إلى علماء نجد

5.1k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّـا إذا مـا لـيلُ نـجدٍ, عسعسا *** وغـربت هـذا الـجواري خُنَّسا

والـصبح عـن ضـيائه تنفسا *** قـمنا نـؤدِّي الـواجب المقدسا

ونـقطع الـيوم نـناجي الطٌّرُسا *** ونـنتحي بـعد الـعشاء مجلسا

مـوطَّداً عـلى الـتقى مـؤسَّسا *** فـي شِـيخةٍ, حديثهم يجلو الأسى

وعـلمهم غـيث يـغادي الجُلسا *** خـلائقٌ زهـرٌ تـنير الـغلسا

وهـمـم غُـرُّ تـعاف الـدَّنسا *** وذمـمٌ طـهر تـجافي الـنَّجَسا

يُـحـيُون فـينا مـالكاً وأنـسا *** والأحـمدين والإمـام الـمؤتسا

قـد لـبسوا من هدي طه ملبسا *** ضـافٍ, على العقل يفوق السندسا

فـسمتهم مِـن سـمته قـد قبسا *** وعـلمهم مـن وحـيه تـبجَّسا

بوركتِ يا أرضٌ بها الدين رسا *** وَأَمِـنَـت آثــاره أن تُـدرُسا

والـشرك فـي كلِّ البلاد عرَّسا *** جــذلان يـتلو كُـتبَه مُـدرِّسا

مـصـاولاً مـواثـباً مـفترسا *** حـتى إذا مـا جـاء جَلساً جَلَسَا

والـشرك فـي كلِّ البلاد عرَّسا *** جــذلان يـتلو كُـتبَه مُـدرِّسا

مـصـاولاً مـواثـباً مـفترسا *** حـتى إذا مـا جـاء جَلساً جَلَسَا

مـنـكمشاً مُـنخذلاً مُـقعَنسسا *** مُـبَصبصاً قـيل له اخسأ فخسا

شـيطانه بـعد الـعُرَام خـنسا *** لـمـا رأى إبـليسه قـد أبـلسا

ونُـكِّـست رايـاتـه فـانتكسا *** وقــام فـي أتـباعه مـبتئسا

مُـخَافِتاً مِـن صـوته محترسا *** وقــال إنَّ شـيخكم قـد يـئسا

مـن بـلد فـيها الهدى قد رأسا *** ومـعلَمُ الـشرك بـها قد طُمِسا

ومـعهدُ الـعلم بـها قـد أسسا *** ومـنهلُ الـتوحيد فـيها انبجسا

إني رأيت ((والحجى لن يبخسا)) *** شُـهـباً عـلى آفـاقِهِ وحَـرَسا

فـطاولوا الـخَلفَ ومدوا المَرَسَا *** وجـاذبوهم إن ألانـوا الـملمسا

لا تـيأسوا: وإن يـئستُ: فعسى *** أن تـبـلغوا بـالحيلة الـملتَمَسَا

ولـبِّـسوا إنَّ أبـاكـم لـبَّـسَا *** حـتى يروا ضوء النهار حندسا

والـطاميات الـزاخرات يـبسا *** وجـنِّدوا جـنداً يَحُوط المحرسا

ولـبِّـسوا إنَّ أبـاكـم لـبَّـسَا *** حـتى يروا ضوء النهار حندسا

مَـن هَـمٌّهُ في اليوم أكل وكسا *** وهـمٌّـهُ بـالليل خـمر ونِـسَا

وفـيهمُ حـظُّ لـكم مـا وُكِـسَا *** ومَـن يـجد تُـرباً وماءًا غَرَسَا

تـجسسوا عـنهم فـمن تَجَسَّسَا *** تَـتَبَّعَ الـخطوَ وأحـصَى النفسَا

تـدسَّسوا فـيهم فـمن تـدسَّسا *** دَانَ لـهُ الـحظٌّ الـقصِيٌّ مُسلِسا

وأوضِـعُوا خِـلالهم زَكىً خَسَا *** واخـتلسوا فَـمَن أضاعَ الخُلسَا

تَـلقَونهُ فـي الأخـريات مُفلسا *** أفـدي بـروحي التَّيِّهانَ الشَّكسا

يـغـدو بـكل حـمأة مـرتكسا *** ومـن يرى المسجد فيهم مَحبِسا

ومـن يـديل بـالأذان الـجرسا *** ومَـن يَـعُبٌّ الخمر حتَّى يخرسا

ومـن يُحِبٌّ الزَّمرَ صبحاً ومسا *** ومَن يَخُبٌّ في المعاصي مُوعِسَا

ومـن يَـشِبٌّ طِـرمذاناً شرسا *** ومَـن يُـقِيمُ لـلمخازي عُـرُسا

يـا عـمر الـحَقِّ وقيتَ الأبؤسا *** ولا لـقيت ((ما بقيت)) الأَنحُسا

لـك الـرضى إنَّ الشباب انتكسا *** وانـتـابه داءٌ يـحاكي الـهَوَسَا

وانـعـكست أفـكاره فـانعكسَا *** وفُـتحت لـه الـكُوَى فـأسلسا

فـإن أبـت نجدٌ فلا تأبى الحسا *** فـاقسُ عـلى أشرَارِهم كما قسا

سـميٌّك الـفاروق (فالدين أُسى) *** نَـصرُ بن حجَّاج الفتى وما أسا

غـرَّبَـهُ إذ هـتفت بـه الـنِّسا *** ولا تُـبـال عـاتِـباً تـغطرسا

أو ذا خَـبـالٍ, لـلـخنا تَـحَمَّسا *** أو ذا سُـعارٍ, بـالزِّنَى تَـمرَّسا

شـيـطانه بـالمُنديات وسـوسا *** ولا تـشَّمت مِـنهمُ مـن عطسَا

ولا تـقـف بـقبره إن رُمـسا *** ولا تـثـق بـفـاسق تَـطَيلَسَا

فـإن فـي بُـرديهِ ذئـباً أطلسا *** وإن تــراءى مُـحفياً مُـقَلنِسَا

فَـسَل بـه ذا الـطٌّفيتين الأملسا *** تـأَمرَكَ الـملعونُ أو تَـفَرنَسَا

يـا شَـيبَةَ الحَمدِ رئيس الرٌّؤَسَا *** وَوَاحِـدَ الـعصرِ الـهُمَامَ الكَيِّسَا

ومـفتيَ الـدِّينِ الـذي إن نَبَسَا *** حَـسِبتَ فـي بُـردَتهِ شيخَ نَسَا

راوي الأحـاديثِ مُـتُوناً سُلَّسَا *** غُـرّاً إذا الراوي افترى أو دَلَّسَا

وصَـادِقَ الـحَدسِ إذا ما حَدَسَا *** ومُـوقِـنَ الـظَّـنِّ إذا تَـفَرَّسَا

وصـادعاً بـالحقِّ حـين هَمَسَا *** بـه الـمُرِيبُ خـائفاً مُـختَلِسَا

وفـارسـاً بـالمَعنَيَينِ اقـتبسا *** غـرائـباً مـنها إيـاس أَيِـسَا

بـك اغـتَدَى رَبعُ العلوم مُونِسَا *** وكـان قـبلُ مـوحشاً مـعبِّسَا

ذلَّـلتَهَا قَـسراً وكـانت شُـمُسَا *** فـأصبحت مثلَ الزٌّلاَلِ المُحتَسَا

فـتحتَ بـالعلمِ عـيوناً نُـعَّسَا *** وكـان جَـدٌّ الـعلم جَـداً تَعِسَا

وسُـقتَ لـلجهل الأُسَـاَة النٌّطُسَا *** وكـان داءُ الـجهلِ داءً نَـجَسَا

رمـى بـك الإلحادَ رامٍ, قَرطَسَا *** وَوَتَـرَت يـد الإلـهِ الأَقـوُسَا

وجَـدٌّكَ الأعـلَى اقتَرَى وأَسَّسَا *** وتـركَ الـتَّوحيدَ مَـرعِيَّ الوَسَا

حَـتَّى إذا الشركُ دَجَا وَاستَحلَسَا *** لُـحتَ فـكنتَ في الدَّيَاجِي القَبَسَا

ولـم تَـزَل تَفرِي الفَرِيَّ سَائِسَا *** حـتى غـدا الليلُ نهاراً مُشمِسَاً

يــا دَاعِـيـاً مُـنَاجياً مُـغَلِّسَا *** لَـم تـعدُ نَـهجَ القوم بِرّاً وائتِسَا

إذ يُـصبِحُ الـشَّهمُ نَشِيطاً مُسلِسَا *** ويُـصبِحُ الـفَدمُ كـسولاً لَـقِسَا

كـان الثَّرى بينَ الجُمُوع مُوبِسَا *** فـجئتَهُ بـالغيثِ حَـتَّى أَوعَـسَا

قُـل لِلأُلَى قادوا الصفوف سُوَّسَا *** خَـلَّوا الـطَّريقَ لِـفَتىً ما سَوَّسَا

وطَـأطِئُوا الـهَامَ لـه والأَرؤُسَا *** إنَّ الـنَّفِيسَ لا يُـجارِي الأَنفَسَا


أضف تعليق