الاعتراف


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أنـا مَـن مُـلكُـهُ بـالكُـفرِ شُـدَّ *** فصـرتُ بـذلَّـتِـي للقـردِ عَـبدَا

 

فكـم صُغتَ المبـاديءَ في كـتابي *** وهـل للخـائـنِ الأفَّـاقِ مَـبـدَا؟!

 

وأزعــمُ أننـِي للــهِ عَـبــدٌ *** وقـد عـاصـيتُـهُ وعـبـدتُ ودَّا

 

فكـم رحـماً قطـعـتُ ولا أبَـالـي *** وكـم خـالفـتُ للـرحمـنِ عَهداَ

 

وكـم قـبَّلـتُ أحـذيـةَ الأعـادي *** وكـم جُـرِّعتُ بـولَ القـردِ عَمدَا

 

فـألفـيـتُ النِّعَـالَ لـهَـا مَـذَاقٌ *** وبـولَ الـقـردِ والأدرانَ شَـهـدَا

 

إذا صـفعـت يـدُ الأعـداءِ خَـدِّي *** شـعـرتُ بـعـزةٍ, فـأدرتُ خـدَّا

 

فكـانـوا فـي مـواطنِـهم رِجَـالاً *** وكـنتُ علـى شفـا الكرسيِّ وَغدَا

 

وكـنتُ على ضِعـافِ الشـعبِ ليثاً *** وفـي سـاحِ الـوغى أصبحتُ قِردَا

 

فكـم ظـنَّ الكـمـاةُ بـأنَّ مثلـي *** غَـدَا للكـاسـرِ الضـرغـامِ نِـدَّا

 

ترانـي فـي المعـاركِ مثلَ جَـروٍ, *** وقـد أمسـيـتُ لـلأحـرارِ ضِـدَّا

 

أُلاقِـي الشـعبَ في حِقـدٍ, وبُغضٍ, *** وأُبـدِي للـعِـدَا والكـفـــرِ ودَّا

 

فتحتُ مصـارعَ الأبـوابِ طـوعـاً *** وصَيَّرتُ الثَّـرَى للكُـفـرِ مَـهـدَا

 

بنيتُ لشـرعـةِ الطـاغوتِ حِصناً *** وفـي وجـهِ الهُـدَى شَـيَّدتُ سَدَّا

 

أصـدٌّ عـنِ الهُدى وأذلٌّ شـعبِـي *** ومـا وَفَّــرتُ لـلإذلالِ جَـهــدَا

 

أصـيدُ بلـيبيـا مَـن صـدَّ عَنِّـي *** وفي رَهَـجِ المعـاركِ صِرتُ صَيدَا

 

أبيـعُ كـرامتِـي والأرضَ رَخصـاً *** وأفـدي بالدٌّنَـا عـرشـي المُفَـدَّا

 

لأحـمـيَ مـا بنـيـتُ ولا أُبَـالِـي *** بصـرحِ المخلـصـينَ إذا تَـرَدَّى

 

سـأركضُ للنجـاةِ وقـد بدا لِـي *** بــأنَّ بـلادَكُـم سـتـخـرٌّ هَـدَّا

 

مددتُ الكـفَّ اسـتجدِي الأعـادي *** وكـم أرسـلـتُ لـلأعـداءِ وَفـدَا

 

خـذوا أرضي وأمتعتِـي دعـونِي *** فإنَّ الخـوفَ فـي وجهـي تَبَـدَّى

 

خـذوا رمحي خـذوا سيفي ودرعي *** فإنِّـي قـد طـردتُ العـزَّ طَـردَا

 

رأيتُ الـذلَّ فـي كَـنَفِ الأعـادِي *** عُـلاً والمـوتَ يطلبُ مَن تَصَـدَّى

 

أنا المَـلِكُ الهُـمَـامُ ألم تـرونِـي *** وقـد أَعـلَيـتُ للطَّـاغُـوتِ بَنـدَا

 

أتيـهُ على الخـلائـقِ مُشـرَئِبـاً *** كـأَنِّي فِـي الأَنَـامِ خُلِقـتُ فَـردَا

 

تـرى حـولـي مِـنَ الآلافِ جُندًا *** وقـد أحصـيتُـهُم وعَـدَدتُ عَـدَّا

 

إذا جَـنَّ الظـلامُ حَـزَمتُ أَمـرِي *** لأشـعـلَ فتنـةً وأكـيـدَ كَـيـدَا

 

فكـم أوقـدتُ بينَ النـاسِ حَـرباً *** وكـم أوريـتُ بالشـحنـاءِ زِنـدَا

 

وكـم نـاديـتُ فلـتحيـا بـلادِي *** وكـنتُ لأهلِـهـا الخَصـمَ الألـدَّا

 

أُمَـنِّـيـهِم بـأَوهـامِ الحـيـارى *** وما أنجـزتُهُم فـي العُمـرِ وعـدَا

 

أبَدِّلُ فـي السياسـةِ لـونَ ثوبِـي *** وإن غلـبَ الأسـى أَبدَلـتُ جِلـدَا

 

إذا احتدمَ الوغَـى أَغـمَدتُ سـيفي *** وإن نامَ الـورى أَشـهَـرتُ حَـدَّا

 

أيـامَـن كُـنتُ أَزعُـمُـهُ عَـدُوًّا *** ووحشـاً في السـياسـةِ مُسـتَبِدَّا

 

أتيـتُك طـالـبـاً للصـفـحِ عَنِّي *** وأعـلـنُ أنِّنـي قَـد جـئـتُ إِدَّا

 

سـأهجـرُ ثـورتـي طََمَعـاً وإنِّي *** وجدتُ سـبيلَكم في العيشِ أهـدى

 

ألا يـا سـيِّـدِي رِفـقـاً بِعـَـبـدٍ, *** أقـرَّ بـذنـبِـهِ وأتــاكَ فَــردَا

 

ألا فـارحـم ذلـيـلاً جـاءَ يحبـو *** يمـدٌّ قـذالَـهُ للـصـفـعِ مَــدَّا

 

ليعلـمَ كـلٌّ مَـن في الأرضِ أنِّـي *** أقـلٌّ كــرامــةً وأذلٌّ جُــنـدَا

 

وأحقـرُ مَـن على الدنيـا خَـلاقـاً *** وأوضَـعُ مَن بِهَـا نَسَـبـًا وَجَـدَّا

 

فقـولـوا للـرعـاعِ ألاَ هـتفـتُـم: *** "أَيا صـقـرَ العـروبـةِ زِد تَحَـدَّ"

 

وهكذا حين ينكشف اللثام تعرف الصقور من اليمام ويعرف الكرام من اللئام

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply