نحلّق في الفضاء كما نشاءُ
أمينٌ، والدعاء لما حُداءُ
تساءلُ: من أولاء؟ أأنبياءُ؟
ولا بدءٌ هناك ولا انتهاءُ
تحفٌّ به الجلالة والبهاءُ
لنا والكبرياء له رداءُ
(كأهل البيتِ) ضمهم الكساءُ
وأوحى الله فامتزج الضياءُ
كيانينا كما انشق القباءُ
كلاماً ما به ألفٌ وياءُ
وبينكما المحبة والوفاءُ
ولا مجدٌ فما لهما بقاءُ
تحوطكما السعادةُ والهناءُ
****
بها أنسٌ ولم يقصر رجاءُ
وأنهارٌ يسيل بها الطلاءُ
وترعانا إذا كان المساءُ
فلا تعبٌ هناك ولا عياءُ
يطرّبنا من الحور الغناءُ
قرير العين يعمرك الصفاءُ
****
أكتّمه وفي جفني بكاءُ
تذل ومن خلائقها الإباءُ
تُساسُ كأنها نعمٌ وشاءُ
سعيداً حين يبلوها الشقاءُ؟
لها شأنٌ، ولم يشمخ بناءُ؟
لأرضي حين ضمتك السماءُ
****
فلي بشعاعك الدهرَ اهتداءُ
تولاني فبدّده الرخاءُ
فأمضي مثلما يمضي الضياءُ
فيسلسَ لي كما ينساغُ ماءُ
بها قامت لي الحججُ الوِضاءُ
****
وما للقلبِ غيرهما عزاءُ
سيجمعنا -كما فصل- القضاءُ
يظِلٌّ الخافقين لها لواءُ
خلعنا الجاذبية فانطلقنا
ورحنا واليقين لنا دليل
فجاوزنا الكواكبَ وهي حيرى
وجزنا السدرة العليا فكنا
رأينا الله في سبحات نورٍ,
فطأطأنا الرؤوس وقد تجلى
إلى أن ضمنا منه حنانٌ
وشعَّ فذاب جسمانا ضياءً
وقال: تميّزا، فتميّزا في
هناك وعت جوارحنا جميعاً
خلقتكما بحبي فلتعيشا
ولا يفتنكما في الأرض مالٌ
ودونكما جناني فادخلاها
****
وأدخلنا الجنان فلم يفتنا
فأنهارٌ من العسل المصفى
تحيينا الملائكُ حين نغدو
نطوّف ما نطوّف في رباها
ونقتعد الأرائك من حريرٍ,
وأنت هناك مغتبطٌ بقربي
****
ولكن في جوانحيَ اضطرابٌ
ذكرت (العربَ) أبناء الدراري
وسوّاسي الممالك من قديمٍ,
فعذبني ضميري: كيف أحيا
وكيف أغيب لم يعظم بجهدي
ونالني القضاءُ..فعدتُ وحدي
****
حبيبي مُر شعاعك فليحطني
إذا ما اليأس طمَّ على فؤادي
يسددُ من خطاي إلى المعالي
أروم المستحيل على هُداه
وكم ألهمتني من معجزاتٍ,
****
حبيبي، في اثنتين أرى عزائي
لقاؤك، وهو كالإيمان حقٌ
ونهضة (يعربٍ,) حتى أراها
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد