يا عاشق الموت بلِّغ أمَّة العربِ *** من موطني خبرا يعصى على الخُطبِ
الذّبحُ فيه، وفيه الدّم أودية *** تجري كما جرت الأنهارُ في الكثبِ
هذي مذابحنا أضحت تسطّرُها *** أعيادنا بدماءِ الشَّعبِ في الكُتُبِ
جاءت جحافلهم تبغي تُمزِّقُنا *** والطائراتُ تدكٌّ الشَّعبَ عن كثبِ
مع كلِّ مذبحةٍ,ٍ,، تقوى عزائمنا *** فالعزمُ في دمِنا يغلي مع الكُربِ
قامَ الكبارُ مع الأشبالِ في وطني *** والشيبُ والنِّسوة الأطهار بالغضبِ
صبّوا الأعاصير في وجه العدى لهبا *** فالجيش ما بين مصهور ومنسحبِ
والأرضُ بَحر دمٍ, عامَت جماجمهم *** تترى على موجه تجري بلا صخبِ
والأفقُ أبخرة ظلَّت تُصعِّدها *** منهم حجارتُنا مسعورة اللهبِ
ثرنا فضجت صخور البحرِ تدعمنا *** والعربُ نامت وما قامت من التَّعبِ
والثائرون على أشلائنا رقصوا *** كيما يزيد رصيدُ الخَائنِ الذَّنبِ
والرَّاقصون وويلُ الرَّاقصين إذا *** جئنا لنُخرجهم من دولة الرٌّتبِ
نحنُ الحماسُ ولا غيرُ الحماس هنا *** يزجي الكتائبَ للجهادِ كالشٌّهبِ
من غزَّةِ الشهداءِ للخليل إلى *** قدسي الشريفة حتى محشر النَّقبِ
نحنُ الذينَ قطعنا كلَّ مرحلةٍ, *** ما بين مَيتٍ, ومأسورٍ, ومغتربِ
والآن آن أوانُ الدّمِّ نَسكبهُ *** بحراً يُخَضِّبُ صدر العالم الخربِ
إنَّا عزمنا على رصِّ الجماجم في *** جسر يمرٌّ على الأعداء والعربِ
حتَّى نُشيِّدَ بالإيمانِ دولتنا *** مجدا يرفرفُ في العلياءِ كالسحبِ
فليخسأِ العُربُ ما أورت حجارتنا *** نارَ انتفاضتنا بالفتيةِ النٌّجبِ
يا صانعَ المجدِ بلِّغ أمَّةَ الطربِ *** أنَّا صمدنا ولم نخضع لمغتصبِ