نفحات الهجرة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

شعّ الهدى والبشرُ في بسمـــــــاتهِ    واليُمن والإيمان في قسماتــــــهِ

وتفجرت فينا ينابيـــــــــــــــــع الهدى    واستيقظ التأريخ من غفواتـــــــهِ

\" إقرأ وربٌّك\" في حـــــــــــــراء تحررت    والدهر غافٍ, في عميق سباتــــهِ

جبريـــــــــــــل حاملها وأحمد روحها    إن الحديث موثّقُ برواتـــــــــــــــــهِ

مُهج الملائك بالتــــــــــــلاوة تنتشي    فتُقَبّل الكلماتِ فوق شفاتـــــــهِ

صلى عليك الله يا من ذكـــــــــــــــره    قربى ونورُ الله من مشكاتـــــــــهِ

يا من كســـــــــــــاه الله حلّة سمته    وكساهُ بالقرآن حُلّة ذاتــــــــــــــهِ

لمّا أضــــــــــــــــــــاء الله مهجة قلبه    هانت عليه الروحُ في مرضــــــاتهِ

غسل الكرى عن أعين الدنيـــــا كما    يُجلى الدٌّجى بالفجر في فلقاتهِ

وأنار بالآيات كلّ بصيـــــــــــــــــــــــرةٍ,    فكأن نور الشمس من قسماتــهِ

واقتاد للجنّــــــــــــات أسمى موكبٍ,    \"إياك نعبدُ \" تمتماتُ حداتــــــــــهِ

إقرأ معــــــــــاني الوحي في كلماته    في نسكهِ وحياتهِ ومماتــــــــــــه

لو نُظّمت كلّ النجــــــــــــــوم مدائحاً    كانت قلائدهن بعض صفاتـــــــــه

يا من بنى للكــــــــــــــــون أكرم أمّةٍ,    من علمه من حلمه وأناتـــــــــــه

صاروا ملوكاً للأنام بعيـــــــــــــــــد أن    كانوا رعاءَ الشاءِ في فلواتـــــــــه

فسل العدالة والفضيــــــــلة والندى    وسل المعنّى عن مُلمِّ شتاتــــــه

وسل المكارم والمحـــــــــارم والحيا    من غضّ عن درب الخنا نظراتـــه!

من حطّم الأصنــــــــــــام في تكبيره    من عانق التوحيد في سجداتــهِ

من أطلق الإنســــــــــــان من أغلاله    من أخرج الموءود من دركـاتــه؟!

من علّم الحيران درب نجــــــــــــــاتهِ    من أورد العطشان عذب فراتــهِ؟!

من هدّ بنيان الجهــــــــــالة والعمى    وبنى الأمان على رميم رفاتـــهِ؟!

فإذا بأخلاق العقيـــــــــــــــدة تعتلي    زور التراب وجنسه ولغــــــــــــــاتهِ

وإذا لقـــــــــــــــاء الله يأسر في رضا    وتشوّقٍ, من كان عبد حصـــــــــاته

ورأى جنــــــــــان الخلد حقّا فازدرى    دنياه واستعلى على لذّاتـــــــــــهِ

أرأيت إقدام الشهيـــــــد وقد سعى    للحتف معتذراً إلى تمراتــــــــــــه!!

حملوا الهدى للكون في جفن الفدا    فتحرر الوجدان من شهواتـــــــــــهِ

خيّـــــــــــــــالة المجد المؤثل والعلا    فكأنما ولدوا على صهواتـــــــــــــــهِ

سمّارة المحــــــــــراب في ليل وإن    نادى الجهاد فهم عُتاة كماتــــــــــه

في الهجرة الغـــــــــراء ذكرى معهدٍ,    نستلهمُ الأمجاد من خطراتــــــــــه

تـــــــــــــــــــــــاريخ أمتنا ومنبع عزّنا    ودروبنا تزهو بإشراقاتـــــــــــــــــــه

فيه الحضارة والبشـــــــــارة والتقى    ومُقِيل هذا الكون من عثراتـــــــــه

فتألقي يا نفس في نفحــــــــــــــاته    واستشرفي الغايات من غاياتـــه

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply