رغبت عن السّوى وإليك أرغب *** ومن يلجأ إليك فليس ينصب
فماء الغير ما روّى أُيامي *** وماؤك في هجير النّفس أعذب
وأدنو نحو بابك مطمئناً *** وأمحو الخوف حين أقول يا رب
فأنت إليّ أدنى من فؤادي *** ومن حبل الوريد فأنت أقرب
وتأخذني المراحل والثّنايا *** ويذهب غيهبٌ ليجيئَ غيهب
ومالي غير بابك مستقرٌ *** ويخلص عند بابك كل مذهب
أفرّ إليك جارحةً وقلباً *** فتأنس باللقا روحي وتطرب
وأرشف من حميّا الكاس قطراً *** يسامر قلبي الصّادي فيشرب
أويت إليك في جنح المعاصي *** ومن لي إن صبا قلبي وأذنب؟
فمدَّ إليّ ربي كفّ عفوٍ, *** تهدهد خاطري كيلا أُعذب
وكن لي يا حبيبي إنّ قلبي *** من الآثام والأوزار متعب
فعبدك آبقٌ وعطاك جمٌ *** وذنبي واسعٌ ورضاك أرحب