** وراءَ ســمائِه خَــطفٌ، وصَعــقُ

إِذا عصــفَ الحــديدُ; احـمَرَّ أُفـقٌ *** عــلى جنباتِــه، واســوَدَّ أُفــقُ

سَــلِي مَـن راعَ غِيـدَك بعـدَ وَهـنٍ, *** أَبيــن فــؤادِه والصخــرِ فَـرقُ?

وللمســـتعمرِين - وإِن أَلانـــوا - *** قلـــوبٌ كالحجـــارةِ، لا تَــرِقٌّ

رمــاكِ بطَيشِــه، ورمـى فرنسـا *** أَخـو حـربٍ,، بـه صَلَـفٌ، وحُـمقُ

إِذا مــا جــاءَه طُــلاَّبُ حَــقٍّ, *** يقــول: عصابــةٌ خرجـوا وشَـقٌّوا

دَمُ الثٌّـــوارِ تعرفُـــه فرنســـا *** وتعلـــم أَنـــه نـــورٌ وحَــقٌّ

جــرى فــي أَرضِهـا، فيـه حيـاةٌ *** كمُنهَـــلِّ الســماءِ، وفيــه رزقُ

بـــلادٌ مـــاتَ فِتيَتُهــا لِتحيــا *** وزالـــوا دونَ قـــومِهمُ ليبقُــوا

وحُــرِّرَت الشــعوبُ عـلى قَناهـا *** فكــيف عــلى قناهــا تُسـتَرَقٌّ?

بنــى ســورِيَّةَ، اطَّرِحـوا الأَمـاني *** وأَلقُــوا عنكــمُ الأَحــلامَ، أَلقُـوا

فمِــن خُــدَعِ السياسـة أَن تُغَـرٌّوا *** بأَلقـــاب الإِمـــارةِ وهــيَ رِقٌّ

وكــم صَيَـد بـدا لـك مـن ذليـل *** كمــا مـالت مـن المصلـوب عُنـقُ

فُتُــوق الملـكِ تَحـدُثُ ثـمّ تمضـى *** ولا يمضـــي لمخـــتلفِين فَتــقُ

نَصَحــتُ ونحــن مخــتلفون دارًا *** ولكــن كلٌّنــا فــي الهـمِّ شـرقُ

ويجمعنـــا إِذا اخـــتلفت بــلادٌ *** بيــانٌ غــيرُ مخــتلفٍ, ونُطــقُ

وقفتــم بيــن مــوتٍ, أَو حيــاةٍ, *** فــإِن رمتـم نعيـمَ الدهـر فاشـقُوا

وللأَوطــانِ فــي دَمِ كــلِّ حُــرٍّ, *** يَـــدٌ ســلفت وديــنٌ مُســتحِقٌّ

ومــن يَســقي ويَشــربُ بالمنايـا *** إِذا الأَحــرارُ لـم يُسـقَوا ويَسـقُوا?

ولا يبنـــي الممــالكَ كالضحايــا *** ولا يُـــدني الحــقوقَ ولا يُحِــقٌّ

ففـــي القتــلى لأَجيــالٍ, حيــاةٌ *** وفـي الأَسـرَى فِـدًى لهمـو وعِتـقُ

وللحريـــةِ الحـــمراءِ بـــابٌ *** بكـــلِّ يَـــدٍ, مُضَرَّجَــةٍ, يُــدَقٌّ

جــزاكم ذو الجــلالِ بنـى دِمَشـقٍ, *** وعــزٌّ الشــرقِ أَوَّلُــهُ دِمَشــقُ

نصــرتم يــومَ مِحنتــهِ أَخــاكم *** وكــلٌّ أخٍ, بنصــرِ أَخيــه حــقٌّ

ومــا كــان الــدٌّروزُ قَبِيـلَ شـرٍّ, *** وإِن أُخِــذوا بمــا لــم يَسـتحِقٌّوا

ولكـــن ذادَةٌ، وقُـــراةُ ضيــفٍ, *** كينبــوعِ الصَّفــا خَشُــنوا ورَقٌّـوا

لهــم جــبلٌ أَشــمٌّ لــه شـعافٌ *** مـوارد فـي السـحاب الجُـونِ بُلـقُ

لكـــلِّ لَبــوءَةٍ,، ولكــلِّ شِــبلٍ, *** نِضـــالٌ دونَ غايتِـــه ورَشــقُ

كــأَن مِــن السَّـمَوءَلِ فيـه شـيئًا *** فكــلٌّ جِهاتِــه شــرفٌ وخــلقُ


السابقاصعد
أضف تعليق