الاعتراف

2.8k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أنـا مَـن مُـلكُـهُ بـالكُـفرِ شُـدَّ *** فصـرتُ بـذلَّـتِـي للقـردِ عَـبدَا

فكـم صُغتَ المبـاديءَ في كـتابي *** وهـل للخـائـنِ الأفَّـاقِ مَـبـدَا؟!

وأزعــمُ أننـِي للــهِ عَـبــدٌ *** وقـد عـاصـيتُـهُ وعـبـدتُ ودَّا

فكـم رحـماً قطـعـتُ ولا أبَـالـي *** وكـم خـالفـتُ للـرحمـنِ عَهداَ

وكـم قـبَّلـتُ أحـذيـةَ الأعـادي *** وكـم جُـرِّعتُ بـولَ القـردِ عَمدَا

فـألفـيـتُ النِّعَـالَ لـهَـا مَـذَاقٌ *** وبـولَ الـقـردِ والأدرانَ شَـهـدَا

إذا صـفعـت يـدُ الأعـداءِ خَـدِّي *** شـعـرتُ بـعـزةٍ, فـأدرتُ خـدَّا

فكـانـوا فـي مـواطنِـهم رِجَـالاً *** وكـنتُ علـى شفـا الكرسيِّ وَغدَا

وكـنتُ على ضِعـافِ الشـعبِ ليثاً *** وفـي سـاحِ الـوغى أصبحتُ قِردَا

فكـم ظـنَّ الكـمـاةُ بـأنَّ مثلـي *** غَـدَا للكـاسـرِ الضـرغـامِ نِـدَّا

ترانـي فـي المعـاركِ مثلَ جَـروٍ, *** وقـد أمسـيـتُ لـلأحـرارِ ضِـدَّا

أُلاقِـي الشـعبَ في حِقـدٍ, وبُغضٍ, *** وأُبـدِي للـعِـدَا والكـفـــرِ ودَّا

فتحتُ مصـارعَ الأبـوابِ طـوعـاً *** وصَيَّرتُ الثَّـرَى للكُـفـرِ مَـهـدَا

بنيتُ لشـرعـةِ الطـاغوتِ حِصناً *** وفـي وجـهِ الهُـدَى شَـيَّدتُ سَدَّا

أصـدٌّ عـنِ الهُدى وأذلٌّ شـعبِـي *** ومـا وَفَّــرتُ لـلإذلالِ جَـهــدَا

أصـيدُ بلـيبيـا مَـن صـدَّ عَنِّـي *** وفي رَهَـجِ المعـاركِ صِرتُ صَيدَا

أبيـعُ كـرامتِـي والأرضَ رَخصـاً *** وأفـدي بالدٌّنَـا عـرشـي المُفَـدَّا

لأحـمـيَ مـا بنـيـتُ ولا أُبَـالِـي *** بصـرحِ المخلـصـينَ إذا تَـرَدَّى

سـأركضُ للنجـاةِ وقـد بدا لِـي *** بــأنَّ بـلادَكُـم سـتـخـرٌّ هَـدَّا

مددتُ الكـفَّ اسـتجدِي الأعـادي *** وكـم أرسـلـتُ لـلأعـداءِ وَفـدَا

خـذوا أرضي وأمتعتِـي دعـونِي *** فإنَّ الخـوفَ فـي وجهـي تَبَـدَّى

خـذوا رمحي خـذوا سيفي ودرعي *** فإنِّـي قـد طـردتُ العـزَّ طَـردَا

رأيتُ الـذلَّ فـي كَـنَفِ الأعـادِي *** عُـلاً والمـوتَ يطلبُ مَن تَصَـدَّى

أنا المَـلِكُ الهُـمَـامُ ألم تـرونِـي *** وقـد أَعـلَيـتُ للطَّـاغُـوتِ بَنـدَا

أتيـهُ على الخـلائـقِ مُشـرَئِبـاً *** كـأَنِّي فِـي الأَنَـامِ خُلِقـتُ فَـردَا

تـرى حـولـي مِـنَ الآلافِ جُندًا *** وقـد أحصـيتُـهُم وعَـدَدتُ عَـدَّا

إذا جَـنَّ الظـلامُ حَـزَمتُ أَمـرِي *** لأشـعـلَ فتنـةً وأكـيـدَ كَـيـدَا

فكـم أوقـدتُ بينَ النـاسِ حَـرباً *** وكـم أوريـتُ بالشـحنـاءِ زِنـدَا

وكـم نـاديـتُ فلـتحيـا بـلادِي *** وكـنتُ لأهلِـهـا الخَصـمَ الألـدَّا

أُمَـنِّـيـهِم بـأَوهـامِ الحـيـارى *** وما أنجـزتُهُم فـي العُمـرِ وعـدَا

أبَدِّلُ فـي السياسـةِ لـونَ ثوبِـي *** وإن غلـبَ الأسـى أَبدَلـتُ جِلـدَا

إذا احتدمَ الوغَـى أَغـمَدتُ سـيفي *** وإن نامَ الـورى أَشـهَـرتُ حَـدَّا

أيـامَـن كُـنتُ أَزعُـمُـهُ عَـدُوًّا *** ووحشـاً في السـياسـةِ مُسـتَبِدَّا

أتيـتُك طـالـبـاً للصـفـحِ عَنِّي *** وأعـلـنُ أنِّنـي قَـد جـئـتُ إِدَّا

سـأهجـرُ ثـورتـي طََمَعـاً وإنِّي *** وجدتُ سـبيلَكم في العيشِ أهـدى

ألا يـا سـيِّـدِي رِفـقـاً بِعـَـبـدٍ, *** أقـرَّ بـذنـبِـهِ وأتــاكَ فَــردَا

ألا فـارحـم ذلـيـلاً جـاءَ يحبـو *** يمـدٌّ قـذالَـهُ للـصـفـعِ مَــدَّا

ليعلـمَ كـلٌّ مَـن في الأرضِ أنِّـي *** أقـلٌّ كــرامــةً وأذلٌّ جُــنـدَا

وأحقـرُ مَـن على الدنيـا خَـلاقـاً *** وأوضَـعُ مَن بِهَـا نَسَـبـًا وَجَـدَّا

فقـولـوا للـرعـاعِ ألاَ هـتفـتُـم: *** "أَيا صـقـرَ العـروبـةِ زِد تَحَـدَّ"

وهكذا حين ينكشف اللثام تعرف الصقور من اليمام ويعرف الكرام من اللئام


أضف تعليق